أعرب عدد من كبار التنفيذيين في شركة تسلا عن قلقهم العام الماضي بعد أن نفى إيلون ماسك تقريراً صحفياً يُفيد بإلغاء مشروع سيارة كهربائية منخفضة التكلفة بقيمة 25 ألف دولار كان المستثمرون ينتظرونه باعتباره محركاً رئيسياً للنمو، بحسب ما كشفته مصادر مطلعة لوكالة رويترز. ورغم أن ماسك نشر عبر منصة إكس أن «رويترز تكذب»، ما أوقف هبوط سهم تسلا بنسبة 6 في المئة، فإن المعلومات الداخلية تشير إلى أن المشروع، الذي أطلق عليه البعض اسم «موديل 2»، كان قد تم إلغاؤه بالفعل قبل أسابيع.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
التحول نحو الروبوتاكسي يربك الخطط
بحسب ثلاثة مصادر مطلعة ووثائق داخلية، تم توجيه الموظفين إلى التركيز بدلاً من ذلك على تطوير سيارات الأجرة الذاتية القيادة، أو ما يُعرف بالروبوتاكسي.
وقد دفعت هذه الخطوة بعض المديرين إلى التساؤل علناً إن كان ماسك قد غير رأيه، لكنه أكد لهم أن المشروع ما زال ملغى.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وبينما رأى بعض التنفيذيين أن تصريح ماسك العلني قد يضلل المستثمرين ويؤثّر في سمعة الشركة، فضّل آخرون اعتبار ذلك تكتيكاً مرناً ضمن استراتيجيات متغيرة بحسب السوق.
السهم يتذبذب والوعود تتأخر
ورغم نفي ماسك، أكدت تسلا لاحقاً للمستثمرين في تحديث رسمي أنها ما زالت تخطط لإطلاق نماذج جديدة منخفضة التكلفة، لكن وفقاً لوكالة رويترز، فإن الشركة تعمل فقط على نسخ مبسطة من موديل 3 وموديل واي، وليست بصدد تطوير منصة جديدة.
ومن المتوقع أن تُطرح هذه النماذج المعدلة في النصف الأول من 2025، إلّا أنها تأخرت عن الجدول الزمني، ولم يتم الإعلان بعد عن أسعارها.
قلق داخلي من مخالفة قواعد الإفصاح
أبدى بعض المسؤولين التنفيذيين في تسلا مخاوف من أن نفي ماسك العلني لإلغاء المشروع قد يضعه في مواجهة مع لجنة الأوراق المالية الأميركية، خاصة أن هذه السيارة كانت جزءاً من التوقعات المالية للمستثمرين.
وكان ماسك قد دفع غرامة قدرها 40 مليون دولار في 2018 بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي اعتُبر مضللاً، وهو ما دفع اللجنة لفرض إشراف قانوني مسبق على منشوراته المتعلقة بالأعمال.
مع ذلك، تقول مصادر قريبة من ماسك إنه يحتقر هذا الاتفاق، ويرى أنه لا حاجة إلى مراجعة منشوراته من قبل محامين.
وعود جديدة ومنافسة شرسة من الصين
في اليوم نفسه الذي نفى فيه تقرير رويترز، أعلن ماسك على منصة إكس موعد إطلاق روبوتاكسي في 8 أغسطس آب، ما أنعش السهم مجدداً في التداولات الليلية.
لكن الحدث تم تأجيله إلى أكتوبر تشرين الأول وأُحبطت التوقعات بعد استعراض سيارة من طراز سايبركاب ذات بابين لم تثر إعجاب السوق.
وفي ظل تأخر تسلا، بدأت علامات الفتور تظهر بين المستثمرين، إذ باع مدير صندوق فيوتشر فاند، غاري بلاك، حصته في الشركة، معبّراً عن خيبة أمله من أن "السيارة المنتظرة قد لا تكون سوى نسخة مبسطة من موديل واي.
تراجع في المبيعات وتفوق من بي واي دي الصينية
لم تطلق تسلا أي طراز جديد كلي منذ سنوات، وسجلت أول تراجع سنوي في مبيعات السيارات في 2024، كما تراجعت المبيعات بنسبة 13 في المئة في الربع الأول من 2025.
وفي أبريل نيسان، تفوقت شركة بي واي دي الصينية لأول مرة على تسلا في مبيعات أوروبا، حيث تقدم سياراتها الكهربائية بأسعار تبدأ من 10 آلاف دولار فقط في الصين.
ومع احتدام المنافسة وتنامي الانتقادات لدور ماسك في إدارة أعماله السياسية والتجارية، يبدو أن تسلا تواجه تحدياً كبيراً في الحفاظ على ريادتها في سوق السيارات الكهربائية.
{{ article.formatted_date }}
