منذ بداية عام 2024 شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً مطرداً ما جعله استثماراً رائجاً، ووصل المعدن الأصفر إلى مستوى قياسي متجاوزاً 2740 دولاراً للأوقية، ويتدفق المستثمرون على الذهب للحماية من التضخم والاستفادة من قيمته المتزايدة، لكن الذهب ليس المعدن الثمين الوحيد الذي يحدث الضجة فالفضة أيضاً موجودة في الصورة.

وشهدت الفضة مكاسب رائعة وتخطى سعر الأوقية حاجز الـ34 دولاراً مؤخراً، مع أداء المعدنين الجيد يتساءل العديد من المستثمرين: أي من الذهب والفضة الخيار الأفضل للاستثمار؟

ويتوقف الاختيار على عدة عوامل منها حجمه وتوقيته والهدف منه، ونرصد في السطور التالية مميزات كل من الذهب والفضة وأداء المعدنين في الظروف الاقتصادية المختلفة تاريخياً.

مميزات الذهب والفضة

يرى الخبراء أن الذهب والفضة يتمتعان بنقاط قوة فريدة في محافظ الاستثمار.

وقال الرئيس التنفيذي للعمليات والمؤسس المشارك في شركة اليجينس جولد «Allegiance Gold» لتجارة المعادن النفيسة، أليكس إبكاريان «الذهب هو القائد الواضح عندما يتعلق الأمر بالاستقرار، فهو يقدم سجلاً حافلاً بالحفاظ على القيمة وخاصة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي»، فيما الفضة على الرغم من كونها أكثر تقلباً فإنها تجلب مزاياها.

يوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة ثور ميتالز غروب «Thor Metals Group»، براندون ثور، فيقول «إنها سلعة أكثر بأسعار معقولة.. وتصنف على أنها معدن ثمين وصناعي».

يمكن أن تؤدي الطبيعة المزدوجة للفضة إلى تقلبات الأسعار بناءً على الطلب الصناعي ما يوفر إمكانية تحقيق عوائد أعلى ولكن مع زيادة المخاطر، يمكن أن تكون هذه التقلبات بمثابة نعمة للمستثمرين الذين يمكنهم تحمل المزيد من المخاطر في مقابل مكافآت أعلى محتملة.

قبل دمج هذه المعادن في استراتيجية الاستثمار الخاصة بك، من المفيد أن تفهم كيف تعمل خلال فترات الركود والتضخم المرتفع والنمو الاقتصادي.

تحركات الذهب والفضة في فترات الركود

في الاقتصاد المتقلب غالباً ما يتولى الذهب زمام المبادرة ويحافظ على سمعته كملاذ آمن، يستشهد إبكاريان بالأزمة المالية لعام 2008 كمثال رئيسي.

وقال إبكاريان «لقد ارتفع سعر الذهب بنسبة تزيد على 130 في المئة من نحو 800 دولار للأوقية إلى 1900 دولار للأوقية بحلول عام 2011».

لقد توافد المستثمرون عليه بحثاً عن الاستقرار خلال الأوقات غير المؤكدة.

كما أن الفضة تؤدي أداءً جيداً في فترات الركود ولكنها رحلة أكثر جنوناً، ويشير إبكاريان إلى أن الفضة قفزت من نحو 10 دولارات للأوقية إلى ما يقرب من 50 دولاراً للأوقية في الفترة نفسها بزيادة هائلة بلغت 400 في المئة لكن هذه التحركات الحادة تأتي مع خدعة.

يحذر ثور «في حالة الركود الاقتصادي الواضح، فإن تعرض الفضة لتفاقم الناتج الصناعي المحتمل قد يحد من ارتفاعها»، وذلك لأن الفضة لها استخدامات صناعية ما يجعل سعرها أكثر حساسية للصحة الاقتصادية العامة.

تحركات الذهب والفضة في فترات التضخم المرتفع

عندما تبدأ الأسعار في جميع أنحاء الاقتصاد في الارتفاع، غالباً ما يصبح الذهب والفضة أصلين بديلين للمستثمرين.

كان الذهب على وجه الخصوص بمثابة تحوط فعال ضد التضخم، ولتوضيح ذلك، يشير إبكاريان إلى أداء الذهب خلال جائحة كورونا التي بدأت في عام 2020.

وقال إبكاريان «مع تصاعد مخاوف التضخم بسبب التحفيز النقدي، بلغ الذهب أعلى مستوى على الإطلاق فوق 2000 دولار للأوقية، بزيادة 25 في المئة في ذلك العام».

ويؤكد هذا على دور الذهب كضمان ضد انخفاض قيمة العملة.

كما ترتفع أسعار الفضة خلال فترات التضخم ولكن مع تقلبات أكثر دراماتيكية، ويشير إلى أن الفضة ارتفعت من 18 دولاراً للأوقية في أوائل عام 2020 إلى أكثر من 28 دولاراً للأوقية بزيادة 55 في المئة، قد يرى مستثمرو الفضة مكاسب محتملة أعلى في أوقات التضخم المرتفع ولكن يجب أن يكونوا مستعدين لرحلة أكثر وعورة.

تحركات الذهب والفضة في فترات النمو الاقتصادي

خلال فترات التوسع الاقتصادي غالباً ما تسلط الأضواء على الفضة.

وقال إبكاريان «هذا بسبب تطبيقاتها الصناعية في الإلكترونيات والألواح الشمسية وغيرها من قطاعات النمو»، ويمكن أن يؤدي الطلب الصناعي المتزايد إلى مكاسب حادة للفضة مع تعافي الاقتصاد ونموه.

ومن ناحية أخرى أوضح إبكاريان أن الذهب «قد يسجل أداء أضعف من المتوقع مع تحول اهتمام المستثمرين نحو الأصول ذات العائد الأعلى مثل الأسهم».