دعت الصين، يوم الاثنين، الحكومة البريطانية إلى تجنّب «تسييس» قضية شركة بريتيش ستيل، وذلك في أعقاب تصريحات لوزير التجارة البريطاني انتقد فيها السماح لشركة صينية بالاستحواذ على آخر مصنع في البلاد لإنتاج الصلب من المواد الخام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي: «نأمل أن تتعامل الحكومة البريطانية مع الشركات الصينية العاملة في المملكة المتحدة بإنصاف وحياد، وتحمي حقوقها ومصالحها المشروعة»، محذّراً من أن «الربط المبالغ فيه بين التعاون الاقتصادي والقضايا الأمنية يقوّض ثقة المستثمرين الصينيين».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
جدل بريطاني حول الاستحواذ الصيني
وكان وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز قد وصف، الأحد، استحواذ شركة جينغي الصينية على «بريتيش ستيل» عام 2020 بـ«الخطأ الساذج» الذي ارتكبته حكومة بوريس جونسون، وقال: «لن أسمح شخصياً لشركة صينية بالدخول إلى قطاع الصلب، لأنه قطاع حساس للغاية».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقد أعلنت شركة «جينغي» مؤخراً نيتها إغلاق فرنَي الصهر في بلدة سكنثورب شمال إنجلترا، بدعوى ضعف الربحية، وهو قرار يهدد 2700 وظيفة، ويثير مخاوف أمنية واقتصادية.
تشريع طارئ وتأميم محتمل
وبعد فشل المفاوضات مع الشركة الصينية، أقرت الحكومة البريطانية تشريعاً طارئاً يُلزم «بريتيش ستيل» بمواصلة تشغيل الفرنين تحت طائلة العقوبة، مع التأكيد على أن توقفهما أو انخفاض حرارتهما سيجعل من الصعب إعادة تشغيلهما مستقبلاً.
وقال وزير الخزانة البريطاني جيمس موراي إن الحكومة تسعى إلى إيجاد «شريك خاص للاستثمار المشترك»، لكنها لا تستبعد تأميم المصنع بشكل كامل إذا لم تتوفر بدائل، وأضاف: «نحن بحاجة إلى القدرة على إنتاج الصلب لأسباب تتعلق بالأمن القومي».
انتقادات واتهامات للصين
من جهته، قال المحلل الاقتصادي في «تيكميل غروب» باتريك مانيلي إن صفقة الاستحواذ السابقة «تعكس قصر نظر استراتيجياً، وقد تؤدي إلى مخاطر تتعلق بالسيادة الاقتصادية»، فيما اتهم نواب بريطانيون، من بينهم النائب المحافظ كريستوفر تشوب، الصين بـ«التخريب الصناعي»، رغم نفي الحكومة امتلاكها أدلة على ذلك.
دعم حكومي وتأمين المواد الخام
وأكدت الحكومة البريطانية، الاثنين، أنها تملك القدرة على تزويد الفرنين بفحم الكوك اللازم للإنتاج، مشيرة إلى توفره حالياً داخل الأراضي البريطانية، كما أعلنت شركة «بريتيش ستيل» عن تعيين مدير عام ومديرة تجارية جديدين لضمان «مستقبل مستدام وآمن» للشركة.
وتسعى شركات أخرى، منها تاتا ستيل الهندية، لتوفير المواد الخام للموقع في محاولة لإنقاذ المصنع.
خسائر محتملة وتداعيات على القطاع
أشار وزير الخزانة إلى أن الموقع كان يخسر نحو 233 مليون جنيه إسترليني سنوياً، لافتاً إلى أن تكلفة الإغلاق قد تتجاوز مليار جنيه إسترليني إذا اضطرت الحكومة إلى التدخل.
ورغم أن بريطانيا تنتج كميات محدودة من الصلب بلغت 5.6 مليون طن في 2023، فإن هذا القطاع الحيوي يوفر فرص عمل لنحو 37 ألف شخص، ويُعد أحد أعمدة الصناعات الثقيلة في البلاد.
حرب الرسوم واتهامات للصين
يعاني قطاع الصلب البريطاني من أزمة فائض في القدرة الإنتاجية وهبوط الأسعار، في سياق منافسة عالمية شرسة، حيث تُوجّه أصابع الاتهام إلى الصين بالإغراق الصناعي، في ظل استمرار آثار الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرضه رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب إلى الولايات المتحدة.