مع اقتراب عيد الأضحى 2025، تتجه أنظار السوريين إلى أسواق المواشي وسط رغبة واسعة في أداء شعيرة الأضحية، في وقت تشهد فيه السوق نشاطاً ملحوظاً في عمليات البيع سواء داخل البلاد أو في التصدير.
وقد سجّلت أسعار الأضاحي في سوريا انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بالعام الماضي، ما دفع التجار والمربين إلى ترقّب حركة الطلب خلال الأسبوع الجاري.
وقال محمد شامان، رئيس لجنة تجار المواشي في دمشق وريفها، لوكالة الأنباء السورية (سانا)، إن عمليات استجرار المواشي إلى سوق عدرا المركزي لا تتوقف طوال العام، لكنها ترتفع بنسبة تصل إلى 40 في المئة قبيل عيد الأضحى.
وأشار شامان إلى أن عدد الأضاحي يتراوح بين 25 ألفاً و40 ألف رأس من الغنم، تختلف سنوياً تبعاً للقدرة الشرائية للمواطنين وقيمة الحوالات الواردة من الخارج، مؤكداً أن جميع الأضاحي المطروحة في السوق سليمة وخالية من الأمراض، وحاصلة على اللقاحات المطلوبة.
أوضح شامان أن أسعار المواشي حالياً تتراوح بين 50 و55 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الحي، مقارنة بـ82 ألف ليرة في الفترة نفسها من العام الماضي.
ويرجع هذا الانخفاض لعدة أسباب، منها تراجع سعر الصرف، ونقص المراعي بسبب الجفاف وقلة الأمطار في سوريا، بالإضافة إلى عودة النشاط للسوق المحلية بعد تحسن الظروف الأمنية، ما سهّل استيراد كميات كبيرة من المواشي من مختلف المحافظات.
وقدّرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في أحدث تقاريرها لعام 2024 عدد الأغنام في سوريا بنحو 18.8 مليون رأس، ما يعكس أهمية قطاع تربية المواشي في البلاد.
في ما يتعلق بالتصدير، أشار شامان إلى أن الأغنام السورية تحظى بطلب كبير في الدول العربية رغم ارتفاع أسعارها، كونها من سلالة العواس المميزة.
لكنه أوضح أن التحدي الأكبر هذا العام كان من الجانب الأردني، حيث لم تُمنح تصاريح عبور للبضائع، ما اضطر التجار لتحميل تكلفة إضافية عبر إعادة إصدار منشأ أردني للبضائع بعد دخولها من سوريا.
وأعرب شامان عن أمله في حل هذه المشكلة قريباً، خاصةً في ظل التقارب السوري الأردني الحالي، لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز حركة التصدير.
وخلال جولة لوكالة الأنباء السورية في سوق المواشي، أكد تاجر الأغنام والأعلاف أنور إسماعيل من مدينة حلب أن الجفاف له تأثير مباشر على أسعار المواشي، حيث أدى نقص المراعي إلى الاعتماد الأكبر على الأعلاف والتبن، ما رفع من تكلفة تربية الماشية وزاد الضغط على المربين، الذين أصبحوا مضطرين لبيع جزء من قطعانهم لتأمين إطعام الباقي.
من جهته، عبّر تاجر الأغنام عساف العلاوة القادم لأول مرة إلى دمشق منذ 14 عاماً من منبج، عن سعادته بتمكنه من بيع 80 رأس غنم دون مواجهة مخاطر على الطرقات، مشيراً إلى أن أكبر قلق للتجار يتمثل في عدم استقرار سعر الصرف، حيث يشترون المواشي في المنطقة الشرقية بالدولار ويبيعونها في مناطق أخرى بالليرة السورية، ما يضيف تحديات على التجارة.
{{ article.formatted_date }}
29 مايو 2025
