ناسداك يؤكد دخوله مرحلة التصحيح.. وول ستريت تتراجع وسط ضبابية تجارية

ناسداك يؤكد دخوله مرحلة التصحيح.. وول ستريت تتراجع وسط ضبابية تجارية

أغلقت أسواق وول ستريت على انخفاض، يوم الخميس، حيث أكد مؤشر ناسداك دخوله في مرحلة التصحيح منذ ديسمبر، متأثراً بمخاوف السوق بشأن حالة عدم اليقين الحالية حول السياسة التجارية الأميركية.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس، أن السلع القادمة من كندا والمكسيك والمشمولة في اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) سيتم إعفاؤها لمدة شهر من الرسوم الجمركية بنسبة 25% التي فرضت في وقت سابق من هذا الأسبوع، وجاء هذا التطور بعد يوم واحد من إعفاء السلع المتعلقة بصناعة السيارات من هذه الرسوم.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

كان ترامب قد ذكر في البداية أن الإعفاء سيشمل المكسيك فقط، لكنه وقع لاحقاً تعديلاً على أمره التنفيذي ليشمل كندا أيضاً.

وقال مارك مالك، الرئيس التنفيذي للاستثمارات في شركة «سيبيرت نكست» في نيويورك: «تزداد حالة الارتباك سوءاً مع مرور الوقت للأسف. نحن نحصل على معلومات متضاربة باستمرار: الرسوم مفروضة، ثم يتم إلغاؤها، ثم يتم إعفاء بعضها، وهكذا».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تراجعت عشرة من أصل أحد عشر قطاعاً في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي، حيث تكبدت أسهم الاستهلاك التقديري والعقارات والتكنولوجيا أكبر الخسائر، في حين كان قطاع الطاقة هو الوحيد الذي سجل مكاسب.

ناسداك يخسر 10.4% منذ 16 ديسمبر

انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 10.4% مقارنة بإغلاقه في 16 ديسمبر، مؤكداً دخوله في مرحلة التصحيح، كما انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مؤقتاً إلى ما دون متوسطه المتحرك لـ200 يوم خلال الجلسة، وهو مستوى دعم تقني يمكن أن يشير إلى مزيد من الانخفاضات إذا تم كسره بشكل كبير.

وارتفع مؤشر تقلبات الأسواق «VIX»، المعروف بمؤشر الخوف في وول ستريت، بمقدار 2.94 نقطة ليصل إلى 24.87، وهو أعلى مستوى إغلاق له منذ 18 ديسمبر.

مؤشرات وول ستريت

تراجع مؤشر «داو جونز الصناعي» بمقدار 427.51 نقطة، أو 0.99%، ليصل إلى 42,579.08 نقطة، كما انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 104.11 نقطة، أو 1.78%، ليصل إلى 5,738.52 نقطة، في حين خسر مؤشر «ناسداك المركب» 483.48 نقطة، أو 2.61%، ليغلق عند 18,069.26 نقطة.

وقال بيل ستيرلينغ، كبير الاستراتيجيين العالميين في شركة «GW&K Investment Management»: «إن عدم اليقين الناجم عن التصريحات السياسية المتغيرة بسرعة يمكن أن يضر الاستثمار ويؤثر سلباً على الاقتصاد»، وأضاف: «الأمر الآخر الذي يقلق المستثمرين هو حجم الرسوم الجمركية، هذه الرسوم تفوق بكثير ما شهدناه في 2018، ويمكن أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم».

تراجعت أسهم شركة «جنرال موتورز» بنسبة 2.6%، بينما انخفض سهم «فورد» بنسبة 0.4%، كما تراجع سهم «تسلا» بنسبة 5.6% بعد أن صنفته شركة السمسرة «بيرد» كخيار استثماري «تشاؤمي جديد».

وهبط سهم شركة «مارفل» لصناعة الرقائق الإلكترونية بنسبة 20% تقريباً بعد أن جاءت نتائجها أقل من توقعات المستثمرين، كما سجلت شركات أخرى لصناعة أشباه الموصلات انخفاضات، بما في ذلك «برودكوم» و«إنفيديا»، ما أدى إلى تراجع مؤشر قطاع أشباه الموصلات بنسبة 4.5%.

من ناحية أخرى، ارتفع سهم «كروجر» بنسبة 2% بعد أن توقعت الشركة مبيعات سنوية في المتاجر المماثلة تتجاوز التقديرات.

وقال جاك جاناسيفيتش، مدير المحافظ الاستثمارية في شركة «Natixis Investment Managers Solutions» في بوسطن: «مع التدفق المستمر للأخبار الجيوسياسية -كفرض الرسوم وإلغائها- يتضاءل مستوى الثقة، وليس من المفاجئ أن نشهد ضعفاً في معنويات المستثمرين».

وأضاف: «نحن نشهد تباطؤاً اقتصادياً طفيفاً في البيانات، وعندما تجمع كل هذه العوامل معاً، لا يكون من الغريب أن نرى المستثمرين يسحبون بعض استثماراتهم من السوق».

أظهرت البيانات أن عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة انخفض بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن تركز أنظار المستثمرين يوم الجمعة على بيانات التوظيف الأشمل.

ويتوقع المتداولون الآن أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الأولى هذا العام في يونيو، وفقاً للبيانات التي جمعتها شركة «LSEG».

من جانبه، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، إن الاقتصاد الأميركي في وضع جيد حالياً، لكنه يُظهر إشارات توتر في قطاع المستهلك، إضافةً إلى مخاطر محتملة على آفاق التضخم.

على مستوى التداول، فاق عدد الأسهم المتراجعة عدد الأسهم الصاعدة بنسبة 2.87 إلى 1 في بورصة نيويورك، حيث سجلت 76 شركة أعلى مستوياتها الجديدة، بينما سجلت 151 شركة أدنى مستوياتها الجديدة.

سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مستوى مرتفعاً جديداً خلال 52 أسبوعاً مقابل 10 مستويات منخفضة جديدة، بينما سجل مؤشر «ناسداك المركب» 29 مستوى مرتفعاً جديداً و149 مستوى منخفضاً جديداً.

بلغ إجمالي حجم التداول في البورصات الأميركية 16.13 مليار سهم، مقارنة بمتوسط 20 يوماً البالغ 16.08 مليار سهم.