في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، أصبح الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً في تعزيز القدرات الدفاعية والتصنيعية للدول، وفي هذا السياق، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من الدول الرائدة في تبني وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الدفاع والتصنيع العسكري.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الدفاعي
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات الاستخباراتية من خلال تحليل البيانات الضخمة لفهم الأنماط والاتجاهات العسكرية، وتطوير قدرات الاستطلاع والاستشعار عن بُعد، كما يُسهم في تحسين أنظمة التشفير والأمان السيبراني، ما يحمي البيانات الحساسة من الاختراق، بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم الطائرات بدون طيار والأنظمة الآلية ذاتية التحكم في الاستطلاع والمراقبة، ما يقلل من المخاطر البشرية ويعزز الكفاءة العملياتية.
في مقابلة مع CNN الاقتصادية، أشار شوقي قاسمي، كبير مسؤولي الابتكار في معهد الابتكار التكنولوجي، إلى أن الإمارات شهدت خلال السنوات الـ15 الماضية دمج الذكاء الاصطناعي في العديد من المنتجات، ما أحدث ثورة في معالجة وتحليل البيانات، وأوضح أن استراتيجية الإمارات الوطنية تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مع التركيز على تطوير تقنيات متقدمة في مجالات التوجيه والملاحة والتحكم، والرادارات، والأنظمة الكهروضوئية
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
توطين التصنيع العسكري في الإمارات
تسعى الإمارات إلى تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال توطين الصناعات العسكرية، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات، وقد وضعت الدولة خططاً استراتيجية لزيادة نسبة التوطين في هذا القطاع، مع التركيز على تطوير الكفاءات الوطنية وتعزيز الشراكات مع الشركات العالمية.
وفقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء الإمارات، تمثل الصناعات العسكرية في الدولة أحد مظاهر التقدم الصناعي والتقني، وتعد ركيزة حيوية للسيادة الوطنية من خلال توفير الاحتياجات المطلوبة للقوات المسلحة، كما تسهم هذه الصناعات في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد الوطني.
الشراكات الدولية ونقل التكنولوجيا
في إطار سعيها لتطوير قدراتها الدفاعية، أبرمت الإمارات شراكات مع شركات دولية رائدة في مجال التصنيع العسكري. على سبيل المثال، تعاونت مجموعة «إيدج» الإماراتية مع شركة «جنرال أتوميكس» لدمج الأسلحة المصنعة محلياً في أنظمة الطائرات بدون طيار من طراز «MQ-9B SkyGuardian»، كما وقعت «إيدج» مذكرات تفاهم مع شركة «ريثيون الإمارات» للتعاون في مجالات الإنتاج والمساهمة في سلسلة التوريد العالمية.
في مقابلة مع CNN الاقتصادية، أشار غيوم باتيو، مدير مجموعة «نافال» في الإمارات، إلى أن الشركة لديها تاريخ طويل مع البحرية الإماراتية، حيث تم تأسيس فرعها في الدولة عام 2010، وأوضح أنه تم توقيع عقد رئيسي في عام 2019 لبناء سفينتين، تم تسليم الأولى في عام 2023 والثانية في عام 2024، وأكد باتيو أن «نافال» تعمل على تعزيز الشراكات المحلية، بما في ذلك التعاون مع مجموعة «إيدج» لتطوير أنظمة بحرية متقدمة.
من جانبه، صرح برايان غاثرايت، نائب الرئيس لتطوير الأعمال في شركة «بي إيه إي سيستمز»، في مقابلة مع CNN الاقتصادية، بأن مركبة القتال البرمائية (ACV) للشركة ظهرت لأول مرة في الإمارات خلال معرض «آيدكس 2025»، وأشار إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من الجانب الإماراتي بتوسيع قدراتهم البرمائية، سواء من الجزيرة إلى الشاطئ أو من خلال عمليات الإنزال البرمائي، كما لفت إلى وجود اهتمام متزايد في المنطقة، خاصة في دول مثل قطر والبحرين والمملكة العربية السعودية، بالمركبة البرمائية.
دور معرض «آيدكس» في تعزيز التعاون الدفاعي
يُعتبر معرض الدفاع الدولي «آيدكس» منصة مهمة لتعزيز التعاون بين الإمارات والشركات العالمية في مجال الدفاع، خلال نسخة عام 2025، شهد المعرض توقيع 15 صفقة بقيمة 1.43 مليار درهم إماراتي مع شركات محلية ودولية، ليصل إجمالي الصفقات المبرمة خلال خمسة أيام إلى 25.15 مليار درهم، مسجلاً نمواً بنسبة 10% مقارنة بالنسخة السابقة في عام 2023، هذا الحدث يعكس التزام الإمارات بتطوير قدراتها الدفاعية وتعزيز شراكاتها الدولية
تحديات وفرص توطين الصناعات العسكرية
على الرغم من النجاحات المحققة، تواجه جهود توطين الصناعات العسكرية في الإمارات تحديات عدة، أبرزها محدودية عدد السكان المواطنين، ما يتطلب التركيز على تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، بالإضافة إلى ذلك، يتطلب تحقيق الاكتفاء الذاتي استثمارات كبيرة في البحث والتطوير، فضلاً عن بناء شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية لنقل التكنولوجيا والمعرفة.