ترقُّبٌ حذر يسود الأسواق اليوم بُعَيد الاجتماع الأول لبنك
الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، والذي تشير توقعات الغالبية من المحللين إلى أنه سيتجه نحو تثبيت سعر الفائدة، كون التضخم ما زال بعيداً عن مستهدفه عند 2 في المئة كما قال سابقاً جيروم بأول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي.
كيف سيتفاعل سوق الكريبتو مع قرار الفيدرالي؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
قال مازن سلهب، كبير استراتيجيي الأسواق بالشرق الأوسط في «بي دي سويس»، إن التأثير اليوم «سيكون محدوداً» على اعتبار أن قرار عدم تخفيض الفائدة «تم تسعيره في الأسواق بالأساس»، والعوامل المؤثرة على السوق مرتبطة أصلاً بارتفاع شهية المخاطر من جهة والتي قد يحددها خطاب جيروم باول، وبسياسات ترامب المرتقبة من جهة أخرى والتي سيكون لها «الأثر الأكبر» على سوق الكريبتو.
يسود جو التذبذب على سوق العملات المشفرة اليوم وسط ترقب قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة، وهو لم يتعافَ بعد من التراجع الموصول بهبوط أسواق وول ستريت بداية هذا الأسبوع، تزامناً مع إطلاق تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني «
ديب سيك» الذي ضرب سوق التكنولوجيا وهوى بمؤشر ناسداك بنحو 3 في المئة خلال جلسة أمس، كانت شركة «إنفيديا» فيها أكبر الخاسرين بعد محو نحو 593 مليار دولار من قيمتها السوقية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وإذ إنه من المتوقع أن يحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة عند 4.5 في المئة يعتقد خبراء الاقتصاد أن خفض أسعار الفائدة الجديد قد لا يصل حتى مايو أيار، وهو أمر يثير قلق المستثمرين خصوصاً فيما يتعلق بالأصول عالية المخاطر وعلى رأسها العملات المشفرة، إضافة إلى ذلك، تبرز مخاوف مستمرة من أن سياسات الرئيس دونالد ترامب قد تؤدي إلى تفاقم التضخم وهو ما قد يؤخر من وتيرة خفض الفائدة هذا العام.
كما تجدر الإشارة إلى أنه في الأسبوع الماضي، دعا ترامب إلى تخفيضات سريعة في أسعار الفائدة خلال خطابه عبر تقنية الفيديو في دافوس، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي يصر على الحفاظ على استقلاله عن الرئاسة، وهو ما تجلى بتصريح بأول سابقاً بأن الرئيس ليس لديه سلطة المطالبة باستقالته قبل نهاية ولايته، ما يعزز موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي المستقل ويرسل رسالة واضحة إلى الأسواق.
أبرز التطورات في سوق العملات المشفرة
لا تزال قضية طرح صناديق المؤشرات المتداولة للعملات المشفرة هي العامل الأكبر الذي يعول عليه المتداولون اليوم.
فمن جهة تراجعت الأربعاء «تاتل كابيتال مانجمنت» عن تقدمها لطرح صندوق يتضمن 10 عملات ميم أبرزها دوجكوين وبونك وترامب ميم وميلانيا، وهو الأمر الذي ترك علامات استفهام حيال السلوك والمعايير التي ستنتهجها هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية خلال إدارة ترامب حيال العملات المشفرة، خصوصاً أن الرأي العام لا يزال يرى في عملات الميم أصولاً محض مضاربة ومن غير المنطقي إدراجها للتداول في صناديق استثمارية.
ومن جهة أخرى، يعول مجتمعا سولانا وإكس آر بي، على قبول الهيئة بطرح صناديق متداولة للعملتين المشفرتين، كونهما ذواتي قيمة فعلية وجدوى فيما يتعلق بخصائصهما المهمة من حيث تسهيل عملية المدفوعات العابرة للحدود.
في المقابل، كتب نايت غيراتشي، رئيس شركة الاستشارات الاستثمارية «إي تي إف ستور»، في تغريدة على موقع إكس، أن «الغالبية العظمى من عملات الميم كوين تتجه تاريخياً نحو الصفر، وأن طرحها في صناديق الاستثمار المتداولة لعملات الميم كوين قد يكون ضاراً لشركة ترغب في أن تؤخذ على محمل الجد من قبل وول ستريت».
بيتكوين تقاوم فوق مستوى 100 ألف دولار
كانت بداية هذا الأسبوع قاسية على سوق العملات المشفرة، حيث شهدت القيمة السوقية نهار الاثنين خسائر تفوق 270 مليار دولار خلال 24 ساعة، لكن هذا الهبوط تم تصحيحه الثلاثاء حيث استطاعت السوق استرجاع جزء كبير مما تكبدته من خسائر وعادت للارتفاع من نحو 3.34 تريليون دولار إلى نحو 3.5 تريليون دولار اليوم، لكن التذبذب لا يزال العنوان الأكبر خلال تداولات اليوم وهو ما يتجلى بملازمة مؤشر الخوف والجشع عند مستوى 50 نقطة، ما يشير إلى غموض واضح وتردد المستثمرين بين البيع والشراء.
وحافظت
بيتكوين اليوم على مستوى 102.5 ألف دولار على الرغم من تراجع أسبوعي ناهز 2.5 في المئة، فيما لا تزال الإيثريوم مخيبة لآمال متداوليها الذين لم يشهدوا تفاعلاً موازياً لمسار السوق التصاعدي منذ انتخاب ترامب، وهي تسجل اليوم 3100 دولار، بتراجع أسبوعي قدره 5.15 في المئة لحظة إعداد التقرير.
أما إكس آر بي، التي أزاحت سولانا من عرش ثالث أكبر عملة مشفرة، فهي لا تزال في مسار مقاومة سعر الدولارات الثلاثة على الرغم من تراجع أسبوعي قدره 2 في المئة، فيما خسرت سولانا نحو 9 في المئة خلال الأسبوع الجاري متأثرة بشكل رئيسي من تخارج السيولة التي وصلتها بشكل قياسي من عملة الميم الخاصة بالرئيس ترامب خلال الأسبوع الماضي، وعادت لتهوي من نحو 290 دولاراً إلى 230 دولاراً اليوم.