تراجعت الأسهم اليابانية بقوة في جلسة الخميس، حيث هبط مؤشر نيكاي بأكثر من 1.2 في المئة ليغلق عند أدنى مستوياته في أكثر من أسبوعين، وسط حالة من الترقب والقلق في الأسواق.
لم يكن المستثمرون في مزاج جيد، خاصة مع ارتفاع الين إلى أعلى مستوياته في أكثر من شهرين، ما ألقى بظلاله الثقيلة على أسهم المصدرين.. في الوقت ذاته، جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الرسوم الجمركية لتزيد حالة الغموض، ما عمّق الخسائر في سوق طوكيو.
مؤشر نيكاي أنهى الجلسة عند 38,678.04 نقطة، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 1.24 في المئة، وهو أدنى إغلاق له منذ الثالث من فبراير شباط، بينما تراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 1.18 في المئة. ليصل إلى 2,734.6 نقطة.
الضعف الذي أصاب السوق جاء مدفوعاً بضغط مزدوج؛ فمن ناحية، سجل الين الياباني صعوداً ملحوظاً، ما جعل أرباح الشركات المصدّرة أقل جاذبية عند تحويلها من العملات الأجنبية إلى الين، ومن ناحية أخرى أشعلت تصريحات ترامب حول فرض رسوم جمركية جديدة على السيارات والأخشاب وأشباه الموصلات المخاوف من موجة حمائية جديدة قد تؤثر على التدفقات التجارية العالمية.
مدير الصناديق في «شينكين لإدارة الأصول»، ناوكي فوجيوارا، أشار إلى أن «صعود الين مقابل الدولار وزيادة حالة الغموض بشأن الرسوم الجمركية الأميركية ضغطا بشدة على السوق اليابانية، ما دفع المستثمرين إلى عمليات بيع واسعة».
الين يرتفع.. لكن ليس الجميع سعداء
الين الياباني، الذي يُنظر إليه عادةً كملاذ آمن، حقق مكاسب كبيرة في تعاملات اليوم، مسجلاً أعلى مستوى له في أكثر من شهرين وسط رهانات متزايدة على أن بنك اليابان قد يتجه إلى رفع أسعار الفائدة هذا العام.
هذه القفزة في العملة المحلية جعلت من الصعب على الشركات المصدّرة، وخصوصاً في قطاع السيارات، تحقيق أرباح تنافسية في الأسواق العالمية.
قطاع السيارات.. الخاسر الأكبر
مع تصاعد قوة الين وعودة التهديدات الجمركية من واشنطن، كانت شركات السيارات الأكثر تضرراً؛ سهم تويوتا موتور تراجع 1.63 في المئة، ليكون أكبر عامل ضغط على مؤشر توبكس، فيما فقد سهم هوندا موتور 1.37 في المئة من قيمته، وسهم نيسان موتور سجل خسارة حادة بلغت 2.83 في المئة.
لا يخفى على أحد أن أي رسوم جمركية أميركية جديدة ستُصعّب من مهمة الشركات اليابانية في الحفاظ على تنافسيتها في السوق الأميركية، وهو ما جعل المستثمرين يتجهون إلى البيع بكثافة.
البنوك تخسر الزخم
قطاع البنوك، الذي كان قد شهد موجة مكاسب قوية في الفترة الأخيرة على خلفية التكهنات برفع بنك اليابان لأسعار الفائدة، لم يكن بمنأى عن الخسائر.
أسهم البنوك الكبرى مثل ميتسوبيشي يو إف جيه المالية وميزوهو المالية سجلت تراجعاً بنسبة 1.94 في المئة و1.93 في المئة على التوالي، في إشارة إلى أن المستثمرين بدؤوا في جني الأرباح وسط حالة الضبابية الحالية.
الأسواق تترقب قرارات السياسة النقدية
وسط هذه التطورات، تبقى الأنظار متجهة نحو بنك اليابان لمعرفة توجهاته المستقبلية بشأن السياسة النقدية، في وقت تعاني فيه الأسواق من موجات متلاحقة من عدم اليقين.. فهل سيتدخل البنك المركزي لاحتواء قوة الين؟ وهل سيأتي ترامب بالفعل برسوم جديدة تزيد الضغط على الشركات اليابانية؟
في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبدو أن المستثمرين في بورصة طوكيو سيظلون على أهبة الاستعداد لأي تطورات جديدة، حيث تبقى الأسواق معلقة بين تأثيرات السياسة النقدية المحلية والسياسات التجارية الأميركية المتقلبة.