أعلنت الشرطة الفرنسية إحباط محاولة اختطاف جديدة استهدفت أحد روّاد العملات الرقمية بالقرب من مدينة نانت غرب البلاد، ضمن سلسلة من الهجمات المتزايدة ضد المستثمرين في هذا القطاع، وأكد مصدر أمني، يوم الثلاثاء، أن السلطات ألقت القبض على أكثر من 20 شخصاً على خلفية هذه المحاولة وأخرى سابقة استهدفت عائلة رجل الأعمال الشهير بيير نوزات.
وأفاد المصدر بأن محاولة الاختطاف الجديدة أُحبطت يوم الاثنين قبل تنفيذها، دون تقديم تفاصيل إضافية، وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد محاولات الاختطاف التي طالت عدداً من تجار العملات الرقمية وعائلاتهم، ما دفع أحد المستثمرين البارزين إلى التحذير من «مكسيكة فرنسا»، في إشارة إلى تكرار جرائم الاختطاف كما هو الحال في المكسيك.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وخلال يومي الاثنين والثلاثاء، ألقت السلطات القبض على 24 مشتبهاً بهم، في إطار التحقيقات الجارية في محاولة الاختطاف الأخيرة، وكذلك محاولة اختطاف سابقة منتصف مايو استهدفت ابنة نوزات الحامل وحفيده الصغير.
نوزات هو الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة Paymium لتداول العملات المشفّرة في فرنسا.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأكد المصدر الأمني أن «جميع أفراد المجموعة المسلحة التي نفّذت الهجوم على عائلة نوزات تم اعتقالهم»، ولم تصدر النيابة العامة بياناً رسمياً بعد، لكنها أشارت إلى أنها ستنشر تحديثاً لاحقاً، ربما يوم الجمعة.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة BFM الفرنسية، أشاد نوزات بصهره «البطل» وجاره الذي استخدم مطفأة حريق لإفشال محاولة الاختطاف، التي وقعت في وضح النهار وسط العاصمة باريس.
جرائم تستهدف أثرياء العملات المشفرة
وتثير هذه الحوادث قلقاً متزايداً بشأن أمن رواد الأعمال في مجال العملات الرقمية، الذين راكموا ثروات ضخمة خلال طفرة هذه السوق.
وكانت السلطات الفرنسية قد فتحت تحقيقاً منفصلاً في حادثة اختطاف وقعت في الأول من مايو، استهدفت والد مليونير يعمل في العملات الرقمية، وتم تحرير الضحية بعد احتجازه أكثر من يومين في عملية دهم نفذتها الشرطة خارج باريس، بعد أن طالب الخاطفون بفدية تبلغ عدة ملايين من اليوروهات.
ووجّهت التهم إلى ستة أشخاص في تلك القضية، خمسة منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاماً، يواجهون تهم الابتزاز المنظم، والخطف، والاحتجاز القسري مع تعذيب أو ممارسات وحشية ضمن عصابة منظمة، بحسب ما ذكرته المدعية العامة في باريس لور بيكوا في بداية مايو.
وفي حادثة سابقة يوم 21 يناير، تعرض رجل الأعمال الفرنسي ديفيد بالاند، المؤسس المشارك لشركة Ledger للعملات الرقمية، للاختطاف مع شريكته. وخلال احتجازه، قام الخاطفون بقطع أحد أصابعه للحصول على فدية، قبل أن يُفرج عنه في اليوم التالي، ويُعثر على شريكته مقيدة داخل صندوق سيارة خارج باريس، وتم توجيه التهم إلى تسعة مشتبهين على الأقل في هذه القضية، بينهم العقل المدبر للعملية.
وأعرب المؤسس المشارك الآخر لشركة Ledger، إيريك لارشفيك، عن استيائه الشديد من تصاعد هذه الظاهرة، محذراً من أن النجاح في فرنسا بات يجلب الخطر، سواء في قطاع العملات الرقمية أو غيره.
وكتب لارشفيك على منصة X (تويتر سابقاً): «منذ عدة أشهر، نشهد تزايداً مقلقاً في حوادث الاختطاف ومحاولات الاختطاف البشعة، في وضح النهار، وفي قلب باريس. اليوم، أن تكون ناجحاً في فرنسا يعني أن تضع هدفاً على ظهرك».
اجتماع طارئ مع قادة العملات الرقمية
وفي منتصف مايو، عقد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو اجتماعاً طارئاً مع قادة قطاع العملات المشفرة، حيث أعلنت الوزارة عن خطط لتعزيز أمن العاملين في هذا المجال، في ظل التهديدات المتصاعدة.