في 3 أشهر.. كيف قفزت وول ستريت من الهاوية إلى القمة؟

وول ستريت تقفز من الهاوية إلى القمة والأسهم الأميركية تحلّق مقابل هبوط تاريخي للدولار (CNN)
وول ستريت تقفز من الهاوية إلى القمة والأسهم الأميركية تحلّق مقابل هبوط تاريخي للدولار
وول ستريت تقفز من الهاوية إلى القمة والأسهم الأميركية تحلّق مقابل هبوط تاريخي للدولار (CNN)

ثلاثة أشهر فقط كانت كافية لتبدّل المزاج تماماً في وول ستريت، ما بدأ بفوضى مالية وذعر من الركود بفعل سياسات ترامب الجمركية، انتهى بانتعاش مذهل دفع مؤشري أس آند بي 500 وناسداك إلى مستويات قياسية جديدة مع نهاية الربع الثاني من العام.

ارتفع مؤشر أس آند بي 500 بنسبة 10 في المئة خلال الربع الثاني بعد أن تراجع بأكثر من 4.5 في المئة في الربع الأول.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

سجّل المؤشر قفزة بلغت 24 في المئة منذ أدنى مستوى له في أبريل نيسان، ما أعاد الثقة إلى المستثمرين، رغم استمرار الغموض حول مسار الاقتصاد الأميركي.

أما مؤشر ناسداك الثقيل بأسهم التكنولوجيا، فقفز بنحو 33 في المئة منذ أبريل نيسان، مدفوعاً بالتفاؤل المتجدد حول الذكاء الاصطناعي، لا سيما من شركات مثل إنفيديا ومايكروسوفت.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في 3 أشهر.. كيف قفزت وول ستريت من الهاوية إلى القمة؟

يرى المحللون أن القطاعات التي تعرضت لأقسى الضربات في بداية العام كانت أيضاً هي المحرك الرئيسي للارتداد القوي في مايو أيار ويونيو حزيران، مع تراجع حدة الذعر من الرسوم الجمركية.

لكن في الجهة المقابلة، يتهاوى الدولار الأميركي بأسرع وتيرة له منذ عقود، فقد خسر مؤشر الدولار 6.6 في المئة في الربع الثاني، ليصل إجمالي التراجع في النصف الأول من 2025 إلى 10 في المئة، وهي أسوأ بداية سنوية منذ عام 1973.

ارتفع اليورو بنحو 13 في المئة أمام الدولار، والجنيه الإسترليني بـ9 في المئة، في حين أصبحت الثقة في الدولار كملاذ آمن موضع تساؤل.

وفي خضم هذا التحوّل، تراجع مؤشر التقلبات (VIX) الذي يُعرف بـ«مؤشر الخوف»، بعد أن قفز في أبريل نيسان إلى مستويات لم تُسجل سوى في أزمة كوفيد والأزمة المالية العالمية، الآن عاد المؤشر ليستقر حول 17 نقطة، بعد أن تجاوز 50 في ذروة التوترات.

حتى سوق السندات التي كانت تحت ضغط مخاوف عزوف المستثمرين الدوليين، شهدت بعض الهدوء مع عودة الاهتمام بمزاد سندات الـ30 عاماً. العوائد استقرت عند 4.25 في المئة لسندات العشر سنوات، و4.81 في المئة لسندات الثلاثين عاماً.

في 3 أشهر.. كيف قفزت وول ستريت من الهاوية إلى القمة؟

أما أسعار النفط، فقد ارتفعت بشكل حاد منتصف يونيو حزيران على خلفية التوتر بين إسرائيل وإيران، لكنها عادت إلى التراجع بعد هدوء الأوضاع.

استقر خام غرب تكساس عند 65.40 دولار للبرميل، في حين تداول خام برنت قرب 66.83 دولار.

ومع كل هذه التقلبات، يظل السؤال الأهم: ما التالي؟ كان المستثمرون الأفراد هم المحرك الأبرز للارتفاع الأخير، إذ ضخوا أكثر من 3.2 مليار دولار في الأسهم بين 18 و24 يونيو حزيران.

بينما لا يزال المستثمرون الكبار مترددين ويبحثون عن اللحظة المناسبة للدخول، في وقت تظل فيه أسعار الأسهم مرتفعة نسبياً.

يرى الخبراء أن الارتفاعات المقبلة قد تكون أبطأ، لكنها مرشحة للاستمرار. فالمستثمرون لا يزالون يحتفظون بالسيولة، ومع غياب إشارات واضحة من الاحتياطي الفيدرالي، قد تتحرك الأسواق استجابة لأي مفاجآت من البيانات الاقتصادية.

بشكل عام، تُظهر وول ستريت مرة أخرى قدرتها على امتصاص الصدمات. من القلق العميق إلى النشوة، لم تحتج الأسواق سوى إلى فصل واحد فقط لقلب المعادلة، لكنّ التحديات باقية، من تذبذب الدولار إلى الغموض حول مسار النمو وأسعار الفائدة.