في سوق المال، ليس كل ما يلمع ذهباً.. فتوزيعات الأرباح للشركات قد تتحول إلى آلة دعاية لتأجيل تفاقم المشكلات وإخفاء انهيار مقبل.
فأحياناً قد تشير التوزيعات السخية مقابل أرقام وإحصائيات أخرى إلى مشكلات داخلية قد تنفجر بأي وقت.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
فالتوزيعات السخية ليست دائماً دليلاً على الصحة، بل قد تكون استراتيجية إلهاءٍ محفوفة بالمخاطر، كمن يغلف السم بالعسل.
الوجه الخفي.. لماذا توزع الشركات المتعثرة؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
1. تخدير المستثمرين:
- كالطبيب الذي يصف مسكناً قوياً بدلاً من علاج المرض، تُلهي التوزيعات المستثمرين عن تقارير الخسائر المتراكمة.
- مثال: شركة تسجل انخفاضاً في مبيعاتها بنسبة 20%، لكنها تعلن توزيع أرباح قياسية! هنا يُصبح السؤال: من أين جاءت الأموال؟
2. الاستدانة لتمويل العطاء:
- تقترض بعض الشركات ديوناً جديدة لتمويل التوزيعات، كمن يبيع أثاث بيته ليُقامر في سوق الأسهم.
- مؤشر الخطر: زيادة نسبة المديونية مع تراجع التدفق النقدي الحر.
3. إنقاذ كبار المساهمين:
- حين يملك المديرون التنفيذيون أو المسيطرون حصصاً كبيرة، قد يضخون التوزيعات لاستخلاص أموالهم قبل انهيار السهم.
مؤشرات تكشف الستار:
- حال كانت التوزيعات > صافي الربح: كشجرة تُعطي ثماراً أكثر مما تمتصه جذورها من الأرض.
- حال انخفاض الاحتياطي النقدي: كأن ترى بحيرة تُوزع ماءها بينما ينخفض منسوبها بلا تعويض.
- حال تجميد الاستثمارات: فالتخلي عن التطوير والابتكار لتمويل التوزيعات، كمن يأكل بذور الزرع بدلاً أن يزرعها.
أمثلة من التاريخ:
- شركة جنرال إلكتريك (2017-2019):
واصلت توزيع أرباح باذخة رغم تراكم ديونها، حتى اضطرت لخفضها فجأة بنسبة 50%، فانهار السهم 40% في يوم واحد.
- شركات النفط الصخري (2015):
أقنعت المستثمرين بجدوى ديونها عبر توزيعات ساحرة، لكنها سقطت كأوراق الخريف حين انخفضت أسعار النفط.
لماذا يقع المستثمرون في الفخ؟
1. إدمان العائد السهل:
المستثمر الذي اعتاد «ريعاً شهرياً» من التوزيعات، يشبه مدمناً لا يرى سوى الجرعة التالية.
2. وهم الأمان:
ثقافة سائدة أن «الشركة الموزعة» = «شركة ناضجة ومستقرة»، لكن النضوج قد يكون شيخوخة مقنَّعة.
3. تجاهل السياق:
شركة في قطاع متراجع (مثل البتروكيماويات التقليدية) تُوزع أرباحاً من بيع أصولها، كمن يبيع أعضاء جسده ليُطعم أبناءه!
كيف تحمي نفسك؟
ابحث عن نسبة التوزيع إلى التدفق النقدي (ينبغي أن تكون < 80%).
- شكّك في السخاء المفاجئ:
- إذا زادت التوزيعات بنسبة 30% بينما أرباحها نمت 5% فقط، فهذا إنذار أحمر.
- تتبع مصدر الأموال:
هل التوزيعات تأتي من أرباح حقيقية أم من بيع الأصول أو الاقتراض؟
في أسواق الخليج، تغيب الظاهرة محل القصة لتشديد معايير الحوكمة الدورية ودور الرقابة التشريعي الملزم بالإفصاحات الدورية والإعلان عن المستجدات المالية من رسملة وديون.