تراجعت أسهم كبرى شركات الصلب في كوريا الجنوبية وفيتنام، اليوم الاثنين، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50 في المئة، بدءاً من 4 يونيو حزيران. وذلك في خطوة تصعيدية جديدة ضمن سياسة تجارية متقلبة تُشعل توترات الأسواق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وجاء الإعلان بعد ساعات فقط من اتهام ترامب للصين بانتهاك اتفاق مشترك لتخفيف القيود التجارية، ما أضاف مزيداً من الضبابية على آفاق التجارة الدولية للمعادن الصناعية.
يرى خبراء في قطاع المعادن أن الرسوم الجديدة ستُحدث اضطراباً واسعاً بين المصدرين الرئيسيين للولايات المتحدة، مع احتمال تراجعها لاحقاً في ضوء تغيرات ترامب المتكررة في السياسة التجارية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقالت تشيلسي يي، كبيرة المحللين في شركة «ماكلوسكي» لأبحاث المعادن «التقلب المستمر في سياسات التعرفة يجعل من الصعب قياس الأثر بدقة.. من المرجح أن تكون النتائج الفعلية أقل حدة مما يُتوقع الآن، خاصة من حيث المدة الزمنية».
كوريا الجنوبية رابع أكبر مصدري الصلب لأميركا
بحسب بيانات معهد الحديد والصلب الأميركي، كانت كوريا الجنوبية رابع أكبر مصدر للصلب إلى الولايات المتحدة العام الماضي، بعد كندا والمكسيك والبرازيل.
وأعلنت وزارة الصناعة الكورية أنها سترد دبلوماسياً على القرار ضمن محادثاتها التجارية الجارية مع واشنطن.
الوزارة عقدت اجتماعاً طارئاً مع ممثلي شركات الصلب الكبرى مثل بوسكو وهيونداي ستيل، لمناقشة الآثار وتنسيق الرد.
هبوط جماعي لأسهم الشركات في آسيا
انخفضت أسهم الشركات الكورية بشكل ملحوظ، إذ تراجعت بوسكو وهيونداي ستيل بنسبة 3 في المئة، فيما هبطت سي إيه إتش ستيل كورب بنسبة 6.3 في المئة.
وفي فيتنام، خسرت هوا سين غروب 2.8 في المئة من قيمتها، و نام كيم ستيل تراجعت بنسبة 3.4 في المئة، بينما انخفضت فيتنام ستيل كورب بنسبة 2.7 في المئة.
وتُظهر بيانات حكومية أن صادرات فيتنام من الصلب إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 27 في المئة في أول أربعة أشهر من 2025.
رغم القيود.. صادرات كوريا للصلب ارتفعت 12%
بحسب بيانات التجارة الخارجية، ارتفعت شحنات كوريا الجنوبية من الصلب إلى السوق الأميركية بنسبة 12 في المئة في أبريل نيسان مقارنة بالعام الماضي، رغم الضغوط التنظيمية.
لكن مسؤولاً في إحدى شركات التصدير أوضح لـ«رويترز» أن الرسوم الإضافية ستكون عبئاً ثقيلاً، قائلاً «ستكون كلفة إضافية كبيرة ما لم تُسجل زيادة في أسعار الصلب داخل السوق الأميركية».
ضمن ردها الطويل الأمد على هذه السياسات، أعلنت هيونداي ستيل في مارس آذار عن خطط لبناء مصنع بقيمة 5.8 مليار دولار في ولاية لويزيانا الأميركية، على أن يبدأ تشغيله في 2029.
وفي أبريل نيسان، وقعت بوسكو اتفاقاً مبدئياً للمساهمة في المشروع الاستثماري ذاته.
الهند أيضاً قلقة.. والألومنيوم في دائرة الخطر
في الهند، التي تعتمد بشدة على السوق الأميركية لتصدير الألومنيوم، حذر الاتحاد الهندي لصناعة المعادن من أثر سلبي كبير، وصرح بي كيه بهاتيا، المدير العام للاتحاد «هذه الخطوة ستُضر بالصادرات الهندية، السوق الأميركية هي الأهم بالنسبة لنا، ونتوقع خفض الرسوم عبر المفاوضات الجارية».
تُعد الولايات المتحدة أكبر مستورد للصلب في العالم خارج الاتحاد الأوروبي، إذ بلغت وارداتها 26.2 مليون طن في 2024، وفق وزارة التجارة الأميركية.
ومن المرجح أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى رفع أسعار الصلب في السوق المحلية الأميركية، ما ينعكس على قطاعات عدة منها السيارات والأجهزة المنزلية والبناء.
وقال تيسير جعفر، مؤسس مؤتمر «القمة العالمية للصلب» في دبي «ستدفع هذه الزيادة المصدرين لإعادة التفاوض مع المشترين الأميركيين حول من سيتحمل فرق الـ25 في المئة الجديدة في التكلفة».
تصعيد جديد يهدد التوازن التجاري الآسيوي
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس للأسواق العالمية، إذ تواجه سلاسل التوريد الصناعية ضغوطاً متزايدة.
ومع تصاعد الحروب التجارية، تبقى شركات الصلب الآسيوية عرضة للتقلبات السياسية الأميركية، وسط تحركات حذرة من سيئول وهانوي لحماية مصالحهما الاستراتيجية.