رمضان في مصر.. موائد متباينة وفواتير متصاعدة


«يرتفع مجموع الفاتورة في شهر رمضان والشهر الذي يسبقه بنحو ثلاثة أمثال» بهذه الجملة بدأ خالد دويدار المدير التنفيذي لهايبر ماركت حديثه مع CNN الاقتصادية، وعلل دويدار هذه الزيادة بانتشار تجمعات الإفطار العائلية فضلاً عن رغبة المصريين في فعل الخير.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

تنتشر في مصر بعد شهر رمضان البيانات الحكومية التي تحصي كمية اللحوم الحمراء التي يستهلكها المصريون أو كميات الفستق أو البندق أو حتى الجمبري. وتُصيب هذه الأرقام وما توازيه من دولارات أميركية الجميع بالذهول. وهذا الارتفاع سببه حجم الكتلة السكانية في مصر التي تقترب من 110 ملايين نسمة. فالمصريون يشكّلون الكتلة الاستهلاكية الأكبر في العالم العربي، ما دفع علامات تجارية عالمية وخليجية لفتح متاجر تجزئة في مصر.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وبحسب بيانات سابقة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن المصريين ينفقون نحو ملياري جنيه في اليوم الواحد (نحو 40 مليون دولار أميركي) على الطعام خلال شهر رمضان ويتناولون نحو 9 مليارات رغيف خبز خلال الشهر، كما أن الطلب يزيد على الدواجن بنسبة تقترب من خمسين في المئة.

يمكن رؤية واقع بيانات مركز الإحصاء مجسدة في حجم مبيعات متجر هايبر للتجزئة والبقالة، الذي يعد بمنزلة أكبر نقطة بيع في مصر بحسب بعض رجال الأعمال المصريين. 

يبيع المتجر خلال فترة موسم شهر رمضان نحو 2000 طن من البلح المجفف تحت شمس الصعيد، كما أن قسم الجزارة يبيع في الشهر الذي يسبق رمضان لحوماً بنحو 50 رأساً يومياً لعملائه، وهو أعلى من المبيعات خارج شهر رمضان والأيام التي تسبق الاستعداد له.

الوضع يختلف كثيراً في حي الـ800 فدان الشعبي في مدينة السادس من أكتوبر الجديدة، وهو حي قامت الدولة بتشيده ضمن برنامجها الخاص بالإسكان الاجتماعي. 

خلال جولتنا في الحي لم تصادف أعيننا جزاراً واحداً لبيع اللحوم الحمراء على الرغم من انتشار محلات بيع الدواجن، فهي على الرغم من ارتفاع أسعارها، فإنها تظل في متناول ذوي القوة الشرائية المحدودة.

يقول محمد أبو هشيمة الذي يدير محلاً لبيع الدواجن، إن «البيع يرتفع في الأيام الأولى من شهر رمضان بنسبة 10 أو 20 في المئة ولكنه سرعان ما يهدأ ليقف عند المعدلات الطبيعية».

ويُضيف محمد أن سعر كيلو الدجاج وصل إلى 113 جنيهاً، كما أن سعر الصدور المخلية يقترب من 240 جنيهاً ولا يوجد الكثير ممن يمكنهم شراؤه، ما جعل بعض الناس «يطلبون شراء الصدور المخلية الرقيقة بالقطعة.. فهناك من يسأل عن قطعة بـ20 جنيهاً أو 30 جنيهاً».

وتنخفض القوة الشرائية في هذا الحي بشكلٍ ملحوظ، فعلى الرغم من تناسق المباني فإن جزءاً كبيراً من قاطني هذه المباني جاؤوا من الريف أو صعيد مصر للحصول على فرصة للرزق في العاصمة وأطرافها. كما يسكن بالحي العديد من مقدمي الخدمات البسيطة مثل عمال المصانع وأفراد الحراسة وعاملات المنازل. 

تتداخل في مصر التجمعات السكنية الفخمة (الكومباوند) ومباني الإسكان الاجتماعي، فلا يفصل بينهما إلّا أمتار قليلة، كما لا تبعد متاجر التجزئة العملاقة التي تستقبل الطبقة الثرية والمتوسطة عن متاجر الأسواق البسيطة والشعبية التي تستقبل أصحاب القوى الشرائية المحدودة. ولكن الجميع يتكيف حسب احتياجاته وتحلق فواتير استهلاكهم خلال شهر رمضان وإن اختلفت محتويات موائدهم.