أسبوع متقلب في أسواق المال.. رابحون وخاسرون ومؤشرات متباينة عالمياً

وول ستريت
أسبوع متقلب في أسواق المال.. رابحون وخاسرون ومؤشرات متباينة عالمياً
وول ستريت

شهدت أسواق المال العالمية أسبوعاً متقلباً، حيث سجلت بعض المؤشرات مكاسب قوية بفضل أرباح شركات كبرى، بينما تراجعت أخرى تحت وطأة المخاوف من التضخم وأسعار الفائدة.

في وول ستريت، واصل مؤشر S&P 500 مساره نحو مستويات قياسية، في حين تأثرت بعض الأسهم الكبرى بتقلبات حادة، وعلى الصعيد الدولي، تباين أداء الأسواق بين ارتفاعات قوية في هونغ كونغ وتراجع في مؤشرات أوروبية رئيسية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

فكيف كان أداء الأسواق؟ ومن أبرز الرابحين والخاسرين هذا الأسبوع؟

وول ستريت

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تراجعت وول ستريت قليلاً عن أعلى مستوى لها على الإطلاق، يوم الجمعة، حيث شهدت المؤشرات الأميركية حركة متباينة بعد صدور تقارير أرباح متباينة من كبرى الشركات.

أنهى مؤشر S&P 500 تعاملاته منخفضاً بنسبة تقل عن 0.1%، بعد أن كان قد اقترب يوم الخميس من تحقيق رقم قياسي جديد بفارق 0.1% فقط عن أعلى مستوى سجله الشهر الماضي. كما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 165 نقطة (0.4%)، بينما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.4%.

ورغم هذا التراجع الطفيف، اختتم مؤشر S&P 500 أول أسبوع رابح له بعد خسارتين متتاليتين، مدعوماً بتقارير الأرباح القوية التي أظهرت تحقيق الشركات أرباحاً أكبر من توقعات المحللين خلال الربع الأخير من عام 2024، وساعد ذلك السوق في التغلب على المخاوف المتعلقة بأسعار الفائدة المرتفعة والتضخم المستمر.

الرابحون والخاسرون في السوق

ارتفعت أسهم Airbnb بنسبة 14.4% بعد إعلان الشركة عن أرباح أقوى من المتوقع، مدفوعة بزيادة حجوزات الإقامة عبر منصتها، كما قفزت أسهم Wynn Resorts بنسبة 10.4% بعد تسجيلها نتائج مالية أفضل من التوقعات، بفضل الأداء القوي لعملياتها في لاس فيغاس.

أما على الجانب الخاسر، فقد تراجعت أسهم Applied Materials بنسبة 8.2%، رغم تحقيق الشركة أرباحاً فصلية تفوقت على تقديرات المحللين، لكن توقعاتها للإيرادات القادمة جاءت أقل من توقعات وول ستريت، ما أدى إلى انخفاض أسهمها.

في المجمل، أنهى المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الجلسة متراجعاً 1.33 نقطة أو 0.02% ليغلق عند 6113.74 نقطة، فيما ارتفع المؤشر ناسداك 78.81 نقطة أو0.40% ليصل إلى 20024.45 نقطة، مدعوماً بصعود أسهم التكنولوجيا، أما المؤشر داو جونز الصناعي فقد خسر 173.04 نقطة أو0.39% ليغلق عند 44538.39 نقطة.

أسواق السندات وتأثير بيانات التجزئة

في سوق السندات، تراجعت عوائد سندات الخزانة بعد تقرير أظهر ضعف مبيعات التجزئة الأميركية بأكثر مما توقعه الاقتصاديون، وقد أسهمت الأحوال الجوية القاسية، بما في ذلك موجة البرد الشديدة في الجنوب وحرائق الغابات المدمرة في كاليفورنيا، في تقليل إقبال المستهلكين على المتاجر ومعارض السيارات.

يأمل المستثمرون في بيانات اقتصادية «متوازنة»، بحيث لا تكون ضعيفة إلى الحد الذي يثير مخاوف الركود، ولكنها أيضاً ليست قوية بما يكفي لتعزيز التضخم ورفع أسعار الفائدة.

مخاوف التضخم وتأثير الرسوم الجمركية

شهد الأسبوع الماضي صدور تقارير مخيبة للآمال أظهرت ارتفاعاً غير متوقع في معدلات التضخم خلال الشهر الماضي، وإلى جانب تأثير التضخم على القدرة الشرائية للأسر الأميركية، فإن هذا قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، بدلاً من تقديم أي تخفيضات قريبة.

وقد يتلقى التضخم مزيداً من الضغوط التصاعدية من الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مؤخراً، ومع ذلك، لم تُظهر الأسواق الأميركية رد فعل سلبياً قوياً تجاه هذه التهديدات، حيث يعتقد المستثمرون أن ترامب يستخدم الرسوم كأداة تفاوضية، وقد يتجنب إشعال حرب تجارية عالمية تؤثر سلباً على الأسواق.

على سبيل المثال، فإن أحدث إعلان عن رسوم جمركية لن يدخل حيز التنفيذ بالكامل إلا بعد عدة أسابيع، ما يمنح واشنطن فرصة للتفاوض مع الدول الأخرى وتقليل تأثيرها المحتمل.

وقال براين جاكوبسن، كبير الاقتصاديين في Annex Wealth Management: «تم تطبيق الرسوم الجمركية على السلع الصينية، لكن جميع التدابير الأخرى مثل الرسوم الانتقامية، ورسوم الصلب والألومنيوم، والرسوم على كندا والمكسيك لم تُنفَّذ بعد،مما يفتح الباب أمام المفاوضات».

ومع ذلك، قد يكون اعتماد السوق على هذه التوقعات أمراً محفوفاً بالمخاطر إذا سارت الأمور بعكس التوقعات، أو إذا شجّع ذلك ترامب على اتخاذ خطوات أكثر عدوانية.

تحركات السندات وسياسة الفيدرالي

تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.47%، مقارنة بـ4.54% يوم الخميس، وقد شهد العائد تقلبات حادة منذ أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة الرئيسية بحدة منذ سبتمبر، في محاولة لجعل الاقتراض أرخص، وتحفيز الاقتصاد، ودعم أسعار الأصول المختلفة.

لكن رغم تحركات الفيدرالي، فقد استمرت عوائد السندات الطويلة الأجل في الارتفاع، بسبب الأداء القوي للاقتصاد الأميركي، والمخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية، وارتفاع العجز المالي، وسياسات أخرى قد تدفع التضخم والنمو الاقتصادي إلى مستويات أعلى.

وقد حذّر الاحتياطي الفيدرالي في أواخر 2024 من أنه قد لا يقوم بخفض الفائدة بقدر ما كان متوقعاً في 2025 بسبب استمرار ارتفاع معدلات التضخم، حيث يستهدف البنك المركزي إبقاء التضخم عند 2%، وخفض أسعار الفائدة يمكن أن يؤدي إلى تسارع التضخم مجدداً.

الأسواق العالمية تسجل أداءً متبايناً

سجّلت الأسواق العالمية أداءً متفاوتاً، حيث شهدت المؤشرات الأوروبية والآسيوية تبايناً في أدائها.

أسهم أوروبا تسجل أطول سلسلة مكاسب أسبوعية في عام

أغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضاً يوم الجمعة بعد توقف موجة شراء عقب أربع جلسات متتالية من المكاسب، وصعدت أسهم شركات السلع الفاخرة بعد أرباح قوية من شركة صناعة حقائب بيركين إيرميس.

واختتم المؤشر الأوروبي الرئيسي تعاملات اليوم منخفضاً 0.3 في المئة، بعد مكاسب قياسية مرتفعة على مدار الجلسات الأربع الماضية.

ومع ذلك، سجل المؤشر مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي، محققاً أطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ الربع الأول من عام 2024.

وعلى أساس سنوي، ارتفع المؤشر ستوكس بأكثر من 8 في المئة متفوقاً على نظرائه في وول ستريت، إذ رفعت أرباح الشركات الأوروبية التي جاءت أفضل من المتوقع معنويات المتعاملين.

مؤشر هانغ سينغ

في هونغ كونغ، قفز مؤشر هانغ سينغ بنسبة 3.7%، في واحدة من أكبر الارتفاعات اليومية، مدفوعاً بانتعاش قوي في أسهم التكنولوجيا.

وحققت شركات مثل تينسنت المتخصصة في ألعاب الفيديو، وشاومي المصنعة للهواتف الذكية، وعلي بابا المتخصصة في التجارة الإلكترونية، مكاسب كبيرة.