في أسواق المال المحلية في أرجاء المعمورة.. هناك صانع سوق خفي.. يُعرف مجازاً بـ«صانع السوق الرحيم»، ليس ذلك المتداول المحترف أو مدير الصندوق الذكي، بل الحكومة نفسها ومجالس إدارات الشركات ذاتها عندما تتدخل لشراء سهم ينهار ودعم فوري لما لا يُرجى انهياره جراء تخارج أجنبي أو نبأ سلبي أصاب السوق كلها بحالة ذعر.
شركة تشتري أسهمها لإنقاذ سمعة مشاريعها
حين تواجه الشركات موجة بيع كبيرة نتيجة تخارج مستثمر أجنبي، أو تراجع كبير في نتائج الأعمال، أو ذعر في السوق، تلجأ بعض الشركات إلى شراء جزء من أسهمها المدرجة وفق جدول معلن وإفصاح رسمي لإدارات البورصات، في خطوة تُعرف بـ"إعادة شراء الأسهم، هذا الإجراء عادةً ما يهدف إلى:
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
• دعم السعر: تقليل العرض في السوق وزيادة الطلب من خلال المشتريات يعيد بعض التوازن للسعر.
• إرسال رسالة ثقة مفادها أن الإدارة تؤمن بقوة الشركة وسعر سهمها الحالي أقل من قيمته العادلة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
الحكومات صانع سوق رحيم
في أحيان أخرى، لا تكون الشركة وحدها من يتحرك، بل نجد الحكومة أو ذراعها الاستثمارية مثل صندوق الثروة السيادي تتدخل لحماية سهم استراتيجي، قد يكون بنكاً وطنياً أو شركة طاقة أو شركة تمثل رمزاً اقتصادياً مهماً للدولة.
صانع السوق الرحيم.. متى يظهر؟
• عندما يكون هناك تخارج مفاجئ وكبير من مستثمر أجنبي يمكن أن يخلق فوضى سعرية غير مبررة.
• يكون السهم مرتبطاً بثقة المستثمرين الأجانب والمحليين في بيئة الاستثمار ككل.
• تكون هناك أهداف اقتصادية أو سياسية أوسع تتطلب الحفاظ على استقرار شركة بعينها.
التدخل يأتي بعد أزمات مثل جائحة أو أزمات ديون، أو تصنيف ائتماني سلبي، هنا تتدخل صناديق سيادية لشراء حصص مؤثرة في شركات كبرى، ليس فقط لحمايتها، بل لإرسال رسالة طمأنة للسوق بأسرها.
• في أوقات الذعر: خاصة بعد بيع مكثف من قبل محافظ أجنبية أو نتيجة أحداث غير متوقعة.
• عند الهبوط دون القيمة الدفترية أو السعر العادل: خاصة إذا كانت مؤشرات الشركة المالية قوية.
• عند الشعور بتهديد لثقة المستثمرين في الاقتصاد أو السوق ككل.
كيف يستفيد المستثمر العادي من تدخل «صانع السوق الرحيم»؟
• الاستقرار النفسي: هذه التدخلات تقلل من الذعر العام وتعيد الثقة للمستثمرين الأفراد.
• فرص للشراء عند القيعان: غالباً ما يسبق التدخل الحكومي أو المؤسسي ارتفاع لاحق في السهم، ما يمنح المستثمر فرصة للشراء بأسعار منخفضة.
• تحسين الأداء على المدى المتوسط: السهم المدعوم غالباً ما يستعيد جزءاً من خسائره، ما ينعكس إيجاباً على محافظ المستثمرين الأفراد.
لكن من المهم ألا يعتمد المستثمرون فقط على هذه التدخلات، بل أن يُبنوا قراراتهم على أساس التحليل المالي والفني ومتابعة الأخبار الرسمية.
فصانع السوق الرحيم لا يرتدي عباءة البطل، لكنه يظهر حين تحتاج السوق إلى مساندة ودعم يعيد التوازن ويقلل الذعر، سواء كان شركة تؤمن بمستقبل سهمها وتخشى على مشاريعها التي قد تتأثر بحركة السهم في السوق، أو حكومة تعلن عن حماية بورصتها وشركاتها الكبرى الفاعلة على الأرض وذات موثوقية وجماهيرية، فإن هذه التدخلات تثير جدلاً، لكنها تظل ضرورية لاحتواء الصدمات، وضمان عدم تحول الذعر إلى انهيار.