في مقابلة خاصة مع CNN الاقتصادية عقب إطلاق تقرير آفاق الاقتصاد الإقليمي في دبي يوم أمس، تناول جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، التحديات الاقتصادية الكبرى التي تواجه دول المنطقة، مركّزاً على الوضعين في لبنان وسوريا.
وحول لبنان، أوضح أزعور أن هناك تواصلاً نشطاً ومستمراً بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي، لافتاً إلى أن بعض الخطوات الإيجابية قد تم اتخاذها في الاتجاه الصحيح، ومن بينها تعديل قانون الإفلاس، وهو ما يُعد جزءاً من الإصلاحات الضرورية لاستعادة التوازن المالي والاقتصادي، لكنه أكد في الوقت نفسه أن "التحدي الأساسي يتمثل في استعادة الثقة، سواء في القطاع المالي أو في قدرة الدولة على الاستمرار"، مشدداً على أن استعادة هذه الثقة تتطلب إصلاحات هيكلية شاملة وتطبيقها بشكل فعّال، بالإضافة إلى تعزيز بيئة الأعمال وتحفيز القطاع الخاص الذي يُعد ركيزة أساسية لتحقيق النمو المستدام.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
أما في ما يخص سوريا، فقد أكد أزعور أن البلاد تمر بمرحلة طويلة ومعقدة من الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من 15 عاماً، ما تسبب في انكماش الاقتصاد السوري بمقدار الثلثين، ودمار كبير في البنية التحتية، فضلاً عن نزوح ملايين المواطنين داخلياً وخارجياً، وأشار إلى أن الضرورة تفرض العمل على عودة الدولة السورية، وإعادة بناء المؤسسات، وتأمين الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للسكان.
وشدد أزعور على أن دعم سوريا في هذه المرحلة الدقيقة يتطلب جهداً دولياً منسقاً، يشمل رفع العقوبات الدولية وإعادة دمج سوريا في النظامين الإقليمي والدولي، موضحاً أن "التعافي الاقتصادي سيكون تدريجياً ومعقداً، ويحتاج إلى تمويل كبير واستثمارات في إعادة الإعمار"، وأضاف أن التأخر في الدعم المالي الإقليمي والدولي يضع مزيداً من الأعباء على كاهل السوريين، مشيراً إلى أهمية أن تكون عودة سوريا إلى الإطار العربي جزءاً من مسار التعافي، بما يسهم في تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تأتي تصريحات أزعور في وقت تركز فيه المؤسسات الدولية على أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات المتراكمة، وتعزيز فرص النمو الشامل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
{{ article.formatted_date }}
