قال مايكل ورد المدير العام لمتجر «هارودز» لـCNN الاقتصادية، إنه في عالم يشهد منافسة شرسة وتغيرات اقتصادية غير مسبوقة، يبقى الإبداع العامل الحاسم في استمرار نجاح العلامات التجارية الفاخرة.
وأضاف «لو نظرنا إلى لويس فويتون، سنجد أن قطاع الإكسسوارات الفاخرة لديه شهد معدل نمو مركب بنسبة 12% خلال العشرين عاماً الماضية، ما يعني أن حجمه تضاعف 11 مرة بين عامي 2017 و2023، في عام واحد فقط، ارتفع معدل النمو إلى 18%، ما يبرهن على أن القطاع لا يزال يمتلك زخمه رغم بعض التباطؤ المرحلي».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ولفت إلى أن الشركات التي استثمرت في التصميم والابتكار مثل The Row وLoro Piana شهدت نمواً كبيراً، وهو ما يثبت أن التحدي الحقيقي ليس فقط في مواجهة المنافسة، بل في القدرة على مواكبة تطلعات المستهلكين وإعادة تعريف مفهوم الرفاهية باستمرار.
ورأى ورد أن في ظل تصاعد التجارة الإلكترونية والأسواق الرقمية، تواجه العلامات التجارية الفاخرة تحدياً غير مسبوق يتمثل في فقدان السيطرة على تجربة العملاء، فالسوق الرقمية تعتمد بشكل أساسي على تقديم أقل الأسعار؛ ما يهدد قيمة العلامة التجارية الحصرية التي تعتمد على التفرد والتميز.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
رغم تزايد تأثير الأسواق الرقمية على قطاع التجزئة، فإن العلامات التجارية الفاخرة وجدت حلولاً مبتكرة للحفاظ على هويتها، وقال وارد «بدلاً من السماح للمنصات الإلكترونية بخفض قيمة المنتجات الفاخرة، قامت الشركات الكبرى بإزالة منتجاتها من الأسواق الرقمية لضمان تحكمها الكامل في الجودة والتسعير والعرض».
وأشار إلى أن هذا النهج أدى إلى تقليل اعتماد العلامات التجارية على البيع بالجملة وتعزيز السيطرة المباشرة على سلاسل التوريد، ما يمنحها قدرة أكبر على حماية علامتها التجارية من التأثيرات السلبية للأسواق الرقمية.
وأكد ورد أن انعكاسات هذه المنافسة على التجزئة الفاخرة ستبقى محدودة بحكم طبيعتها المنفردة والمتميزة، لكنها ستؤثر بشكل كبير على محال التجزئة.
في ظل التحديات الجيوسياسية مثل سياسات الضرائب الجديدة في بعض الدول، وانخفاض المبيعات في بعض الأسواق الرئيسية، أفاد ورد بأن الحفاظ على التفرد والابتكار أصبح أمراً حتمياً لاستمرار العلامات التجارية الفاخرة، ورغم التراجع الطفيف الذي شهدته بعض الشركات الكبرى مثل LVMH وRichemont، فإن الحل يكمن في خلق تجارب حصرية تجعل العملاء على استعداد لدفع المزيد مقابل التفرد والجودة.
تجارب هارودز
وأضاف أن ذلك يدخل ضمن رؤية واستراتيجية هارودز وأن تبنيه التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي عزز تجارب المستهلكين من خلال تطبيق أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة قادرة على تقديم رؤية شاملة بزاوية 360 درجة عن العملاء مدعومة بقاعدة بيانات غنية تحتوي على 76% من معلومات العملاء المسجلة في بطاقات الولاء، ومن خلال تحليل هذه البيانات، تصبح الشركات قادرة على تخصيص تجربة تسوق لكل عميل بناءً على نمط حياته وتفضيلاته الشرائية.
ولفت إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي لم يقتصر فقط على تحسين تجربة العملاء، بل امتد ليشمل إدارة المخزون واتخاذ قرارات الشراء، حيث أصبحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي مسؤولة بالكامل عن تحديد المنتجات التي يتم توفيرها في المتاجر، متجاوزة بذلك الاعتماد التقليدي على فرق إدارة المشتريات.
الاستدامة ليست شعاراً
"لم تَعُد الاستدامة مجرد شعار، بل أصبحت عنصراً أساسياً في استراتيجية هارودز، ويعتمد المتجر برامج بيع المنتجات المستعملة وبرامج التأجير كخطوات أولية، لكن التغيير الحقيقي يحدث وراء الكواليس كما أشار، حيث يتم ضخ استثمارات كبيرة فضل التحفظ على قيمتها لإزالة البلاستيك من سلاسل التوريد، وتوليد الطاقة عبر مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية، واستبدال الوقود الأحفوري ببدائل أكثر استدامة.
وأفاد بأن تتبع مصادر المنتجات التي يطبقها هارودز ضمنت الشفافية الكاملة في سلسلة التوريد، حيث أصبح من الممكن التأكد من أن كل منتج يتم بيعه يحمل بصمة أخلاقية وبيئية واضحة.