شهدت الأسواق المالية على مدار 100 عام موجات ازدهار غير مسبوقة أعقبتها انهيارات حادة، في ما يُعرف بظاهرة الفقاعات المالية. من الكساد العظيم عام 1929 إلى فقاعة الدوت كوم وأزمة ما بعد الجائحة، كانت هذه الفقاعات نتاج تفاؤل مفرط، وتقييمات مبالغ فيها، وأحياناً سياسات نقدية محفزة.
لكن ما الذي يمكن أن نتعلمه من هذه الفقاعات؟ وهل يشهد السوق موجة مماثلة؟ في هذا التقرير، نستعرض أبرز الفقاعات المالية التي هزت الأسواق خلال 100 عام.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
مؤشر الفقاعة.. هل يشهد سوق الأسهم ارتفاعاً مفرطاً؟
يقترب معدل السعر إلى الأرباح المعدّل دورياً (CAPE) لمؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500 من مستويات تاريخية مرتفعة، ما يشير إلى أن تقييمات السوق قد تكون في منطقة ارتفاع مفرط.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في ديسمبر 2024، بلغ معدل السعر إلى الأرباح المعدّل دورياً CAPE لمؤشر S&P 500 نحو 37.9، وهو أعلى بكثير من متوسطه طويل الأجل البالغ 17.6، ولم يتجاوز هذا المستوى إلّا في فترتين سابقتين: فقاعة الدوت كوم عام 1999، وفي عام 2021 خلال طفرة أسواق ما بعد الجائحة.
معدل CAPE عبر الفقاعات السوقية الكبرى
يُعدّ معدل CAPE مقياسًا شائعاً لتقييم سوق الأسهم، حيث يقارن أسعار الأسهم بأرباحها المتوسطة على مدى 10 سنوات. ومن خلال تعديل تأثير التقلبات قصيرة الأجل، يوفّر المقياس رؤية أكثر استقراراً لقيمة الأسهم على المدى الطويل. وتشير المستويات المرتفعة عادةً إلى تقييمات مفرطة، حيث أظهرت البيانات التاريخية أن النسب فوق 22 غالبا ما تعكس تفاؤلاً مفرطاً في الأسواق.
أبرز الفقاعات التي شهدها السوق خلال 100 عام
شهد سوق الأسهم عدة فقاعات مالية، تميزت كل منها بوصول معدل CAPE إلى مستويات مرتفعة، تبعتها انخفاضات حادة في مؤشر S&P 500. وذلك وفقا لبيانات ديسمبر 2024، استناداً إلى بيانات روبرت شيلر منذ 1920 حتى 2024، وTradingView وPicton Mahoney Asset Management.
في فقاعة الدوت كوم التي بلغت ذروتها في ديسمبر 1999، وصل معدل CAPE إلى 44.2، وهو الأعلى في التاريخ، ما أعقبه انخفاض بنسبة 10.1% في العام التالي، قبل أن ينهار السوق بشكل أعمق بين عامي 2000 و2002.
أما في فقاعة ما بعد الجائحة، فقد وصل معدل CAPE إلى 38.6 في نوفمبر 2021، مدفوعاً بالتحفيز المالي الهائل وانتعاش أسهم التكنولوجيا. ولكن مع بدء الاحتياطي الفيدرالي سياسة التشديد النقدي، تراجع S&P 500 بنسبة 19.4% في العام التالي.
وفي مايو 2007، خلال فقاعة الإسكان والسلع الأساسية، ارتفع معدل CAPE إلى 27.6، إلّا أن الأزمة المالية العالمية التي تلت ذلك أدّت إلى انهيار السوق بنسبة 38.5% في العام اللاحق.
شهدت الأسواق أيضاً فقاعة «Nifty Fifty» في ديسمبر 1968، حيث بلغ معدل CAPE حينها 22.3، ما تبعه انخفاض بنسبة 11.4% في العام التالي.
أما خلال فترة الكساد العظيم، فقد وصل معدل CAPE إلى 32.6 في سبتمبر 1929، قبل أن ينهار السوق مسجلًا خسائر ضخمة بلغت 28.5% في العام التالي، ما أدّى إلى أزمة مالية استمرت لسنوات.
أعلى معدل لـCAPE
بلغ معدل CAPE أعلى مستوى له على الإطلاق عند 44.2 خلال فقاعة الدوت كوم عام 1999، والتي أعقبها انخفاض 40% في مؤشر S&P 500 بين عامي 2000 و2002.
أمّا عام 2021، فقد ارتفع إلى 38.6، وهو ثاني أعلى مستوى مسجل، مدفوعاً بالتحفيز المالي الضخم بعد الجائحة وانتعاش قطاع التكنولوجيا، قبل أن ينخفض المؤشر بنسبة 19.4% في العام التالي بعد بدء الاحتياطي الفيدرالي دورة التشديد النقدي.
وفي الوقت الحالي، يتصاعد معدل CAPE مجدداً مع الحماس للذكاء الاصطناعي، خاصة مع ارتفاع أسهم شركات «السبعة العظماء» (Magnificent Seven)، ما يجعل الأسهم باهظة الثمن مقارنة بالمعايير التاريخية.
استراتيجيات التحوط من فقاعات السوق
مع تفاقم توقعات المستثمرين، قد تساعد استراتيجيات التنويع على تقليل المخاطر الناتجة عن تضخم الفقاعات السوقية.
يمكن للمستثمرين والمستشارين الماليين توزيع محافظهم بشكل أكثر توازناً، وذلك عبر الاستراتيجية المبتكرة التي تقدمها Picton Mahoney Asset Management، والتي تعتمد على توزيع 40% للأسهم، 30% للسندات، و30% للاستثمارات البديلة، بهدف الحد من مخاطر تقلبات الأصول في ظل الفقاعات المحتملة.