توقعت شركة فولكس فاغن، أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا، أن يشهد هامش الربح التشغيلي لعام 2025 استقراراً، مع احتمال حدوث زيادة طفيفة، ما يعكس النظرة الحذرة التي تبنتها العديد من شركات السيارات الأوروبية في ظل تراجع الطلب العالمي واستمرار التوترات التجارية. وتسعى فولكس فاغن، مثل غيرها من شركات السيارات الأوروبية، إلى إنتاج سيارات كهربائية بأسعار معقولة لمنافسة الشركات الآسيوية ذات الأسعار التنافسية، رغم التحديات المرتبطة بارتفاع تكاليف التصنيع بشكل ملحوظ، وهو ما تحاول الشركة مواجهته عبر تنفيذ خطة صارمة لخفض التكاليف.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وحددت الشركة نطاق هامش الربح التشغيلي بين 5.5 في المئة و6.5 في المئة لعام 2025، مقارنة بـ5.9 في المئة عام 2024، فيما تتوقع أن يتراوح صافي التدفقات النقدية في قطاع السيارات بين ملياري و5 مليارات يورو (ما يعادل 5.45 مليار دولار)، مقارنة بـ5 مليارات يورو في العام السابق.
وعلّق المدير المالي للشركة، أرنو أنتليتز، قائلاً، «لا يمكننا أن نكون راضين عن هذه التوقعات المالية»، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تعكس التحديات الراهنة في الاقتصاد العالمي والصناعة التي تمر بمرحلة تحول جذري، خاصة في ظل التكاليف المرتفعة لتوسيع نطاق إنتاج السيارات الكهربائية وبطارياتها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأوضح أنتليتز أن التوقعات لعام 2025 لم تأخذ في الاعتبار التأثير المحتمل للرسوم الجمركية التي هدد بفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات القادمة من المكسيك أو أوروبا.
وتواجه مجموعة فولكس فاغن مخاطر كبيرة بسبب خطط ترامب الجمركية، إذ تفتقر علامتا أودي وبورشه التابعتان للمجموعة إلى قاعدة تصنيع داخل الولايات المتحدة.
وتعتمد فولكس فاغن في مبيعات سيارات الركاب داخل السوق الأميركية على واردات مصنعها في المكسيك، في حين أن إنتاج البطاريات كان مقرراً أن يكون في مصنع خلايا البطاريات قيد الإنشاء في كندا.
وفي هذا السياق، صرح فرديناند دودنهوفر، رئيس مركز سي إيه آر للدراسات بجامعة دويسبورغ إيسن، بأن تركيز فولكس فاغن المفرط على
ألمانيا ذات التكاليف المرتفعة يضعها أمام تحديات كبرى، خاصة لعلامتي بورشه وأودي.
وأضاف، «سياسات دونالد ترامب التجارية لن تسهل الأمور على بورشه وأودي، ومن المتوقع أن تفرض أعباء إضافية».
ورغم هذه التحديات، شهدت أسهم فولكس فاغن ارتفاعاً بنسبة 2.3 في المئة خلال التعاملات المبكرة، إذ أشار محللون إلى أن الحد الأعلى لتوقعات هامش الربح جاء أعلى من متوسط التوقعات.
وفيما يتعلق بتوزيع الأرباح، اقترحت المجموعة توزيع 6.36 يورو للسهم الممتاز عن عام 2024، انخفاضاً من 9.06 يورو عن العام السابق، وهو ما يعكس جهود الشركة المستمرة لترشيد النفقات بعد الإعلان عن تخفيضات كبيرة في الوظائف والطاقة الإنتاجية خلال ديسمبر الماضي.
وكشفت فولكس فاغن أن خطتها الاستثمارية الخمسية للفترة بين 2025 و2029 تبلغ 165 مليار يورو، أي أقل بنحو 15 مليار يورو مقارنة بالجولة السابقة.
وشهد الربح التشغيلي للشركة تراجعاً بنحو 15 في المئة عام 2024، ليصل إلى 19.1 مليار يورو (20.8 مليار دولار)، من إجمالي إيرادات بلغت 324 مليار يورو، بما يتماشى مع التوقعات التي نشرتها «إل إس إي جي».
(رويترز).