استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمة الأصول الرقمية في البيت الأبيض الجمعة الماضية فيما بدا لجمهور المتداولين أن القمة لم ينتج عنها شيء لمصلحة الأسعار.
ووقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الخميس الماضي، أمراً تنفيذياً لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين، قبل يوم من لقائه مسؤولين من صناعة العملات المشفرة في البيت الأبيض.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ولم يخرج عن قمة العملات المشفرة خطوة فعلية يمكن استشراف المستقبل من خلالها غير أن القمة حضرها مايكل سيلور، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروستراتيجي، وزاك ويتكوف، أحد مؤسسي شركة التشفير World Liberty Financial، وفلاد تينيف، الرئيس التنفيذي لشركة Robinhood Markets، جيه بي ريتشاردسون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Exodus، وهي شركة مطورة لمحفظة البيتكوين، وبريان أرمسترونغ، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Coinbase، وبراد غارلينجهاوس، الرئيس التنفيذي لشركة ريبل.
وصرح ترامب خلال القمة بالتزامه بجعل الولايات المتحدة القوة العُظمى في مجال البيتكوين وعاصمة العملات الرقمية عالمياً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقال ترامب: «أعلم أن العديد منكم يقاتلون من أجل هذا لسنوات»، وأضاف: «في العام الماضي وعدتُ بجعل أميركا القوة العُظمى في مجال البيتكوين، ونحن الآن نتخذ إجراءات تاريخية لتحقيق هذا الوعد».
كما شدد على أهمية إنشاء احتياطي وطني من البيتكوين، مشيراً إلى أن ذلك سيكون بمثابة «حصن نوكس افتراضي للذهب الرقمي داخل خزانة الولايات المتحدة»، كما انتقد ترامب الإدارة السابقة لبيعها عشرات الآلاف من عملات البيتكوين، مشيراً إلى أن ذلك كلَّف دافعي الضرائب مليارات الدولارات.
وأضاف: «من هذا اليوم فصاعداً، ستتبع أميركا القاعدة التي يعرفها جيداً كل «حامل» عملة بيتكوين: لا تَبِع عملات بيتكوين الخاصة بك أبداً، هل هذا صحيح؟ مَن يعرف؟».
ولكن ما العقبات التي تواجه أحلام ترامب في تكوين احتياطي استراتيجي من العملات المشفرة؟
يعد تكوين احتياطي استراتيجي من العملات المشفرة أمراً ليس بسيطاً ويتطلب إدارة دقيقة للتحديات القانونية، والأمنية، والاقتصادية، والتكنولوجية.
وتحتاج الإدارة الأميركية إلى تخطيط استراتيجي بعيد المدى واعتبار كل العوائق المحتملة لضمان استدامة هذا الاحتياطي وضمان أن يكون جزءاً من السياسة المالية المستدامة، غير أن هناك نقاط ربما قد تحتاج وقتاً أطول.
وإذا كان ترامب أو إدارته يخططون لتكوين احتياطي استراتيجي من العملات المشفرة، فهناك عدة عوائق رئيسية قد يواجهونها في هذا الصدد، وفي ما يلي بعض التحديات المحتملة:
تحديات تنظيمية وقانونية:
-عدم الوضوح في القوانين: ما زالت العملات المشفرة تواجه ضبابية في العديد من الأنظمة القانونية حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، مع تطور الأسس القانونية التي تحكم العملات المشفرة، سيكون من الصعب على الإدارة الأميركية بناء احتياطي استراتيجي بدون سياسة تنظيمية واضحة تضمن سلامة الأصول وتقليل المخاطر.
- التشريعات المستقبلية: قد تؤدي التشريعات الجديدة في المستقبل إلى فرض قيود على الاحتفاظ بالعملات المشفرة من قبل الحكومات أو مؤسسات مالية كبرى، بعض السياسات قد تمنع أو تقيد التعامل بها باعتبارها أداة مالية غير تقليدية.
الضغط الدولي: إذا اتبعت دول أخرى نهجاً أكثر تشدداً بشأن العملات المشفرة، فقد يتعين على الولايات المتحدة تعديل سياساتها لضمان استقرار النظام المالي العالمي، ما قد يعقّد بناء الاحتياطي.
التقلبات الكبيرة في قيم العملات المشفرة:
- التقلبات الحادة في السوق: العملات المشفرة معروفة بتقلباتها الكبيرة في الأسعار، على سبيل المثال، يمكن أن تنخفض قيمة البيتكوين أو الإيثريوم بشكل حاد في فترة زمنية قصيرة. هذا يمثل تحدياً خطيراً بالنسبة للاحتياطي الاستراتيجي لأنه قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في حال لم يتمكن من إدارتها بشكل فعال.
-الشكوك حول الاستقرار على المدى الطويل: على الرغم من النمو الكبير في القيمة السوقية للعملات المشفرة، فإن هناك شكوكاً حول قدرتها على الحفاظ على استقرار طويل الأمد، هذا قد يحد من استعداد الحكومة الأميركية لشراء وتخزين هذه العملات بشكل استراتيجي.
3. المخاطر الأمنية والتكنولوجية:
- التهديدات الأمنية: العملات المشفرة تعتمد على تكنولوجيا البلوكشين، وهي آمنة بشكل عام ولكنها عرضة للهجمات الإلكترونية مثل الهجمات السيبرانية، هذا يشكل خطراً على أي احتياطي استراتيجي لأن فقدان السيطرة على هذه الأصول من خلال اختراقات سيبرانية قد يؤدي إلى خسائر ضخمة.
- حفظ وتخزين العملات الرقمية: سيكون من الضروري تأمين طريقة لحفظ العملات المشفرة بأمان على المدى الطويل، بما في ذلك استخدام «المحافظ الباردة» أو إجراءات الأمان المتقدمة، إذا لم تكن هذه العمليات مؤمنة بشكل مناسب، فإنها قد تصبح هدفاً للهجمات.
4. التحديات السياسية والاقتصادية:
- الشكوك بين السياسيين: يمكن أن يواجه ترامب تحديات سياسية داخلية من الأحزاب المعارضة في حال قرر تكوين احتياطي من العملات المشفرة، بعض السياسيين قد يرفضون استخدام هذه الأصول باعتبارها أداة غير تقليدية وغير موثوقة.
- مخاوف من التضخم والتأثير الاقتصادي: الاحتفاظ بكميات كبيرة من العملات المشفرة قد يؤثر على استقرار الاقتصاد الوطني؛ بسبب تقلبات الأسعار، قد يخشى البعض من أن هذا النوع من الاحتياطي يمكن أن يسهم في زيادة التذبذب الاقتصادي على المدى الطويل.
5. المنافسة من العملات الرقمية المركزية:
-ظهور العملات الرقمية المركزية: العديد من الدول، بما في ذلك الصين والاتحاد الأوروبي، تتسابق لتطوير «العملات الرقمية للبنك المركزي» (CBDCs)، والتي قد تتفوق على العملات المشفرة في الهيمنة على النظام المالي العالمي، قد يجد ترامب نفسه في وضع تنافسي صعب إذا فرضت هذه العملات الرقمية المركزية في المستقبل، ما يقلل من قيمة العملات المشفرة كأداة احتياطية.