هبط مؤشر ناسداك الأميركي بنحو 3.1 في المئة خلال تعاملات اليوم الاثنين، متأثراً بتصاعد المنافسة الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتراجع سهم إنفيديا بنسبة قاربت 17.5 في المئة. يشير هذا إلى وجود حالة من الترقب في الأسواق العالمية بعد الكشف عن مشروع صيني جديد منخفض التكلفة يُعرف باسم «ديب سيك DeepSeek»، الذي هز عرش شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
المنافسة الصينية تربك السوق
وأثبتت «ديب سيك» التي أُطلقت بواسطة شركة ناشئة مقرها مدينة هانغتشو الصينية، قدرتها على منافسة الشركات الرائدة مثل إنفيديا، التي هبطت أسهمها بنسبة تقرب من 17.5 في المئة إلى 120 دولاراً وهو أدنى سعر منذ أكتوبر 2024.
كلف ذلك إنفيديا خسارة تتجاوز 680 مليار دولار من قيمتها السوقية، منذ إغلاق يوم الجمعة، وتراجعت إلى المرتبة الثالثة من المرتبة الأولى كأكبر شركة مدرجة في وول ستريت بعدل أبل ومايكروسوفت.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأشار تقرير صادر عن الشركة الصينية أن نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها طُور بتكلفة لم تتجاوز 5.6 مليون دولار، مقارنة بالمليارات التي أنفقتها الشركات الأميركية الكبرى على تطوير تقنيات مشابهة.
وقالت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في شركة «إكس تي بي»، إن «الهيمنة التقنية الأميركية تواجه تحدياً حقيقياً من الصين، والسؤال الآن هو؛ هل تستطيع الصين التفوق على الولايات المتحدة من حيث السرعة والكفاءة والتكلفة في سباق الذكاء الاصطناعي؟».
أثر المنافسة على الشركات الكبرى
انعكس هبوط ناسداك أيضاً على شركات كبرى مثل ميتا ومايكروسوفت وألفابت (الشركة الأم لغوغل)، والتي سجلت جميعها خسائر ملحوظة.
وانخفض سهم مايكروسوفت 3.8 في المئة، كما تراجع سهم ميتا بلاتفورمز 3.1 في المئة، في بداية التداولات قبل أن يصعد مجدداً في وقت لاحق، بينما هبط سهم غوغل 1.9 في المئة.
وأشار ديفيد موريسون، كبير المحللين لدى «إف سي إيه FCA»، إلى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي الخاص بـ«ديب سيك»، أصبح التطبيق المجاني الأعلى تقييماً على متجر أبل في الولايات المتحدة.
وقال إن «المستثمرين أُجبروا على إعادة تقييم التوقعات بشأن الإنفاق الرأسمالي وقيم الشركات، نظراً للتهديد الذي تشكله النماذج الصينية ذات التكلفة المنخفضة».
التداعيات على السوق العالمية
تأثرت الأسواق الأوروبية والآسيوية بشكل متفاوت، إذ سجلت الأسهم الأوروبية انخفاضات تراوحت بين 0.1 في المئة في لندن و0.7 في المئة في فرانكفورت.
أما الأسواق الآسيوية، فقد تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.9 في المئة، في حين صعد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.7 في المئة.
وفي اليابان، سجلت شركات التكنولوجيا وشركات أشباه الموصلات خسائر كبيرة، إذ تراجعت شركة «أدفانتست» بنسبة تزيد على ثمانية في المئة، وانخفضت شركة «طوكيو إلكترون» بنحو خمسة في المئة.
كما تراجعت أسهم سوفت بنك، المستثمر الرئيسي في مشروع الذكاء الاصطناعي الأميركي الجديد بقيمة 500 مليار دولار الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً، بنسبة تتجاوز ثمانية في المئة.
(أ.ف.ب)