يفقد الدولار بوصلته في الأسواق وسط تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة وتصاعد المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية المرتقبة على النمو الاقتصادي. تعرضت العملة الأميركية، التي كانت في حالة انتعاش مؤخراً، لضغوط بعد بيانات ضعيفة، ما جعل المستثمرين يتريثون قبل اتخاذ رهانات جديدة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
بعد أن هبط هبوطاً بسيطاً دون مستوى 150 يناً، عاد الدولار إلى 150.55 ين خلال التداولات الآسيوية، لكنه بقي دون اتجاه واضح، فيما يترقب المستثمرون أسبوعاً حافلاً بالتطورات التجارية.
في أوروبا، استقر اليورو عند 1.0783 دولار بعد أسبوع من التراجع من أعلى مستوياته في خمسة أشهر، فيما ثبت الجنيه الإسترليني عند 1.2931 دولار مع انتظار الأسواق لبيانات التضخم البريطانية وتحديث الميزانية المقرر لاحقاً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
لماذا الترقب؟
يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإعلان عن تفاصيل جديدة بشأن جولة جديدة من الرسوم الجمركية تشمل السيارات والرقائق الإلكترونية والأدوية، وسط قلق الأسواق من تداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي.
إذ إن فرض رسوم جديدة قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الأميركي، وهو ما يتناقض مع الافتراض السائد بأن هذه الرسوم ستدفع معدلات التضخم للارتفاع وتقوي الدولار.
أسواق السلع والعملات الناشئة تحت الضغط
وفي ما يتعلق بالسلع، انخفضت أسعار القمح بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسعى إلى رفع العقوبات عن القطاع الزراعي الروسي في أعقاب اتفاقيات جديدة مع موسكو وكييف حول وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة والموانئ.
أمّا في الأسواق الناشئة، فقد استقر الليرة التركية دون 38 ليرة مقابل الدولار، بعد أن حاول وزير المالية ومحافظ البنك المركزي تهدئة المستثمرين والتأكيد على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الاضطرابات الناجمة عن اعتقال المعارض السياسي الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان.
في إندونيسيا، واصل الروبية تراجعه بالقرب من أدنى مستوياته التاريخية، مع تصاعد القلق بشأن تباطؤ النمو وارتفاع الإنفاق الحكومي.
الآفاق المستقبلية
يتجه مؤشر الدولار، الذي كان قد ارتفع بشكلٍ حاد بين سبتمبر أيلول ويناير كانون الثاني، الآن نحو تسجيل انخفاض بنحو 4 في المئة خلال الربع الأول من العام، إذ يستقر حالياً عند 104.32 في التداولات الآسيوية.
مع استمرار حالة الغموض، تظل الأسواق في حالة انتظار لأي تحرك مفاجئ من قبل الإدارة الأميركية، بينما يحاول المستثمرون قراءة المشهد الاقتصادي وسط تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من أربع سنوات.
(رويترز)