أول 100 يوم لترامب.. البورصة الأميركية تسجل أسوأ أداء في 50 عاماً

البورصة الأميركية تسجل أسوأ أداء في 50 عاماً
أول 100 يوم لترامب.. البورصة الأميركية تسجل أسوأ أداء في 50 عاماً
البورصة الأميركية تسجل أسوأ أداء في 50 عاماً

تتجه سوق الأسهم الأميركية نحو تسجيل أسوأ أداء لها في أول 100 يوم من أي ولاية رئاسية منذ تولي الرئيس جيرالد فورد منصبه عام 1974، فبعد إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب في نوفمبر 2024، شهدت الأسواق موجة صعود قوية بفعل التوقعات بسياسات داعمة للأعمال، لكن وبعد نحو 100 يوم على انطلاق الولاية الثانية، باتت وول ستريت تعاني من تقلبات حادة وغير مسبوقة، مدفوعة بمخاوف متصاعدة من سياسات الرسوم الجمركية التي تبنتها إدارة ترامب. 

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز500 بنسبة 7.8% منذ تنصيب ترامب في 20 يناير 2025، ما أدى إلى خسارة نحو 3.93 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم الأميركية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وقال جوناس غولترمان، نائب كبير اقتصاديي الأسواق في «كابيتال إيكونوميكس»: «نظراً لاستمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية الأميركية والتوقعات الاقتصادية، نعتقد أن الطريق سيكون أكثر صعوبة من الآن فصاعداً».

وفقاً للبيانات الحالية، فإن أداء مؤشر إس آند بي 500 خلال أول 100 يوم من الولاية الثانية لترامب سيكون ثالث أسوأ أداء في تاريخ الرئاسات الأميركية، بعد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وإذا ارتفع المؤشر بنسبة 1% أو أكثر بنهاية جلسة الثلاثاء 29 أبريل 2025، فقد يتحسن ترتيبه إلى رابع أسوأ أداء، متجاوزاً أداء فترة الرئيس جورج بوش الأولى، حين خسر المؤشر 6.9%.

وقال تيري ساندفين، كبير استراتيجيي الأسهم في «يو إس بنك»: «السياسات تطغى على الأساسيات الاقتصادية، قد نشهد مزيداً من الضعف، لكننا نواجه بالتأكيد تقلبات حتى تتضح الرؤية بشأن الرسوم الجمركية».

تقلبات عنيفة تهز السوق

شهدت الأسواق هذا العام تقلبات شديدة نتيجة القرارات المتغيرة والمتقلبة لإدارة ترامب بشأن التعريفات الجمركية.

فبعد أن سجل مؤشر S&P 500 مستويات قياسية في فبراير، دخل في مرحلة تصحيح خلال مارس مع بدء تنفيذ خطط الرسوم، ثم هبط بشدة في أوائل أبريل عندما أعلن ترامب عن تعريفات «يوم التحرير»، مسجلاً أدنى مستوياته في 8 أبريل، واقترب حينها من دخول سوق هابطة.

ورغم بعض التعافي لاحقاً، لا يزال المؤشر منخفضاً بنسبة 2.5% مقارنة بما كان عليه قبل إعلان رسوم «المعاملة بالمثل» في 2 أبريل.

وقال كيلي بوشيون، الشريك في شركة Sound View لإدارة الثروات: «لا أذكر سياسة تم توجيهها بهذا الشكل المباشر للتأثير على الاقتصاد، واستقبلتها الأوساط الاستثمارية بسلبية واضحة، هذا أكبر مستوى من عدم اليقين رأيته بشأن الأرباح والنمو، وكل ذلك بسبب الإدارة نفسها».

خسائر حادة في أسهم التكنولوجيا

تعرضت شركات التكنولوجيا الكبرى –المعروفة بـ«السبعة العظماء»– لضغوط قوية بعد أن كانت وراء الصعود التاريخي للأسواق في عام 2024:

أبل تراجعت بنسبة 16%

إنفيديا هبطت 19%

تسلا فقدت 29%

أمازون تراجعت 14%، وانخفضت 1.8% صباح الثلاثاء بعد تقارير أفادت بأنها ستبدأ في إظهار تكلفة الرسوم الجمركية على الأسعار

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن خطوة أمازون «عمل عدائي وسياسي»، ولم ترد الشركة بعد على استفسارات CNN.

الذهب والتبغ يكتسحان السوق

في المقابل، برزت شركات الذهب والتبغ كأقوى الرابحين هذا العام، وفقاً لتقرير CFRA:

ارتفعت Newmont Gold بنحو 45 في المئة، كما قفزت Philip Morris بنسبة 40 في المئة.

أما شركة Palantir المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، فارتفعت بنسبة 51%، لتكون الأفضل أداءً في مؤشر S&P 500 بعد صعود ضخم بلغ 340% خلال عام 2024.

مؤشرات الأسواق الأخرى

مؤشر ناسداك دخل سوقاً هابطة في 4 أبريل، وتراجع 11.5% منذ تنصيب ترامب

داو جونز انخفض 7.5% في الفترة ذاتها

السندات الأميركية.. فقدان الثقة

المستثمرون عادة ما يتجهون إلى سندات الخزانة وقت التقلبات، لكن في أبريل تخلوا عنها أيضاً، ما زاد المخاوف حول موثوقية السندات كملاذ آمن.

ورغم انخفاض عائد سندات العشر سنوات إلى 4.22% بعد ارتفاعه مطلع أبريل، فإن هذه التقلبات زعزعت ثقة الأسواق.

وقال فيشواناث تيروباتور، استراتيجي في مورغان ستانلي: «بدأت الأسواق تناقش جدية بقاء السندات الأميركية كأصل آمن في ظل تنامي قلق المستثمرين الأجانب».

الدولار يفقد بريقه

مؤشر الدولار الأميركي تراجع بنسبة 8.5% هذا العام، وسجل في 21 أبريل أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات.

في المقابل، اليورو ارتفع بنسبة 9% مقابل الدولار، ما أثار جدلاً حول تراجع الثقة في الأسواق المالية الأميركية.

وقال جو زابيا، من شركة LVW: «تراجع الدولار وتحول الأموال إلى أصول غير أميركية قد يكون اتجاهاً مستمراً».

الأسواق العالمية تتفوق

شهدت أسواق أوروبا وآسيا أداءً أفضل من نظيرتها الأميركية:

مؤشر داكس الألماني ارتفع 12%

مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ ارتفع 9.7%

وأظهر أحدث استطلاع من بنك أوف أميركا أن عدداً قياسياً من مديري الصناديق العالميين يعتزمون تقليص استثماراتهم في الأسهم الأميركية.

وقال أرون ساي من «بيكت لإدارة الأصول»: «إذا كنت مستثمراً أوروبياً، فستفكر الآن ملياً قبل ضخ أموال جديدة في السوق الأميركية، لم تعد S&P 500 اللعبة الوحيدة في الساحة».

مؤشر التقلبات VIX عند مستويات تاريخية

سجل مؤشر التقلبات VIX مستويات غير مسبوقة منذ جائحة كورونا، حيث أغلق عند 52 نقطة في 8 أبريل، وهو أعلى مستوى منذ الأزمة المالية في 2008.

ورغم تراجعه لاحقاً، لا يزال يتداول فوق مستوى 20 نقطة، وهو ما يعكس استمرار حالة القلق في الأسواق.

الذهب.. نجم المشهد

سجل الذهب ارتفاعاً بنحو 26% هذا العام، متجاوزاً حاجز 3500 دولار للأونصة لفترة وجيزة، في ظل الإقبال الكبير عليه كملاذ آمن وسط التوترات التجارية والاقتصادية.

ووفقاً لاستطلاع بنك أوف أميركا، كانت الصفقة الأكثر ازدحاماً في أبريل هي الذهب، متفوقاً على أسهم التكنولوجيا للمرة الأولى منذ عامين.