تشهد أسعار الذهب طفرة كبيرة منذ عام 2024، ما دفع القيمة السوقية للمعدن الأصفر لبلوغ قمة تاريخية غير مسبوقة. وعلى مدار الـ14 شهراً الماضية ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 50 في المئة وبلغت الأوقية أعلى سعر لها في التاريخ اليوم الخميس عندما سجلت 2953.7 دولار، لتتخطى القيمة السوقية للذهب حاجز الـ20 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ، ليتفوق المعدن الأصفر بفارق كبير عن أي أصل آخر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وانخفضت أسعار الذهب خلال جلسة اليوم بعد تسجيل هذا المستوى التاريخي وتتداول الأوقية عند الساعة 18:55 بتوقيت غرينتش عند مستوى 2941.35 دولار.
ومنذ أواخر يوليو تموز 2024 ارتفعت أسعار
الذهب بنسبة 24 في المئة بينما ارتفع الدولار الأميركي بنسبة 2 في المئة وارتفع عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بنسبة 8 في المئة، ما يشير إلى مدى زيادة الإقبال على المعدن الثمين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وفي حين أن الذهب والدولار الأميركي لهما عادة علاقة عكسية تاريخية إلا أنهما يرتفعان معاً، والدولار القوي يجعل شراء الذهب أكثر تكلفة على حائزي العملات الأخرى.
وشهدت عمليات شراء الذهب زيادة كبيرة منذ عام 2024، فلقد ارتفعت مخزونات الذهب في بورصة كومكس بمقدار 15 مليون أونصة في شهرين، وهذه زيادة بنسبة 115 في المئة، ما يضع حيازات الذهب المادي فوق مستويات جائحة 2020.
وفي الوقت نفسه يشهد الطلب على الذهب في آسيا مستويات غير مسبوقة، وبلغت احتياطيات الذهب في الصين رقماً قياسياً عند 73.5 مليار دولار في شهر يناير كانون الثاني 2025، فيما بلغت احتياطيات الذهب في الهند 70.9 مليار دولار في ذات الشهر، وهو أيضاً أعلى مستوى على الإطلاق.
وفي الوقت نفسه قفز الطلب العالمي على الذهب بنسبة 24 في المئة على أساس سنوي في عام 2024 إلى مستوى قياسي بلغ 382 مليار دولار، ولا يزال من الواضح أن الذهب يرتفع بسبب المخاوف الاقتصادية الكلية طويلة الأجل، وخاصة أزمة الديون الأميركية.
ومنذ جائحة كورونا ارتفعت الديون الأميركية بنحو 13 تريليون دولار وخسر الدولار الأميركي جزءاً كبير من قوته الشرائية، ما دفع الأسواق للشعور بالقلق.
ومن المثير للاهتمام بشكل خاص أن الصين تبيع سندات الخزانة الأميركية وتشتري الذهب، ولم يقتصر الإقبال على الذهب على الصين فقط.
في الواقع، اشترت بولندا وتركيا والهند وأذربيجان ذهباً أكثر من الصين في عام 2024، ولقد شهد العالم 3 سنوات متتالية مع أكثر من 1000 طن من مشتريات الذهب الصافية من قبل البنوك المركزية، وهذا لم يحدث من قبل.
ومع عدم استقرار أسعار الفائدة وزيادة العجز الأميركي وتصاعد المخاوف بشأن حرب تجارية واسعة أصبح الذهب ملاذاً آمناً لحجم كبير من الاستثمارات.
أظهر استطلاع مديري الصناديق الذي أجراه بنك أوف أميركا أن 58 في المئة من مديري الصناديق قالوا إن الذهب سيحقق أفضل أداء في حرب تجارية.
حتى مع أن الحرب التجارية تعني ارتفاع الدولار الأميركي، يعتقد مديرو الصناديق أن الذهب سيرتفع أكثر خلال الفترة المقبلة.
{{ article.formatted_date }}
