{{ article.article_title }}

{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
author image clock

{{ article.author_name }}

{{ article.author_info.author_description }}

في عهد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، أصبحت سياسة الهجرة جزءاً من برنامج تلفزيوني يومي، حيث تُعرض عمليات الترحيل وكأنها مشاهد درامية معدة خصيصاً للمشاهدين، من خلال نشر صور وفيديوهات لعمليات الإنفاذ عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المؤيدة له، أصبح «تلفزيون الترحيل» سمة مميزة لنهج ترامب في التعامل مع قضايا الهجرة، هذا الأسلوب لا يقتصر على التنفيذ الفعلي للعمليات، بل يركز على استغلال القوة الإعلامية لإرسال رسائل سياسية واضحة، مع تعزيز صورة ترامب كمدافع عن حدود البلاد في مواجهة المهاجرين غير الشرعيين. 

كل رئيس يشرف على عمليات ترحيل المهاجرين غير الموثقين، لكن الرئيس دونالد ترامب يُنتج ما يمكن تسميته بـ«تلفزيون الترحيل»، حيث يحرص على أن يشهد الناس في جميع أنحاء العالم سياسة الهجرة الخاصة به وهي قيد التنفيذ. 

تتميز عمليات الهجرة التي تنفذها الإدارة الحالية بطابع «معد خصيصاً للتلفزيون»، حيث تم السماح للوسائل الإعلامية المقربة من ترامب بمرافقة عملاء إنفاذ القانون في الأيام الأخيرة، كما أن هذه العمليات تحمل طابعاً «معداً للإنترنت» أيضاً، حيث يشارك المسؤولون صوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرحلات الترحيل وانتشار القوات على الحدود. 

على سبيل المثال، صباح يوم الثلاثاء، نشرت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نوم مقاطع فيديو وصور عبر منصة «إكس» عن عملية إنفاذ في منطقة برونكس، وتحدثت نوم بأسلوب المذيعة الإخبارية، قائلةً: «أنا مباشرة هذا الصباح من نيويورك»، وفي غضون دقائق أصبحت مقاطع الفيديو الخبر الرئيسي على شبكة «فوكس نيوز»، وهي الشبكة الرئيسية المؤيدة لترامب في البلاد. 

وقالت «آبي فيليب»، مقدمة برنامج «نيوز نايت» على شبكة CNN يوم الاثنين، إن «الرئيس ترامب هو بالتأكيد منتج تلفزيوني، وهذه قصة يريد أن يشاهدها الجمهور الأميركي بأسره: عملاء (آيس) في مدن قريبة منك، مزودين بمعدات عسكرية، يقومون باحتجاز المهاجرين الذين تصفهم إدارة ترامب بأنهم خطرون». 

ويقول مسؤولو إدارة ترامب إن المنشورات عبر «إكس» والبرامج التلفزيونية تهدف جزئياً إلى ردع الناس عن المجيء إلى الولايات المتحدة، كما أن هذه الإجراءات المُعلنة بشكل واسع تهدف أيضاً إلى إثبات أن ترامب ينفذ وعوده الانتخابية. 

في الأسبوع الماضي، منح مراسل «فوكس» بيل ميليوجين «وصولاً حصرياً» إلى دورية إدارة الهجرة والجمارك «آيس» في بوسطن، أظهر تقرير ميليوجين العملاء الفيدراليين وهم يعتقلون رجلاً عنيفاً، قال: «لن أعود إلى هايتي! هل تفهم؟». 

وقد لاقى هذا المقطع اهتماماً كبيراً على «فوكس» وعبر الإنترنت، بينما استغل توم هومان، المسؤول عن حدود ترامب، هذه اللحظة قائلاً: «هو على خطأ، سيعود إلى هايتي، يمكنني أن أخبره بذلك». 

في عطلة نهاية الأسبوع، نظمت إدارة ترامب رحلة أخرى لمرافقة، وهذه المرة في شيكاغو، لنجم برنامج «توك شو» النهاري الدكتور فيل مكغراو. 

مكغراو، الذي أيد ترامب خلال حملة 2024، قام ببث مباشر لبعض عمليات الهجرة عبر شبكته الخاصة «ميريت تي في»، وفي إحدى اللحظات، تم التعرف عليه من قبل أحد الأشخاص الذين كانوا قيد الاحتجاز، وهو مشهد سريالي كتب عنه «فوكس» لاحقاً. 

لم تروج شبكة مكغراو التلفزيونية كثيراً لـ«تغطية» هذه العملية، ولكن وجوده غير التقليدي في مداهمة «آيس» حظي بتغطية إعلامية واسعة في أماكن أخرى، وقال مكغراو في وقت لاحق لصحيفة «شيكاغو تريبيون» إنه كان هناك من أجل «الشفافية». 

وأضاف: «الشفافية ستكون مهمة لكي يفهم الناس ما يحدث وما لا يحدث، لقد قرأت الكثير من الأشياء عن مداهمة الأحياء واحتجاز الشركات والمدارس وما إلى ذلك، هذا ببساطة غير صحيح، هذا لا يحدث». 

كما أفادت شبكة CNN هذا الأسبوع بأن بعض العملاء الفيدراليين الذين يساعدون في هذه العمليات تم إخبارهم بأن يكونوا جاهزين أمام الكاميرات، مع ملابس تُظهر بوضوح وكالاتهم المعنية، وكل هذا يسهم في «عرض القوة»، وهي عبارة تم استخدامها مراراً في التغطية الإخبارية في الأيام الأخيرة. 

تؤكد سياسة إدارة ترامب على الفرق بين العرض والإخبار، بينما استخدمت الإدارات السابقة مجموعة واسعة من جهود إنفاذ الهجرة، وأبلغت الجمهور بذلك، فإن إدارة ترامب تركز على «العرض»، معترفةً بأن ما يراه الناخبون وكيف يشعرون به هو أمر ذو أهمية سياسية. 

خلال سنوات الرئيس جو بايدن في منصبه، أبرزت وسائل الإعلام اليمينية التهديدات المتعلقة بالهجرة؛ وقال ترامب في حملته الانتخابية: «نحن نسميها جريمة المهاجرين في عهد بايدن»، معيداً ترديد ما يقوله مذيعو «فوكس». 

الآن، مع عودة ترامب إلى المنصب، خفَّت درجة الخوف على «فوكس»، حيث يعيد برامج الشبكة تكرار خطاب الإدارة حول إزالة «الأشخاص الأسوأ أولاً»، في إشارة إلى أولئك الذين لديهم قائمة طويلة من الإدانات الجنائية، وقد وجد العديد من الباحثين الذين قاموا بتحليل الأرقام أنه لا يوجد ارتباط بين الهجرة والجريمة، بل إن البعض قد اكتشف أن المهاجرين أقل عرضة لارتكاب الجرائم مقارنةً بالمواليد في الولايات المتحدة. 

تعبير منتشر على موقع «بلو سكاي» للتواصل الاجتماعي لخص الشعور السائد لدى اليسار يوم الاثنين: «الرئيس الذي يدير برنامجاً واقعياً يُنتج الآن برامج صغيرة (واقعية) لإرضاء الفضول المفرط للأميركيين، مدركاً أن عدداً كبيراً من الناس يجدون متعة في مشاهدة معاناة الآخرين». 

لكن على «إكس»، حيث الحسابات اليمينية تهيمن، كان الشعور السائد هو الحماس، حيث تقوم حسابات مثل @LibsOfTikTok بإعادة نشر إحصائيات دوريات إدارة الهجرة والجمارك «آيس» حول الاعتقالات وتعبر عن ارتياحها لترحيل المجرمين. 

سألت المذيعة في شبكة CNN، كايتلان كولينز، هومان مساء الاثنين عن معاملة عمليات الهجرة «كلحظات معدة للتلفزيون». 

فأجاب هومان «نحن نرسل رسالة، ليس من المقبول أن تكون في هذا البلد بشكل غير قانوني، ليس من المقبول دخول هذا البلد بشكل غير قانوني، إنه جريمة، وسوف تكون هناك عواقب».

(بريان ستيلتر، CNN)