«متداولو فوردو».. الدولار يقصف الجميع والنفط يفور فوق حد الغليان

«متداولو فوردو».. الدولار يقصف الجميع والنفط يفور فوق حد الغليان

«متداولو» فوردو هم أكثر من تابعوا الأخبار العاجلة بشغف لحظة بلحظة، منذ أن هزّت الضربة الأميركية منشأة فوردو النووية الإيرانية، ضاربةً بقاذفة الشبح B2 تحت ما تحت الأرض بمطرقة من نار.

بينما كان الانفجار هائلاً تحت الأرض، كانت أسواق المال العالمية فوق الأرض في حالة تجمّد.. الأسواق مغلقة رسمياً، لكنها مفتوحة ذهنياً على مصراعيها.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

«متداولو فوردو»، عانقت أعينهم الشاشات الصامتة، وعاينت المؤشرات المتوقفة، وانكبّوا على دراسة الخرائط الجيوسياسية التي تموضعت على مكاتب المتداولين، فتحولت أخبار القصف إلى مؤشرات قابلة للشراء والبيع.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

لم تكن عطلة نهاية الأسبوع وقتاً للراحة بالنسبة لمتداولي فوردو، بل كانت مذاكرة مكثّفة لأخطر اختبار، وهو اختيار لحظة وفجوة الافتتاح.

فجوة الافتتاح

الجميع من «متداولي فوردو» ظل يراقب، ليس الأسعار فقط، بل ما إذا كانت تحليلاتهم ستصمد أمام هجمة الواقع. هل سينفجر النفط من أول شمعة؟ هل يركض الدولار باحثاً عن ملاذات جديدة؟

لقد كان المتداولون، على جبهة أخرى من جبهات القصف، جبهة الشاشات التي لا تقلّ اشتعالاً عن فوهات الصواريخ، فكل نقطة سعرية تحوّلت إلى شظية محتملة، وكل صفقة كانت مقامرة محسوبة تحت ضوء لهب سياسي.

هؤلاء هم «متداولو ضربة فوردو التاريخية». لم يناموا حين نامت البورصات، بل سهروا لاستشراف أول لحظة تفتح فيها الأسواق أعينها على مشهد جديد.

بعضهم دخل السوق بثقة، وبعضهم بحذر، وآخرون لم يدخلوا أبداً.. لكن الجميع كان يعرف: هذه ليست جلسة تداول عادية، إنها لحظة نادرة في روزنامة التاريخ المالي.

وفي أول شمعة لتداولات اليوم الاثنين، قصف الدولار العملات كلها، فشاهدنا زوج الدولار والين الياباني إلى 147.797 بعد أن أغلق ما قبل الضربة عند 146.145، أما الدولار إسترليني فعايناه عند مستويات 1.3375 بعد أن أغلق ختام الأسبوع الماضي عند مستويات 1.3450، أما اليورو دولار فبلغ بنا إلى مستويات 1.1454 بعد أن أغلق ختام الأسبوع الماضي عند 1.1522.

الفجوة كانت كبيرة والمكاسب عظيمة، والأرباح عرفت طريق من خطط لتداول «فوردو»

فوران النفط لا ينضب بعد ضربة فوردو

مع أولى لحظات تداول فجر الاثنين عقب الضربة الأميركية التي استهدفت منشأة فوردو النووية، كان أثر الفجوة الصاعدة على الرابحين برداً وسلاماً.. حصاد كبير مستحق.. فوران النفط لا ينضب.

لم تكن ضربة فوردو مجرد حدث عابر في خارطة التوترات الجيوسياسية، بل شرارة أشعلت نيران الأسعار من تحت ما تحت الأرض.. لقد شاهدنا مستويات 77 دولاراً.. قبل أيام قليلة كنا عند الـ55 دولاراً.

فالعقود الآجلة للنفط الأميركي قفزت إلى 77.10 دولار للبرميل بعد أن أغلق عند 73.9 دولار للبرميل، كما أن العقود الآجلة لخام برنت قفزت إلى 77.7 دولار للبرميل بعد أن أغلق عند 75.69 دولار للبرميل.

الفجوة كانت كبيرة والمكاسب عظيمة، والأرباح عرفت طريق من خطط لتداول «فوردو»

فوران النفط لا ينضب والسعر لا يعرف نهاية للغليان، والتحولات السياسية العميقة تغذي موجة مستمرة من القلق والطلب على الملاذات الآمنة. النفط ليس مجرد سلعة، بل صوت الصراع الذي يتردد في كل برميل يُضخ أو يُخزّن.

في أعقاب فوردو، تجسدت حقيقة واحدة، وهي أن النفط هو نبض الاقتصاد العالمي، والهواء الساخن الذي يتحرك في غرفة المفاوضات الدولية، ولا ينفك عن التفاعل مع كلّ حدث، وبينما يبقى فوران النفط لا ينضب، تتجه أنظار المتعاملين نحو المدى البعيد، بانتظار أن تسكن عواصف السياسة، فتعود الأسواق إلى هدوئها... الذي لا يبدو قريباً.