ارتفعت أسهم شركة تسلا بعد أن استعادت جزءاً من خسائرها الحادة، مع تراجع حدة الخلاف بين الرئيس التنفيذي إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما خفف من قلق المستثمرين بشأن التداعيات السياسية المحتملة على شركة السيارات الكهربائية.
وصعد السهم بنحو 5% في التعاملات المبكرة، وكانت صحيفة «بوليتيكو» قد أفادت بأن ماسك وترامب كان من المتوقع أن يجريا محادثة هاتفية يوم الجمعة، لكن مسؤولاً في البيت الأبيض نفى ذلك لوكالة «رويترز»، مؤكداً أنه لا توجد خطط لأي اتصال.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقد أشار ماسك عبر منصته «إكس» إلى استعداده لتخفيف التوتر مع ترامب، إذ أيد تصريحات أدلى بها مدير صناديق التحوط بيل أكمان، دعا فيها إلى تهدئة الأجواء بين الجانبين.
وكان الخلاف العلني بين أغنى رجل في العالم ورئيس أقوى دولة قد محا أكثر من 150 مليار دولار من القيمة السوقية لتسلا خلال يوم واحد فقط – وهو أكبر تراجع يومي في تاريخ الشركة، في المقابل، حقق المستثمرون الذين راهنوا على انخفاض السهم (Short-sellers) أرباحاً تُقدر بنحو 4 مليارات دولار، وهو ثاني أكبر مكسب يومي مسجل، بحسب بيانات شركة «أورتيكس» Ortex.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقد تصاعد التوتر بعد أن زاد ماسك من انتقاده لمشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي يقوده ترامب، والذي يقترح إنهاء الحوافز الضريبية البالغة 7500 دولار على السيارات الكهربائية بحلول نهاية عام 2025.
ورد ترامب بالإشارة إلى إمكانية خفض العقود الحكومية الممنوحة لشركات ماسك، بما فيها شركة «سبيس إكس» المختصة بصناعة الصواريخ الفضائية.
وفي هذا السياق، قال المستثمر ماثيو بريتزمان، المحلل في شركة «هارغريفز لانسداون»: «قد يكون من السابق لأوانه التوقع بأن علاقتهما ستعود كما كانت، لكن إذا سادت لغة العقل وهدأت التوترات، فسيكون ذلك بالتأكيد تطوراً إيجابياً كبيراً بالنسبة لتسلا».
مخاطر سياسية وقيمة سوقية مرتفعة
الدخول في صدام مباشر مع ترامب قد يُشكل عقبات كبيرة أمام تسلا، وكذلك أمام بقية إمبراطورية ماسك التجارية، إذ تخضع تصميمات المركبات لمعايير وزارة النقل الأميركية، والتي سيكون لها الكلمة الفصل في ما إذا كانت تسلا ستُمنح الضوء الأخضر لإنتاج سيارات «روبوتاكسي» ذاتية القيادة بدون دواسات أو عجلة قيادة.
ولم ترد تسلا فوراً على طلب للتعليق بشأن الاتصال المحتمل بين ماسك وترامب.
وتراجعت أسهم تسلا بنسبة 29.5% منذ بداية العام، بعد انخفاض بنسبة 14% يوم الخميس وحده، ورغم هذا التراجع، لا تزال أسهم تسلا تُتداول عند مضاعف ربحية يبلغ 120 مرة للأرباح المتوقعة، وهي نسبة مرتفعة مقارنةً بشركات صناعة السيارات الأخرى وحتى بعض عمالقة التكنولوجيا مثل «إنفيديا».
وكان السهم قد شهد تقلبات حادة منذ يوليو الماضي، عندما أعلن ماسك دعمه لحملة ترامب الرئاسية، وقد قفز السهم حينها وسط توقعات بخفوت القيود التنظيمية على قطاع «الروبوتاكسي»، لكنه تراجع لاحقاً بسبب ضعف المبيعات وتأثير مواقف ماسك السياسية على صورة العلامة التجارية.
ويعتقد بعض المحللين أن هذا الخلاف سيزول قريباً، نظراً لأنه لا يخدم مصلحة أي من الطرفين.
وقالت فيونا سينكوتا، المحللة في «سيتي إندكس»: «من الواضح أن هذه التهديدات مستبعدة من أن تُنفذ فعلياً، لا أتوقع أن يتصاعد الأمر لأكثر من مجرد حرب كلامية لبضعة أيام».