في أسواق تداول الذهب تحديداً، ما بين خطوط الدعم والمقاومة تسيل دماء المضاربين لدخولهم مع صانع السوق في مناطق التجميع تلك المساحات الغامضة، فهي مناطق محرّمة، لا يُسمح فيها إلا لأقوى اللاعبين بالتنفس، هناك يرقد صانع السوق لصنع مذبحته.
لدغة الموت سموم يبخها صانع السوق للذهب حال اقتربت من مخدع الملك.. ومرقد الأسرار.. وغرفة القرار، إنه عش الغموض والزاوية المخملية لصانع السوق.. هنا منطقة تجميع هنا مناطق محرمة هنا حجـرة الظلال هنا غرفة النوم الذهبية والمخدع المقدس هنا خلوة صانع السوق وسُرّة السوق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
نعم .. التجميع مع ميكر الذهب أو صانع السوق والمتحكم بالسيولة في سوق الذهب خطير لأبعد حد، فإن ما تراه من نموذج المثلث الصاعد ما هو إلا وتد في إطار زمني أكبر وما تراه من نموذج وتد صاعد يقترب انهياره لا تدخل معه فقد يطول أمد صعود الوتد ليتحول إلى موجة صاعدة طويلة داخل موجات إليوت.
صانع السوق لسلعة الذهب لا يظهر كثيراً، لكنه حاضر في كل شمعة، خلف كل تذبذب، ينسج حباله بدهاء، ويزرع أوهامه بصبر، في تلك المناطق، لا تُقاس المعركة بالأرقام، بل بالأعصاب، ومن يجرؤ على الدخول بلا دعوة، ينال لدغة الموت.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
الذهب.. معركة لا تنتهي
الذهب، المعدن النفيس، ليس مجرد أصل يُتداول، هو ميدان معارك، وساحة دماء للمضاربين الذين يظنون أن الكسر فوق مقاومة أو الهبوط تحت دعم هو طريق الربح السريع، لكن الحقيقة التي لا تُروى كثيراً هي أن صانع السوق لا يسمح لأحد بالفوز بسهولة، وخاصة عندما يدخل في مرحلة التجميع.
لدغة الموت
في ذروة الحماس، يدخل المضاربون إلى مناطق صانع السوق، حيث يسكن الخداع، ويُرسم الصمت، وتُزرع الفخاخ، يظنون أنهم يرون الفرصة، يظنون أنهم في طريقهم إلى اقتناص الحركة التالية، ولكن الحقيقة لقد دخلوا أرض الصيّاد.
«لدغة الموت» لا تأتي مباشرة، بل ببطء، تبدأ بثقة زائفة، بربح سريع، ثم يعاود السعر الهبوط، ثم الصعود، في دوامة ترهق التفكير والمنطق، حتى يجد المضارب نفسه محاصراً، لا دعم يصمد، ولا مقاومة تُحترم، كل خطوة يخطوها داخل هذا النطاق، تقرّبه من نهايته، وهنا يسيل دمه مع بقية الطامعين.
التجميع.. فخ لا ينجو منه إلا القليل
خلال النطاق العرضي، يضع صانع السوق كمائنه، يتحرك السعر بين دعم ومقاومة بشكل متكرر، في دوامة نفسية ترهق المتداولين، يبدأ المضاربون بالشراء عند الدعم، والبيع عند المقاومة، ظناً منهم أنهم يلعبون اللعبة بذكاء، لكنهم لا يدركون أنهم بيادق في رقعة شطرنج لا يملكون فيها حرية القرار.
في هذه المناطق، لا اتجاه واضح، تُستنزف الحسابات، وتُفعّل الوقفات، وتُبعثر الخطط، يسيل دم المضاربين على يد لاعب لا يُهزم في أرضه، صانع السوق لا يتسرع، يراكم المراكز بصمت، يقيس كل شمعة، ويراقب سلوك القطيع.
بعد التجميع.. الإقلاع الصاروخي
لكن، ما إن يكتمل التجميع، حتى يُطلق صانع السوق شرارته، يتحرك الذهب بقوة —صعوداً أو هبوطاً— لا ينظر إلى الوراء، هو وحده من يعلم قيمة وكمية المشتريات والمبيعات، فإذا ما كان التجميع أغلبه بيعي من المضاربين، فتيقن أن الاتجاه صاعد كالصاروخ، لهتك منطقة البيع والعكس صحيح.. "هذا هو صانع السوق وهذه قوانينه".
الدرس الخفي
لا تكن في منتصف ساحة المعركة خلال التجميع، لا تبحث عن أرباح سريعة في منطقة لا ترحم، اعرف أن صانع السوق لا يلعب ليكسب، بل ليُقصي كل من لا يعرف قواعده.
لا تدخل قبل أن تتأكد أن صانع السوق أنهى لُعبته النفسية، ولا تحاول أن «تصطاد القاع» أو «تبيع القمة» في مناطق التجميع، ففي تلك اللحظات، قد لا تكون ضحية السوق، بل ضحية ثقتك الزائدة.