ساكسو بنك لـ«CNN الاقتصادية»: أسعار الذهب إلى 4000 دولار نهاية 2025

انخفضت قيمة الدولار منذ إعلان إدارة ترامب سياسة التعرفات الجمركية بنحو 11 % تقريباً. وعلى الرغم من أن ذلك يخدم أهداف ترامب بمنح الصادرات الأميركية مزايا تفاضلية، فإن الأمر دفع المستثمرين لإعادة النظر في مكان وضع ثقتهم وأموالهم وأثار تساؤلات قد تهدد الاستقرار المالي العالمي.

سوق يفقد الثقة

وقالت تشارو تشانانا، رئيسة استراتيجيات الاستثمار بساكسو بنك، إن الدولار الأميركي الذي كان يُعتبر ملاذاً آمناً لا جدال فيه، يظهر علامات ضعف. هذا التراجع لا يتعلق فقط بأسعار الفائدة أو التضخم، بل يتعلق بالمصداقية. مع تزايد عدم اليقين حول اتساق السياسة الأميركية، يتحرك المستثمرون العالميون بعيداً عن الأسهم والسندات الأميركية بحثاً عن ملاذات أخرى.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

هذا التحول واضح في ارتفاع الملاذات التقليدية مثل الفرنك السويسري والين الياباني والزخم وراء اليورو المدعوم بتحولات السياسة الضريبية في أوروبا.

أما الذهب، الذي طالما كان مؤشراً على القلق الاقتصادي، فيشهد ارتفاعاً.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأفادت تشانانا بأن البنوك المركزية بدأت تتحوط بالذهب إبان تجميد الاحتياطيات الأجنبية لروسيا عام 2022، أمّا الآن يتسارع الابتعاد عن الأصول المقومة بالدولار، مدفوعاً ليس فقط من قبل البنوك المركزية ولكن أيضًا من قبل المستثمرين المؤسسين وصناديق الاستثمار المتداولة. متوقعة أن يصل سعر الذهب إلى 4000 دولار للأونصة بحلول نهاية العام ما يقرب من ضعف مستوياته قبل عام 2023.

نظام تحت المجهر

لطالما كانت أميركا الملاذ الآمن للاستثمار بسبب نظامها القائم على القواعد ومبادئ الشفافية والاستقرار واستقلالية المؤسسات لكن الإجراءات الأخيرة، بما في ذلك سياسات التعرفة الجمركية غير المنتظمة والتدخل السياسي في الاحتياطي الفيدرالي، قد وضعت ذلك موضع تساؤل كما أعربت تشانانا مضيفة أن هناك قلقاً حقيقياً الآن بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال تعمل ضمن مجموعة القواعد العادلة والمتوقعة نفسها.

فهذا ليس مجرد تذبذب دوري بل هو تحول كبير، فالدورات الاقتصادية يمكن التعافي منها لكن هذا تحول هيكلي ضخم، وقد تكون له آثار دائمة للغاية».

العملات الرابحة

تواصل الصين، من جانبها، الاعتماد بشكل كبير على الصادرات للحفاظ على اقتصادها وسط الانكماش المحلي والرياح المعاكسة الديموغرافية. يساعد اليوان الأضعف في دعم استراتيجية التصدير هذه، على الرغم من أن بكين يجب أن تسير على خط رفيع.

تخفيض القيمة يعرّضها لمخاطر هروب رأس المال وعدم الاستقرار المالي.

في الوقت الحالي، يبدو أن الاستراتيجية تفضّل إضعافاً تدريجياً ومتحكماً للعملة.

تستفيد أوروبا من اللحظة

أدّت تحولات السياسة المالية في ألمانيا والزخم الاقتصادي الأوسع عبر الاتحاد الأوروبي إلى تحويل انتباه المستثمرين نحو اليورو، لكن قوة اليورو هي أكثر وظيفة لتراجع الدولار من أي وضع جديد كبديل احتياطي عالمي.؟ «تستفيد أوروبا، نعم.. لكنها ليست بعد في وضع يمكنها من استبدال الولايات المتحدة كمركز للكون المالي»، كما أشارت تشانا.

ركود يلوح في الأفق

القلق الأكثر إلحاحاً برأي تشانانا هو ما إذا كانت التقلبات الحالية تشير إلى ركود أميركي وربما عالمي وشيك. تسهم حروب التعرفة الجمركية، وصُنع السياسات غير المتوقعة، والاحتكاكات الجيوسياسية جميعها برأيها إلى حالة من عدم الاستقرار.

فيما استفادت العملات الآمنة من انخفاض قيمة الدولار، إلّا أن العملات الدورية مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي قد تكافح إذا أصبح التباطؤ عالمياً.

وتساءلت تشانانا حول مقصد تدفق الأموال خارج الولايات المتحدة قائلة: «السؤال هو: إلى أين تذهب هذه الأموال؟ أوروبا؟ اليابان؟ الصين؟ وأفادت بأنه إذا واصلت الدول الأوروبية تنفيذ وعودها بالتحفيز المالي، فسنشهد زخماً كبيراً نحو الأسواق الأوروبية، وهذا قد يكون حافزاً كبيراً آخر لليورو».

وتوقعت تشانانا المزيد من التقلبات في أسعار العملات في المستقبل القريب قائلة «من الصعب حقاً معرفة أين سننتهي، لأننا في الأساس لا نعرف ما هو الهدف من سياسات الرسوم الجمركية».

وبرأيها سيستمر الدولار الأميركي في الانخفاض مع بقاء الصين على ميل بسيط نحو إضعاف اليوان. وعلى الرغم من الاضطرابات، فإن هذا «ليس نهاية هيمنة الدولار الأميركي ولكنه قد يكون بداية تآكله» كما أعربت تشانانا.