ارتفع الدولار الأميركي في التعاملات الآسيوية صباح الخميس، بدفع من حالة القلق بشأن الرسوم الجمركية التي قد يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على كندا والمكسيك. وأعلن ترامب سابقاً عن نية تنفيذ الرسوم بتاريخ 2 أبريل نيسان، إلا أن مسؤولاً في البيت الأبيض صرح لاحقاً بأن الموعد السابق (2 مارس آذار) لا يزال قائماً «حتى اللحظة»، ما أثار التباساً لدى المستثمرين، وتأتي هذه التطورات في وقت تزداد فيه مخاوف الأسواق من تأثير السياسات التجارية الحالية والمستقبلية على النمو الاقتصادي الأميركي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ضغوط على العوائد والسندات
شهدت عوائد سندات الخزانة الأميركية ارتفاعاً طفيفاً بعد التراجعات الأخيرة، وارتفع العائد على سندات لأجل عامين إلى 4.09 في المئة، من أدنى مستوى في أربعة أشهر المسجل عند 4.065 في المئة في الجلسة السابقة، كما ارتفع العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى 4.2809 في المئة، مقارنة بـ4.245 في المئة يوم الأربعاء.
ويأتي هذا التحول عقب سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة نسبياً التي زادت من توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة مرتين على الأقل بحلول نهاية العام، مع ترجيح تنفيذ التخفيض الأول في يوليو تموز.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
إنفيديا تخيب التوقعات وتأثير محدود على الأسهم
في سوق الأسهم الآسيوية، تراجعت معظم المؤشرات الرئيسية، خصوصاً أسهم شركات التكنولوجيا، رغم صدور نتائج عملاق الرقائق والذكاء الاصطناعي إنفيديا، ولم تقدم نتائج الشركة المالية توجيهاً واضحاً بشأن مستقبل الطلب على الرقائق الإلكترونية، ما أدى إلى إحجام المستثمرين عن المخاطرة، في ظل مخاوف من عودة التقلبات إلى القطاع على خلفية الحروب التجارية واحتمالات الركود.
البيتكوين والذهب في وضعية الترقب
شهدت العملات الرقمية استقراراً نسبياً؛ إذ حافظت عملة البيتكوين على مستوى 85 ألف دولار، بينما ظل الذهب يحوم عند سعر يقل بنحو 64 دولاراً عن مستوى قياسي تاريخي، مع حفاظ المستثمرين على وجهة نظر حذرة وسط استمرار مناخ عدم اليقين في الأسواق العالمية.
وتتجه أنظار المتعاملين إلى نشر بيانات الناتج المحلي الإجمالي وطلبيات السلع المعمرة في الولايات المتحدة، إذ ستصدر يوم الخميس، في حين ينتظرون مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) –المؤشر المفضل للاحتياطي الفيدرالي في قياس التضخم– يوم الجمعة، ويرى المحللون أن أي تباطؤ إضافي في هذه المؤشرات قد يدعم مزيداً من التوقعات بشأن تخفيض البنك المركزي أسعار الفائدة، وسط ارتفاع الرهانات على ضرورة تحفيز الاقتصاد الأميركي.
وبشكل عام، تؤكد مواقف مراقبين ماليين أن «الأسواق بدأت تفقد ثقتها بقوة في النمو الأميركي»، وفق تعبير شوكي أوموري، كبير الاستراتيجيين العالميين لدى «ميزوهو سيكيوريتيز»، ويُجمع هؤلاء على أن الأزمة الحقيقية تكمن في الاضطراب السياسي حول قرارات ترامب التجارية وانعكاساتها على تعاملات الأسواق، إذ ينتظر المستثمرون إشارات أكثر وضوحاً من بيانات الاقتصاد الكلي لمعرفة اتجاه الأسعار خلال الفترة المقبلة.