في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، وهي أول مقابلة له منذ تعيينه في هذا المنصب، كشف غابرييل سيميلاس، رئيس «إيرباص» في إفريقيا والشرق الأوسط، عن خطط الشركة لتعزيز وجودها في المنطقة، وتسليط الضوء على الشراكات الاستراتيجية، وتلبية الطلب المتزايد على الطائرات، والالتزام بالاستدامة في قطاع الطيران.
إيرباص في الشرق الأوسط.. تاريخ من التعاون والشراكات
تمتلك «إيرباص» حضوراً قوياً في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا منذ أكثر من 40 عاماً، حيث نجحت في بناء شراكات استراتيجية مع الحكومات والقطاع الخاص، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل الشركة مع شركاء محليين مثل «ستراتا» و«إي بي آي» في مجالات التصنيع وتطوير الصناعات الجوية، كما أن الدولة تشغل بالفعل العديد من طائرات «إيرباص»، بما في ذلك طائرات النقل العسكري MRTT وطائرات C295، وهناك مشاريع جديدة قيد التطوير مثل طائرة A400M.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يشير سيميلاس خلال المقابلة على هامش «معرض الدفاع الدولي (آيدكس)» إلى أن إيرباص لا تقتصر على بيع الطائرات فحسب، بل تركز أيضاً على تقديم الدعم الفني والتدريب، وهو جزء من رؤيتها لتعزيز الكفاءات المحلية وخلق فرص عمل في المنطقة، هذا النهج لا يسهم فقط في تطوير القطاع الجوي، بل يعزز أيضاً الاقتصاد المحلي من خلال زيادة مساهمة الصناعات الجوية في الناتج المحلي الإجمالي.
الطلب المتزايد على الطائرات في الشرق الأوسط وإفريقيا
يشهد قطاع الطيران في الشرق الأوسط نمواً ملحوظاً، حيث من المتوقع أن يتضاعف حجم أسطول الطائرات في المنطقة بحلول عام 2043، وتشير التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى 3,700 طائرة جديدة خلال العشرين عاماً القادمة، وهو ما يمثل فرصة هائلة لشركات تصنيع الطائرات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
«إيرباص» تتوقع أن تكون 42% من هذه الطائرات عريضة البدن، وهو ما يعكس طبيعة السوق الإقليمية التي تعتمد على الطائرات كبيرة الحجم للرحلات الطويلة، ويؤكد «سيميلاس» أن المنطقة تمثل إحدى أهم الأسواق لطائرات A380، حيث تمتلك «طيران الإمارات» أكبر أسطول من هذه الطائرات، إلى جانب تعزيز أسطولها بطائرات A350، التي بدأت بالفعل في دخول الخدمة.
علاوة على ذلك، فإن النمو السريع في حركة الطيران واضح في بعض الخطوط الجوية الأكثر ازدحاماً عالمياً، مثل خطوط دبي-الرياض، وجدة-القاهرة، ما يجعل المنطقة واحدة من أكثر الأسواق ديناميكية في قطاع الطيران العالمي، وأشار «سيميلاس» إلى أن معدل النمو في عدد الركاب في الشرق الأوسط بلغ 9.4% خلال العام الماضي، متجاوزاً المعدل العالمي، ما يؤكد الانتعاش السريع للقطاع بعد جائحة كوفيد-19.
الالتزام بالاستدامة
تعمل «إيرباص» على تطوير حلول مستدامة لتقليل الانبعاثات الكربونية، ويؤكد سيميلاس أن الشركة تركز على تحديث الأساطيل الحالية بطائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وأقل انبعاثاً لثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى ذلك، تدعم «إيرباص» استخدام الوقود المستدام (SAF)، حيث إن طائراتها الحالية قادرة على تشغيل 50% من رحلاتها باستخدام الوقود المستدام، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 100% بحلول عام 2030.
إلى جانب ذلك، يرى «سيميلاس» أن الشرق الأوسط يمتلك فرصة كبيرة لتطوير إنتاج الوقود المستدام محلياً، ما يعزز استقلالية القطاع ويسهم في تقليل البصمة الكربونية للطيران في المنطقة، هذا التوجه يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تحقيق توازن بين النمو السريع لصناعة الطيران وتقليل التأثير البيئي.
مستقبل إيرباص في الشرق الأوسط
استثمارات مستمرة وفرص جديدة مع استمرار «إيرباص» في توسيع نطاق أعمالها في الشرق الأوسط وإفريقيا، يبقى التعاون مع الشركات المحلية والحكومات عنصراً أساسياً في استراتيجيتها، فإلى جانب تصنيع قطع الطائرات في المنطقة، تعمل الشركة على تعزيز التدريب التقني، ونقل المعرفة، وخلق وظائف جديدة في قطاع الطيران.
يؤكد سيميلاس أن التزام «إيرباص» تجاه الشرق الأوسط لا يقتصر فقط على تلبية الطلب المتزايد على الطائرات، بل يشمل أيضاً تمكين الكفاءات المحلية والاستثمار في الحلول المستدامة، هذه الرؤية تضمن أن تظل «إيرباص» لاعباً رئيسياً في صناعة الطيران الإقليمية، ليس فقط في مجال تصنيع الطائرات، ولكن أيضاً في تشكيل مستقبل الطيران المستدام في المنطقة.
في أول مقابلة له منذ توليه منصبه، أوضح غابرييل سيميلاس أن «إيرباص» تعزز حضورها في الشرق الأوسط وإفريقيا من خلال الشراكات الاستراتيجية، والاستثمارات في التصنيع المحلي، ودعم الاستدامة في قطاع الطيران.
ومع التوقعات بنمو ضخم في الطلب على الطائرات خلال العقدين القادمين، يبدو أن «إيرباص» مهيأة للعب دور محوري في مستقبل الطيران في المنطقة، مستفيدةً من خبراتها الواسعة وعلاقاتها القوية مع الشركاء المحليين.