«بَترٌ عاجل».. حين تتخلص من صفقة خاسرة قبل أن يتسع الفتق على الراتق

«بَترٌ عاجل».. حين تتخلص من صفقة خاسرة قبل أن يتسع الفتق على الراتق (شترستوك)
«بَترٌ عاجل».. حين تتخلص من صفقة خاسرة قبل أن يتسع الفتق على الراتق
«بَترٌ عاجل».. حين تتخلص من صفقة خاسرة قبل أن يتسع الفتق على الراتق (شترستوك)

في أسواق المال، أنت في محراب المال لا مجال للرحمة، ولا وقت للعواطف، هي حربٌ باردة، لا تُطلق فيها الرصاصات، بل تُزهق فيها الحسابات.

الصفقة الخاسرة ليست مريضاً يحتاج إلى رعاية، بل حريقاً يجب إطفاؤه.. فكم من متداولٍ تمسك بسهمٍ أو صفقةٍ تهوي، ظناً أن الموج سيتحنن، وأن السوق ستعود لتكافئ صبره؟ لكنه نسي أن السوق لا تسمع الدعاء، ولا ترد الجميل، بل تكرّم فقط من يحسن قراءتها.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

الصفقة الخاسرة ليست امتحاناً لكرامتك، ولا تحدياً لشجاعتك، إنها ببساطة إنذار خطر، والتمسك بها عنادٌ قاتل أشبه بمن يرفض القفز من سفينة تغرق لأنه هو من اشتراها.

عملية البتر الرحيم

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

أمر وقف الخسارة ليس أداة تقنية وحسب، بل هو فعل نضج، قرار شجاع يُنهي النزيف قبل أن يصل إلى النخاع.

كما يضطر الطبيب إلى بتر طرفٍ ميت لينقذ الجسد، كذلك المتداول الحكيم يبتر الصفقة الخاسرة لينقذ حسابه من النهاية.

إن لم تُغلق الصفقة في وقتها، ستُغلقك هي لاحقاً، وستكتب السوق نهايتك دون حتى أن تُمهلك وداعاً.

لا تعاند الموج

السوق موجة، والموج لا يُعاند، إن ركبتها في الاتجاه الصحيح أوصلتك إلى برٍ آمن. وإن واجهتها أجهزت عليك دون ندم.

فلا تكن ذاك المتداول الذي يقف بعناد أمام الطوفان، حاملاً راية رأيه وكبريائه، ليفيق بعدها على حسابٍ تم تبخيره، ودرسٍ كُتب بالدم لا بالحبر.

الإغلاق المبكر: حكمةُ الناجين

ليست كل صفقةٍ تُغلق خاسرة، بل كثيرٌ من الصفقات المغلقة مبكراً كانت حبل نجاةٍ من خسارة أكبر.

السوق لا ترحم الغافلين، ولا تنصف المصرّين على الخطأ، أما من يُحسن التوقيت، ويعرف متى يُغلق قبل أن تتضخم الكارثة، فهو من يعود في اليوم التالي بحسابٍ نقي وروحٍ مستعدة.

أغلقها الآن، قبل أن تغلق حسابك.. ضع أمر وقف الخسارة لا كأداة، بل كوصية، لا تعاند السوق، ولا تُراهن على المعجزة.. الصفقة الخاسرة إن لم تُقطع سريعاً، صارت عفناً يهدد كامل الجسد.

فـالبتر العاجل خيرٌ من الموت البطيء.

ومن نجا اليوم بقرارٍ شجاع، عاش ليربح غداً بعقلٍ نقي وقلبٍ حر.

ليست كل صفقةٍ تُغلق خاسرة، بل كثيرٌ من الصفقات المغلقة مبكراً، كانت حبل نجاةٍ من خسارة أكبر.

السوق لا يرحم الغافلين، ولا يُنصف المصرّين على الخطأ.

أما من يُحسن التوقيت، ويعرف متى يُغلق قبل أن تتضخم الكارثة، فهو من يعود في اليوم التالي بحسابٍ نقي وروحٍ مستعدة.

الصفقة الخاسرة إن لم تُقطع سريعاً، صارت ورماً يهدد كامل الجسد.