في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى تخفيضات الفائدة وتحركات الاحتياطي الفيدرالي، تطلق بلاك روك، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، تحذيراً لافتاً من أن تراكم الدين الحكومي في أميركا بات يشكّل التهديد الأكبر لمكانة البلاد في النظام المالي العالمي. في مذكرتها الفصلية حول سوق السندات، حذّرت بلاك روك من أن تزايد الاقتراض الأميركي قد يؤدي إلى عزوف المستثمرين عن الأصول الأميركية الأساسية، مثل السندات طويلة الأجل والدولار، وهو ما يعزز الحاجة إلى تنويع المحافظ الاستثمارية نحو خارج الحدود الأميركية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
التحذير لا يأتي من فراغ؛ تواصل الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، طرح حزمة اقتصادية تتضمن إنفاقاً ضخماً وسط حرب تجارية جديدة تتسبب في اضطراب الأسواق.
ويجري الكونغرس حالياً نقاشاً حول مشروع قانون ضريبي وإنفاقي يُتوقع أن يضيف نحو 5 تريليونات دولار إلى الدين الحكومي خلال العقد المقبل، ليرتفع الإجمالي إلى أكثر من 36 تريليون دولار.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في ظل هذه المؤشرات، ترى بلاك روك أن العلاقة التقليدية بين اتجاه عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل وسياسات الفائدة قد تتفكك، إذ يمكن أن ترتفع العوائد حتى مع خفض أسعار الفائدة، نتيجة التخمة في المعروض وانخفاض شهية المستثمرين، سواء من قبل الاحتياطي الفيدرالي أو البنوك المركزية الأجنبية.
أشار مديرو بلاك روك إلى أن الإنفاق الحكومي المتزايد بات يوجَّه بشكل أكبر لسداد فوائد الدين، في وقت تراجعت فيه مشاركة المستثمرين الأجانب، فيما تُصدر وزارة الخزانة أكثر من نصف تريليون دولار من السندات أسبوعياً.
تعتبر التوصية الأبرز التي خرج بها التقرير هي تقليص الاعتماد على السندات الأميركية طويلة الأجل، وزيادة الانكشاف على السندات قصيرة الأجل التي قد تستفيد من خفض الفائدة، مع توسيع قاعدة الاستثمارات إلى ما وراء الحدود الأميركية.
الخلاصة، ما يحدث في سوق الدين الأميركي لم يعد شأناً داخلياً، مع تضخم الفاتورة ومع تراجع جاذبية الدولار والسندات طويلة الأجل، قد تترنح المكانة التاريخية لأميركا في الأسواق العالمية، ما لم يتم تدارك مسار العجز والتضخم في الوقت المناسب.