قرار المركزي الأوروبي اليوم.. توقعات بخفض الفائدة وسط تباطؤ اقتصادي

يتجه البنك المركزي الأوروبي (ECB) إلى خفض أسعار الفائدة في أول اجتماع سياسة نقدية له في 2025. (شترستوك).
البنك المركزي الأوروبي
يتجه البنك المركزي الأوروبي (ECB) إلى خفض أسعار الفائدة في أول اجتماع سياسة نقدية له في 2025. (شترستوك).

يتجه البنك المركزي الأوروبي (ECB) إلى خفض أسعار الفائدة اليوم الخميس، مع استمرار تباطؤ التضخم ومخاوف بشأن ضعف الأداء الاقتصادي في منطقة اليورو.

ومن المتوقع أن يتم خفض سعر الفائدة على الودائع بمقدار 25 نقطة أساس، لينخفض إلى 2.75 في المئة من 3 في المئة، وهو أدنى مستوى منذ عامين، على أن يتم خفض سعر الفائدة الأساسية إلى 2.9 في المئة من 3.15 في المئة، ما يعكس حاجة الاقتصادات الأوروبية إلى مزيد من التحفيز النقدي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

لماذا يخفض المركزي الأوروبي الفائدة الآن؟

بحسب توقعات بنك أميركا، فإن هذا القرار يبدو «سهلاً»، إذ يرى حتى الأعضاء الأكثر تشدداً داخل البنك أن أي معدل فائدة أعلى من 2.5 في المئة يعتبر مقيداً للنشاط الاقتصادي، وكانت توقعات المركزي الأوروبي الشهر الماضي تشير إلى أن اقتصاد منطقة اليورو سينمو بنسبة 1.1 في المئة فقط في 2024، وهو معدل أبطأ مما كانت تأمله الأسواق، نتيجة حالة الركود الصناعي في ألمانيا وفرنسا، في حين أن اقتصادات أخرى مثل إسبانيا واليونان استفادت من ارتفاع عائدات السياحة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

التضخم وتوقعات السياسة النقدية

آخر قراءة للتضخم في منطقة اليورو كانت عند 2.4 في المئة، أي أعلى بقليل من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المئة، لكن من المتوقع أن يتباطأ إلى 2.1 في المئة بنهاية العام.

أما التضخم الأساسي، الذي يستثني الطاقة والغذاء، فقد استقر عند 2.7 في المئة منذ سبتمبر أيلول، ما يشير إلى أن البنك قد يواصل سياسته الحذرة في خفض الفائدة تدريجياً.

تصريحات كريستين لاغارد.. هل ستلتزم بخفض آخر؟

من المنتظر أن تعقد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، مؤتمراً صحفياً اليوم، إذ سيركز المستثمرون على إشاراتها بشأن اجتماع مارس آذار القادم.

ورغم أن الأسواق تتوقع تخفيضاً آخر، فإنه من المرجح أن تتجنب لاغارد الالتزام الصريح بذلك، خاصة وسط عدم اليقين حول سياسات التجارة الأميركية في ظل الإدارة الجديدة للرئيس دونالد ترامب، الذي هدد بفرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي دون تنفيذها حتى الآن.

هل ستتوقف دورة التخفيضات قريباً؟

رغم أن المركزي الأوروبي مستعد لخفض الفائدة عدة مرات أخرى، فإن هناك نقاشاً متزايداً حول المدى الذي يمكن أن تصل إليه في هذه التخفيضات.

أحد العوامل التي قد تعقّد القرار هي سياسات ترامب التي يمكن أن تؤثر سلباً على نمو منطقة اليورو، بينما قد تدفع أي إجراءات انتقامية أوروبية إلى رفع التضخم مرة أخرى، في هذا السياق، يواجه المركزي الأوروبي معضلة؛

- إذا استمر في خفض الفائدة، فقد يساعد ذلك في تحفيز النمو، لكنه قد يواجه خطر ارتفاع التضخم مجدداً.

- إذا توقف عن الخفض مبكراً، فقد يواجه الاقتصاد الأوروبي فترة أطول من الركود والبطء الاقتصادي.

إلى أين تتجه الفائدة الأوروبية؟

حالياً، إن مستوى 2.75 في المئة الذي ستصل إليه الفائدة على الودائع اليوم يقترب من المدى «الحيادي» بين 1.75 في المئة و2.50 في المئة، والذي يُعتقد أنه لا يعزز ولا يعرقل النشاط الاقتصادي، ومع ذلك، فإن حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأميركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي قد تدفع البنك إلى مراجعة خططه المستقبلية.

خفض الفائدة يبدو محسوماً.. لكن المخاطر قائمة

في حين أن قرار خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اليوم يبدو مؤكدًا، فإن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية تعامل البنك المركزي الأوروبي مع السياسة النقدية في الأشهر المقبلة.

فمع استمرار الضعف الاقتصادي والتوترات التجارية، قد يصبح من الصعب على البنك مواصلة خفض الفائدة دون تداعيات تضخمية، ومع ذلك، فإن الأسواق ستراقب عن كثب تصريحات كريستين لاغارد اليوم، حيث ستكون أي إشارة إلى خطوات مستقبلية عاملاً حاسماً في تحديد اتجاه الأسواق الأوروبية والعالمية.