شهدت العملة الأوروبية الموحدة انتعاشاً ملحوظاً خلال تعاملات الاثنين، بعدما بدأت أوروبا أخذ زمام المبادرة في محاولة جديدة لإحلال السلام في أوكرانيا.
وارتفع
اليورو بنسبة 0.4 في المئة ليصل إلى 1.0417 دولار، متعافياً من أدنى مستوى له في أسبوعين ونصف عند 1.0360 دولار يوم الجمعة، وكان ذلك الانخفاض مرتبطاً بتوترات سببتها مواجهة شديدة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، إلّا أن استقبالاً إيجابياً لزيلينسكي في بريطانيا أعقبه تصريح لرئيس الوزراء كير ستارمر حول إعداد خطة سلام أوروبية، ما دفع اليورو نحو الصعود.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تفاعل عالمي مع التطورات
من جهتها، حققت عملتا كندا والمكسيك مكاسب طفيفة بنحو 0.2 في المئة، إذ استقر الدولار الكندي عند 1.4443 مقابل الدولار الأميركي، في حين وصل سعر البيزو المكسيكي إلى 20.49 بيزو لكل دولار أميركي.
وجاء ذلك بعد أن أشار وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إلى أن الرسوم الجمركية المزمع فرضها على الدولتين قد لا تصل إلى نسبة 25 في المئة كاملة، ويبدو أن حالة عدم اليقين بشأن التعريفات تشكّل ضغطاً على أسواق العملات، فيما أكد لوتنيك أن هناك «وضعاً متغيراً» في المفاوضات، مبقياً الباب مفتوحاً لتسويات أقل حدة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تحركات العملات الآسيوية
وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، صعد الدولار الأسترالي بنسبة 0.2 في المئة إلى 0.6219 دولار أميركي، في حين أضاف الدولار النيوزيلندي 0.1 في المئة ليصل إلى 0.5602 دولار أميركي.
وتُعدّ هاتان العملتان حساستين للمخاطر العالمية، إذ أطلق عليهما محللون من البنك الوطني الأسترالي لقب «العملتين المعرضتين للتذبذب» عندما تتصاعد التوترات السياسية أو التجارية، أمّا الين الياباني فارتفع بنسبة 0.1 في المئة إلى 150.46 لكل دولار أميركي.
قفزة البيتكوين
سجّلت البيتكوين صعوداً حاداً لامس عتبة 95 ألف دولار أميركي، بعدما أدرجها الرئيس ترامب ضمن «احتياطي استراتيجي جديد للعملات المشفرة» في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وانعكس هذا الإعلان إيجابياً على العملات الرقمية الأخرى مثل الإيثر والريبل وسولانا وكاردانو، التي حققت جميعها مكاسب واضحة.
وعلّق كريس ويستون، رئيس الأبحاث لدى شركة بيبرستون الأسترالية، قائلاً إن إشارة ترامب تعد بمثابة «صدمة إيجابية لسوق الكريبتو»، وقد تفتح المجال لمزيد من الارتفاع، خاصة مع اقتراب انعقاد «قمة البيت الأبيض للعملات الرقمية» التي يستضيفها ترامب يوم الجمعة المقبل.
تصاعد حرب الرسوم
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، يتوقع محللو «بنك الكومنولث الأسترالي» أن يعود الدولار الأميركي للصعود مجدداً، مرجعين ذلك إلى «تفاقم الحرب التجارية».
إذ ذكر المحللون في مذكرة لعملائهم أن «ذروة التعريفات الجمركية لم تتحقق بعد»، لا سيما مع استعداد ترامب لتطبيق رسوم إضافية بنسبة 10 في المئة على الصين بدءاً من الثلاثاء. في هذا السياق، ظل اليوان الصيني مستقراً عند 7.2948 مقابل الدولار في التداولات الخارجية، أما مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة عملات عالمية -منها اليورو والجنيه الإسترليني والين- فقد تراجع 0.1 في المئة ليصل إلى 107.21، لكنه يظل مرشحاً للارتفاع وسط الأجواء التجارية الحالية.
في ظل هذه التطورات، تترقب الأسواق معرفة ما إذا كانت الجهود الأوروبية ستنجح في إحداث خرق في الأزمة الأوكرانية، بينما يبقى المشهد التجاري العالمي تحت ضغط من خطط التعريفات الجمركية الأميركية.
وعلى جانب آخر، تواصل البيتكوين سعيها نحو مزيد من المكاسب، مدفوعة بتوجه سياسي نادر يكرس دورها في الاقتصاد الرقمي.