يكتسب الائتمان الخاص زخماً متزايداً في الشرق الأوسط وتكلل مؤخراً بتوقيع صفقة مليونية مع منصة «ليندو» بقيادة مصرف جي بي مورغان بقيمة إجمالية وصلت إلى 690 مليون دولار بهدف العمل على سد ثغرة تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة تماشياً مع رؤية المملكة 2030 في رفع نصيب التمويلات المخصصة لهذه الشركات من 4 في المئة إلى 20 في المئة في عام 2030.
وقال الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ«ليندو»، أسامة الراعي لـCNN الاقتصادية، إن الفجوة التي يشهدها هذا القطاع هي أكثر من 300 مليار ريال سعودي رغم وصول القيمة الإجمالية لهذه التمويلات العام الماضي الى 250 مليار، مضيفاً أنه من خلال هذه الشراكة سنمول آلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة بالسوق السعودي، ونوفر أكثر من 18 ألف وظيفة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ولم يتوسع الراعي في تفصيل الشركاء الماليين الآخرين في هذه الصفقة مكتفياً بالقول إنهم في مرحلة مفاوضات مع صناديق ائتمان خاص عالمية أميركية وأوروبية راغبة في دخول السوق السعودي.
سوق واعد رغم المخاطر
أكد الراعي أن هذه الشراكة هي دليل قاطع على تطور القطاع المالي في السعودية بظل الإصلاحات التشريعية التي حصلت في سوق المال والبنك المركزي ووزارة العدل خلال الفترة الماضية ضمن رؤية 2030 عازياً الفضل إلى برامج تطوير القطاع المالي التي وضعت الأسس لتمكين دخول المصارف العالمية واصفاً هذه الجهود بالجبارة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وشرح أن عامل الجذب الرئيسي لهذه المؤسسات العملاقة هو: أولاً الاهتمام العالي في الائتمان الخاص من قبل المستثمرين الذين رأوا في هذه الفئة من الأصول الاستثمارية عوائد مميزة حققتها على الصعيد العالمي والمحلي، كما نوه بالدور الذي لعبته هيئة سوق المال السعودية بإصدار أنظمة جديدة لصناديق الائتمان الخاص التي وصفها بالنقطة المحورية والنوعية التي نقلت المملكة إلى مراحل جديدة .
وأفاد بأن الصناديق في السوق السعودية تركز على التمويل الذي يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، الأمر الذي لا توفره الصناديق العالمية والذي شكل سوقاً جديداً للائتمان الخاص في السعودية.
وقدَّر الراعي حجم سوق الائتمان الخاص في السعودية بنحو 1.2 مليار دولار، ومن المرشح أن ينمو بعشرة أضعاف خلال السنوات المقبلة على حد قوله نظراً للاهتمام الذي توليه الصناديق السعودية في تمويل صناديق الائتمان الخاص التي تهتم الناشطة في القطاع التقني.
وحول اختيار «ليندو» شريكاً استراتيجياً كشف الراعي أن السبب كون ليندو من أول الشركات المرخصة في هذا المجال ومن أكبر شركات التقنية المالية لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأضاف أن التقنيات المتطورة التي تعتمدها «ليندو» في الدراسة الائتمانية والأتمتة توفر إدارة جيدة للمخاطر مع نسبة التعثر (1.1%) تعتبر منخفضة.
لماذا الائتمان الخاص؟
يساعد الائتمان الخاص الشركات خاصة الناشئة أو المتعثرة في الحصول على التمويل بعيداً عن البنوك والأسواق العامة ويتميز بمرونة وعوائد مرتفعة للمستثمرين وسرعة في التنفيذ مقارنة بأنماط التمويل التقليدية.
وأفاد الراعي «يتميز هذا التمويل بتقديم التسهيلات ضمن محفظة واحدة، تمكن من تنويع الاستمارات وتقليل المخاطر، والميزة الثانية أنه يوفر مدة زمنية أطول والاستثمار يعاد تمويله أكثر من مرة ويخفف من مخاطر الاستثمار».
وقال الراعي «إن تمويل الشركات الصغيرة له تحدياته وله حلوله واستطاعت ليندو خلال السنوات الماضية بناء تقنيات قائمة على الذكاء الاصطناعي لاستقطاب الشركات الصغيرة بطريقة مؤتمتة، متبعين معايير نوعية لتصنيف العملاء وإدارة المخاطر، ونبه أن هذا النوع من التمويل يجب أن يتم عبر شركات متخصصة ومرخصة من قبل الهيئات المنظمة».
ووصلت قيمة تمويلات المنشآت الصغيرة والمتوسطة عبر المنصة إلى 667 مليون دولار أميركي عبر أكثر من 5 آلاف معاملة، محققة للمستثمرين البالغ عددهم 84 ألف مستثمر عوائد بقيمة 33.3 مليون دولار، وهي منصة مدعومة من شركة سنابل للاستثمار، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة.