تشهد الأسواق العالمية تحولاً واضحاً في المزاج الاستثماري، إذ قادت بورصة هونغ كونغ اليوم موجة صعود واسعة في الأسواق الآسيوية، مسجّلةً أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات وسط تفاؤل متزايد حيال مستقبل الاقتصاد الصيني.
ارتفع مؤشر «هانغ سينغ» بنسبة 2 في المئة، ليواصل أداءه القوي هذا العام بمكاسب بلغت 23 في المئة حتى الآن، متصدّراً جميع الأسواق الكبرى.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
عزّز الإعلان عن خطط لدعم الاستهلاك المحلي التفاؤل بشأن الاقتصاد الصيني، إلى جانب بيانات أظهرت تسارع نمو مبيعات التجزئة في شهري يناير كانون الثاني وفبراير شباط، وسط أنباء عن زيارة مرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الولايات المتحدة زادت من الآمال في تهدئة التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.
تأثيرات عالمية تمتد إلى أوروبا وأميركا
لم يقتصر هذا الزخم الإيجابي على الأسواق الآسيوية، بل امتد إلى أوروبا، إذ تشير العقود الآجلة إلى بداية قوية للتداولات، مع ارتفاع مؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 0.35 في المئة و«داكس» الألماني بنسبة 0.43 في المئة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ويأتي هذا في وقت تستعد فيه ألمانيا للتصويت على زيادة ضخمة في الإنفاق الحكومي، ما قد يعزز النمو في أكبر اقتصاد أوروبي.
في المقابل، تعيش الأسواق الأميركية حالة من الحذر قبيل اجتماع الفيدرالي غداً الأربعاء، وسط ضغوط على الدولار الأميركي نتيجة بيانات ضعيفة لمبيعات التجزئة ونشاط المصانع، هذا التراجع فتح الباب أمام ارتفاع
الذهب، الذي سجّل مستوى قياسياً بلغ 3,017 دولاراً للأونصة خلال التداولات الآسيوية.
العملات والأسواق العالمية
أظهر الدولار النيوزيلندي، المعروف بحساسيته لطلب المستهلكين الصينيين، قفزة إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر قبل أن يتراجع قليلاً، فيما صعد الدولار الأسترالي إلى ذروة شهرية مقترباً من 0.64 دولار أميركي قبل أن يفقد بعض مكاسبه، أما اليوان الصيني، فبقي عند أقوى مستوياته هذا العام، ما يعكس التدفقات الرأسمالية القوية إلى الأسواق الصينية.
وعلى الجانب الآخر، كان الاستثناء الوحيد في موجة الصعود هذه هو سوق الأسهم الإندونيسي، الذي هبط بنسبة 7 في المئة إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات ونصف السنة، بسبب مخاوف من تصاعد الحرب التجارية والسياسات المالية الداخلية.
ما التالي؟
كل الأنظار تتجه نحو اجتماع الفيدرالي الأميركي غداً، إذ يترقب المستثمرون أي إشارات حول مسار السياسة النقدية، في ظل بيانات النمو والتضخم الأخيرة، كما يترقب العالم نتائج مكالمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي قد تحمل تطورات مفصلية بشأن الحرب في أوكرانيا، ما أثر بالفعل على أسعار الغاز في أوروبا وأسهم في دعم اليورو مؤخراً.