منذ فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات في نوفمبر، كانت الشركات حول العالم تستعد لزيادة التعريفات الجمركية، وهي وعد رئيسي قطعه ترامب في اليوم الأول من ولايته الجديدة التي بدأت 20 يناير 2025.
لكن بعد مرور أكثر من أسبوع على توليه الرئاسة، لم يفرض ترامب أي تعريفة جمركية جديدة.
لكن ذلك قد يتغير بحلول الساعة 11:59 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم السبت (5 صباح الأحد بتوقيت غرينتش)، وهو الموعد النهائي الذي حدده ترامب لفرض تعريفة بنسبة 25% على جميع السلع المكسيكية والكندية، وربما تعريفة بنسبة 10% على جميع السلع الصينية.
وقال ترامب إن التعريفات ستُفرض كوسيلة لمعاقبة الدول الثلاث، التي يزعم أنها مسؤولة عن مساعدة الأشخاص على دخول البلاد بشكل غير قانوني وتوريد الفنتانيل الذي يُستهلك في الولايات المتحدة.
وفي حديثه للصحفيين من المكتب البيضاوي يوم الخميس، قال ترامب إنه جاد في تهديداته، خاصة بشأن التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا، فهل يجب تصديقه؟
الجواب نعم ولا، كما قال وزير التجارة السابق في إدارة ترامب، ويلبر روس.
وأضاف روس في مقابلة مع شبكة CNN أن تهديد التعريفات الجمركية الشاملة ربما يكون مبالغاً فيه، «من المحتمل أن تكون هناك استثناءات، لأن هناك بعض السلع التي لا تُصنع هنا، ولن تُصنع هنا، وبالتالي لا توجد فائدة في فرض التعريفات عليها».
وأشار روس، الذي كان أحد أعضاء الحكومة الأولى لترامب الذين حافظوا على مناصبهم طوال فترة الولاية، إلى أنه كان يدافع عن مثل هذه الاستثناءات عندما كان يقدم المشورة لترامب بشأن سياسات التعريفة.
وزير الخزانة سكوت بيسنت يؤيد أيضاً نهجاً تدريجياً مع منح استثناءات لبعض السلع، وفقاً لما ذكره في جلسة تأكيد تعيينه، لكن هوارد لوتنيك، مرشح ترامب لقيادة وزارة التجارة، قال إنه يؤيد نهج التعريفات الشاملة، وأضاف روس أن لكل منهما إيجابيات وسلبيات.
وقال روس: «عندما فرضنا تعريفة على الصلب، تلقينا 11,000 طلب استثناء، لكن لا يوجد 11,000 طلب مشروع»، مشيراً إلى التعريفة بنسبة 25% التي فرضها ترامب على واردات الصلب من معظم الدول إلى الولايات المتحدة في عام 2018، ما لم تستوفِ بعض معايير الاستثناء، وأضاف أنه تم رفض العديد من هذه الطلبات.
وأضاف أيضاً أن الاستثناءات لبعض منتجات البلدان أو السلع أدت بسرعة إلى «سلسلة من المشكلات»، كما وصفها.
وقال روس: «كلما وضعت شيئاً، ستعمل هذه العقول الذكية في الخارج على إيجاد طريقة للالتفاف عليها، هل سأتجاوزها بالتحويل؟ هل سأتجاوزها بتعديل تافه؟» ولهذا السبب يرى روس أن هناك بعض القيمة في أن يتبع ترامب في بعض الحالات سياسة التعريفات الجمركية الشاملة.
ويُعرف روس في عالم الأعمال بلقب «ملك الإفلاس» بسبب قدرته على شراء الشركات شبه المفلسة وتحويلها إلى شركات مربحة ثم يبيعها لاحقاً، وقال روس إن ترامب «جاد دائماً» عندما يتعلق الأمر بالتهديدات التي يطلقها، ومع ذلك، هناك بعض التكهنات بأن ترامب قد يستخدم التعريفات كتكتيك تفاوضي ولن يتابع تنفيذها.
وكان هذا هو الحال مع كولومبيا الأسبوع الماضي، بعد ساعات من إصدار ترامب أوامر بفرض تعريفة جمركية مرتفعة على السلع الكولومبية بعد أن رفضت البلاد في البداية قبول الطائرات التي تحمل مهاجرين مرحلين، تم سحب التعريفات من الطاولة، وأصدر البيت الأبيض بياناً يقول إن كولومبيا وافقت على «جميع شروط الرئيس ترامب».
وقال روس إنه من المحتمل أن تكون هذه التجربة شائعة مع دول أخرى تعهد ترامب بفرض التعريفات عليها، «في بعض الأحيان يمكنك الحصول على معظم ما تحتاج إليه دون فرض التعريفات».
على سبيل المثال، قال روس إنه بمساعدة سفراء الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا، تمكن من إقناع قادة شركات السيارات الأوروبية ببناء المزيد من منشآت إنتاج السيارات في الولايات المتحدة مقابل تجنب التعريفات الجمركية على سياراتهم.
أما بشأن ما سيوقعه ترامب ليصبح قانوناً هذا الأسبوع، فقال روس «لا أحد يعرف حقاً ماذا سيفعل»، وذلك في حدث نظمته «جمعية اليابان» الأسبوع الماضي، وأضاف روس أن ترامب يدرك أن «الخوف من المجهول هو أقوى مخاوف البشر»، وهو ما يستغلّه بشكل كامل.