شهدت الأسواق العالمية يوم الثلاثاء حالة من التذبذب بعد موجة بيع واسعة، إذ استقرت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، وارتفع الدولار، بينما تراجعت أسهم التكنولوجيا في آسيا، جاءت هذه التحركات على خلفية تقارير عن تقدم شركة ناشئة صينية في مجال الذكاء الاصطناعي، ما أثار تساؤلات حول هيمنة الولايات المتحدة ونفقاتها في هذا القطاع المزدهر. تراجع سهم شركة إنفيديا، الرائدة في صناعة الرقائق، بنسبة 17 في المئة يوم الاثنين، ما أدى إلى محو نحو 593 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهو أكبر انخفاض في القيمة السوقية في التاريخ.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقال برنت دونيلي رئيس شركة سبيكترا ماركت للتداول والتحليلات «نحن في بداية إعادة تقييم ملحّة للرواية التي سيطرت على السوق لمدة عامين تقريباً، ومن الصعب تجاهل ذلك بعد هذه الأحداث»، بحسب رويترز.
ورغم هذا التراجع الكبير، سجل سهم إنفيديا ارتفاعاً طفيفاً في التداولات بعد ساعات العمل، أما العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 فارتفعت بنسبة 0.1 في المئة، فيما استقرت العقود الآجلة لمؤشر إس آند بي 500.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تداعيات واسعة على الأسواق الآسيوية
في اليابان، تراجع سهم Advantest، أحد موردي إنفيديا، بنسبة 10 في المئة يوم الثلاثاء، ما رفع خسائره منذ بداية الأسبوع إلى نحو 19 في المئة، كما انخفض سهم مجموعة سوفت بنك، الداعمة للتقنيات المتقدمة، بنسبة 5.5 في المئة، فيما هبط سهم شركة فوروكاوا، المصنعة لكابلات مراكز البيانات، بنسبة 8 في المئة.
في أستراليا، شهدت أسهم مالكي مراكز البيانات تراجعات كبيرة، بينما أُغلقت الأسواق التقنية في تايوان وكوريا الجنوبية بسبب عطلة.
الذعر في وول ستريت وانتعاش الملاذات الآمنة
أسهم تراجع إنفيديا بشكل كبير في انخفاض مؤشر ناسداك بنسبة 3 في المئة يوم الاثنين، ما أدى إلى موجة بيع شملت الشركات المرتبطة بسلسلة توريد الذكاء الاصطناعي، من مصنعي الكابلات إلى مرافق الطاقة وشركات البرمجيات.
ارتفع مؤشر CBOE للتقلبات، المعروف بمؤشر الخوف في وول ستريت، بينما شهدت الأصول الآمنة مثل السندات الحكومية والين والفرنك السويسري ارتفاعاً ملحوظاً.
تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 9.5 نقطة أساس، واستقرت عند 4.55 في المئة في التعاملات الآسيوية، كما انخفضت أسعار النفط بنسبة 2 في المئة بسبب مخاوف بشأن الطلب على الطاقة.
شركة صينية تنافس عمالقة الذكاء الاصطناعي
أثارت شركة
DeepSeek، وهي شركة ناشئة من مدينة هانغتشو الصينية، جدلاً واسعاً بعد إعلانها عن تطوير مساعد ذكاء اصطناعي بتكلفة منخفضة باستخدام رقائق وبيانات أقل مقارنة بمنافسيها الأميركيين.
وقال جوش مايرز، المتخصص في القطاع بشركة جيه بي مورغان، في مذكرة للعملاء «ما يثير القلق هو أن DeepSeek تمكنت من تقديم أداء يتفوق على النماذج الأخرى بميزانية محدودة، ما يضع عمليات بمليارات الدولارات مثل أوبن إيه آي وغوغل في موقف محرج».
تأثيرات على أسواق العملات والمعادن
تراجع الدولار بنسبة 1 في المئة تقريباً مقابل الين و0.4 في المئة مقابل الفرنك السويسري، وهما عملتان غالباً ما تصعدان في فترات الاضطرابات، لكنه عاود الارتفاع صباح الثلاثاء، حيث سجل 155.36 ين وحقق مكاسب طفيفة مقابل العملات الأخرى.
على صعيد المعادن، انخفضت أسعار الذهب بأكثر من 1 في المئة مع قيام المستثمرين بتسييل الذهب لتغطية خسائرهم في أماكن أخرى.
نظرة على اجتماعات البنوك المركزية
تترقب الأسواق هذا الأسبوع اجتماعات لكل من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي لاتخاذ قرارات بشأن أسعار الفائدة، وسط حالة من التوتر في الأسواق العالمية.