من السوق العالمي إلى السويد.. مؤشرات أزمة تضرب تسلا

السوق السويدية توجه ضربة قوية لتسلا في مايو (شترستوك)
من السوق العالمي إلى السويد.. مؤشرات أزمة تضرب تسلا
السوق السويدية توجه ضربة قوية لتسلا في مايو (شترستوك)

بدأت شركة «تسلا» عام 2025 على وقع نتائج مخيبة للآمال، مع تراجع مبيعاتها العالمية بواقع 13 في المئة في الربع الأول من العام، وعمّقت خسائرها مع هبوط أكثر حدة في أسواق أوروبية رئيسية مثل السويد وفرنسا.

انخفضت مبيعات السيارات الجديدة لشركة تسلا بشكل حاد في السويد خلال شهر مايو أيار، بواقع 53.7 في المئة على أساس سنوي، وفقاً لبيانات تسجيل المركبات الصادرة عن موبيليتي سويدن اليوم الاثنين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وبحسب البيانات التي نقلتها وكالة رويترز، قُدرت المبيعات بنحو 503 سيارات فقط من طرازات تسلا خلال الشهر، مقارنة بـ1087 سيارة بيعت في الشهر ذاته من عام 2024، ما يعكس انخفاضاً لافتاً في أداء الشركة داخل أحد الأسواق الأوروبية التي كانت سابقاً داعمة للسيارات الكهربائية.

عوامل تؤثر على الطلب

يأتي هذا التراجع في ظل عدة تحديات تواجهها تسلا في السوق السويدي، من بينها تزايد المنافسة من قبل شركات أوروبية وآسيوية تقدم سيارات كهربائية بأسعار تنافسية، فضلاً عن تباطؤ نمو سوق السيارات الكهربائية في بعض الدول الأوروبية نتيجة انتهاء أو تقليص الحوافز الحكومية، وارتفاع أسعار الفائدة، ما يؤثر على قرارات المستهلكين المتعلقة بالشراء.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وهذا التراجع في المبيعات لا يقتصر فقط على السويد، بل يندرج ضمن نمط أوسع من التباطؤ الذي تشهده أسواق السيارات الكهربائية في أوروبا خلال الأشهر الماضية، إذ هبطت مبيعات السيارات الجديدة في فرنسا خلال مايو 2025 أيضاً بنحو 12.3 في المئة.

وتحظى السويد بأهمية خاصة لتسلا نظراً لكونها من أوائل الدول الأوروبية التي تبنّت السيارات الكهربائية على نطاق واسع، إذ تمثل السيارات عديمة الانبعاثات جزءاً كبيراً من مبيعات السيارات الجديدة.

أزمة عالمية

خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2025، سلّمت تسلا 336681 سيارة حول العالم، مقارنةً بـ386810 سيارات خلال الربع الأول من عام 2024.

هذا التراجع في المبيعات يأتي في وقت تشهد فيه تسلا منافسة شديدة في أسواقها الرئيسية، لا سيما من الشركات الصينية مثل BYD، فضلاً عن التحديات اللوجستية وارتفاع تكاليف الإنتاج.

وعلى الصعيد المالي، تراجعت إيرادات تسلا من قطاع السيارات بنسبة 20 في المئة، في حين انخفض صافي دخلها بنسبة ضخمة بلغت 71 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ما أثار قلق المستثمرين، خاصة في ظل غياب محفزات واضحة لنمو قريب في ظل استمرار التباطؤ في مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً.

ولم تنعكس التحديات التشغيلية فقط في نتائج الأعمال، بل امتدت أيضاً إلى سوق الأسهم، حيث فقد سهم تسلا نحو 41% من قيمته حتى أبريل 2025، ما أدى إلى تبخر نحو 460 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة.

ويُعزى هذا الأداء الضعيف إلى عدة عوامل، من بينها تشبع بعض الأسواق الرئيسية، وتأخر في إطلاق نماذج جديدة، إضافة إلى ضغوط اقتصادية كلية مثل ارتفاع معدلات الفائدة وتباطؤ الإنفاق الاستهلاكي، وهو ما جعل السيارات الكهربائية أقل جاذبية في بعض الأسواق.

كما واجهت تسلا انتقادات بشأن ضعف الابتكار خلال العام الماضي، وسط تساؤلات عن مدى قدرة الشركة على الاستمرار في ريادة سوق السيارات الكهربائية في ظل منافسة باتت أكثر احترافية وجرأة من الشركات التقليدية والناشئة.

آفاق مستقبلية

تسعى تسلا لمواجهة هذه التحديات من خلال استراتيجيات تسعيرية مرنة وتوسيع شبكتها من مراكز الخدمة ومحطات الشحن السريع، كما من المتوقع أن تعزز الشركة حملاتها التسويقية وإطلاق نماذج محسّنة خلال النصف الثاني من العام لجذب شرائح جديدة من العملاء.

لكن يبقى نجاح هذه الجهود مرهوناً بقدرتها على مواكبة تطورات السوق الأوروبي والتغيرات في سلوك المستهلكين، لا سيما في ظل دخول مزيد من اللاعبين الجدد إلى سوق السيارات الكهربائية.