الأحفاد يبعثرون ثروة العائلة.. لعنة الجيل الثالث تدمر الشركات

على طبق من ذهب.. الأحفاد يقدمون إرث العائلة للآخرين.. لعنة الجيل الثالث (رويترز)
على طبق من ذهب..الأحفاد يقدمون ورث العائلة للآخرين..لعنة الجيل الثالث
على طبق من ذهب.. الأحفاد يقدمون إرث العائلة للآخرين.. لعنة الجيل الثالث (رويترز)

ليس شرطاً كما توارث أبناؤك عينيك أو لون شعرك أو طولك أو حجمك، أن يرثوا أيضاً قدرتك على الإدارة، وحتى إن ورثوها هي الأخرى، لا تستطيع أن تجزم أن يرثها أيضاً الأحفاد، وإذا أردت دليلاً عليك النظر إلى الماضي، لتتأكد من أن التركة قد لا تستمر طويلاً أو قد ترسو بنهاية الرحلة على شاطئ أشخاص أخر يعيدون إدارتها بطريقتهم الخاصة.

وفقاً لتقرير معهد سي إف إيه، تفقد 70 بالمئة من العائلات الثرية ثرواتها مع الجيل الثاني (الأبناء)، و90 بالمئة مع الجيل الثالث (الأحفاد)، وهي ما تعرف بلعنة الجيل الثالث، الذي ينقل عائلته من الثراء الفاحش إلى الفقر المدقع في بعض الأحيان.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

نظرة على التاريخ

إذا نظرنا إلى التاريخ نجد الكثير من الشركات التي تقهقرت عندما انتقلت الإدارة إلى الأجيال التالية وسط محاولات لتقسيم الورث أو سوء الإدارة أو الافتقار إلى الشغف بنفس طبيعة عمل شركة العائلة الذي صنعها في البداية، لتفهم القصة سأطرح عليك مثالين.

الأول عمره قرن، ويأتي من إيطاليا يحمل حقائب ثمينة وغالية السعر وأحذية لامعة وملابس أسعارها تقضي حاجة أسر فقيرة كاملة، وعليها شعار لشركة «غوتشي»، هذه الشركة التي بدأت على يد صاحبها غوتشيو غوتشي عام 1921، بعدما كان حاملاً للحقائب في فندق سافوي بلندن.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

انتقلت ثروة غوتشيو إلى الأبناء وعلى يد ابنه ألدو، توسعت العلامة التجارية لتصبح ظاهرة عالمية، ولكن لم يدم ذلك طويلاً فالجيل الثالث -أي الأحفاد- بدأ يظهر على الساحة ليدمر كل شيء.

ورث حفيد غوتشيو ماوريتسيو 50 بالمئة من الشركة، وبهدف عمل تغيير جذري للعلامة التجارية، استغل الخلافات العائلية ليدفع صندوق الاستثمار الخليجي «إنفستكورب» لشراء حصص أفراد العائلة الآخرين.

عمل ماوريتسيو وإنفستكورب، معاً على تحقيق هذا التحول، ولكن لم يكن التعافي بالسرعة التي توقعها المستثمرون.

لتأتي النقطة الفاصلة هنا، وهي أن ماوريتسيو، الرئيس التنفيذي لشركة غوتشي آنذاك، على استعداد للتنحي جانباً وقبول دور رئيس مجلس الإدارة والسماح للإدارة المحترفة بالقيام بمهمة إعادة الهيكلة.

وفي النهاية، طُرد ماوريتسيو وأُجبر على بيع حصته البالغة 50 بالمئة إلى إنفستكورب في عام 1993 مقابل نحو 120 مليون دولار، واستحوذت عليها في 2019 مجموعة كيرينغ الفاخرة لتعيد مجد العلامة الإيطالية، والآن لا يوجد أي فرد من عائلة غوتشي له دور في العلامة التجارية، وصلت إيرادات الشركة إلى 7.7 مليار دولار في 2024.

أوليمبيك غروب تختفي مع شغف مختلف للأحفاد

بخمسة جنيهات مصرية، شارك عبدالله سلام صديقه شارل بالادجي في مركز صيانة في عام 1939 لتتحول إلى شركة كبيرة بجهوده وجهود أبنائه من بعده.

ولكن بظهور الجيل الثالث، بيعت أوليمبك غروب العريقة لشركة إلكترولكس السويدية في عام 2011 بعد 72 عاماً من إنشائها في صفقة تجاوزت 2.4 مليار جنيه مصري.

ويرجع السبب إلى اختلاف شغف الأحفاد عن آبائهم أو أجدادهم، فمثلاً عبدالله سلام الحفيد أسس شركة مدينة نصر للتطوير العقاري التي أصبحت الآن مدينة مصر للتطوير العقاري وهي إحدى أهم الشركات في مجالها في مصر.