في عالم يعاني من تصاعد النزاعات والتشرذم، تبرز الحاجة الملحّة إلى تعزيز قيم الأخوة الإنسانية كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق، خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 4 فبراير من كل عام «يوماً دولياً للأخوة الإنسانية»، بمبادرة قادتها دولتا الإمارات ومصر منذ عام 2020، ليكون محطة سنوية لترسيخ مبادئ التضامن والتعايش.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
احتفاء عالمي بالأخوّة الإنسانية
بمناسبة الذكرى السادسة لتوقيع «وثيقة الأخوّة الإنسانية»، انعقدت النسخة الثانية من «مجلس الأخوّة الإنسانية» بتنظيم جائزة زايد للأخوّة الإنسانية، وبالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، ومجلس حكماء المسلمين، وبيت العائلة الإبراهيمية، واللجنة العليا للأخوّة الإنسانية.
وفي هذا الإطار، قال كريشنا ريدي، الرئيس التنفيذي لأكسيس هيلث إنترناشونال، لـCNN الاقتصادية: «يجسد هذا الحدث انفتاحاً على فكرة الوحدة الإنسانية، بغض النظر عن الجغرافيا أو العرق أو الوضع الاقتصادي، فجائزة الأخوة الإنسانية في أبوظبي ترمز إلى الخلود الإنساني، وعندما يتّحد الجميع، تتحقق الاحتياجات الأساسية للبشر من غذاء ورعاية صحية وسكن ومعيشة كريمة وسلام».
من جانبه، شدّد رئيس جمهورية تيمور الشرقية خوسيه راموس هورتا على أن الأخوة الإنسانية مسؤولية مشتركة تتطلب التزاماً عالمياً، مؤكداً أهمية الحوار والتعاطف كوسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي والتعايش السلمي.
الأخوة الإنسانية.. بوابة الاستقرار والتنمية
شارك في المجلس نخبة من قادة العالم، والحائزين على جائزة نوبل للسلام، والشباب الروّاد، وخبراء التنمية، حيث ناقشوا سبل تعزيز الأخوة الإنسانية كمدخل لحل الأزمات العالمية.
وأفاد محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوة الإنسانية، بأن المجلس يمثل «منصة حيوية لتبادل الأفكار والرؤى، ووضع استراتيجيات فعالة لتطبيق مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي انطلقت من أبوظبي».
فالأخوة والتعاون بين الأفراد والمجتمعات تعزز الثقة والاستقرار، ما يسهم في خلق بيئة اقتصادية وتعليمية وصحية متطورة، ويضمن تحقيق التنمية المستدامة القادرة على مواجهة الأزمات.
وفي هذا السياق، قالت باتريشيا سكوتلاند، الأمينة العامة للكومنولث وعضو لجنة التحكيم لجائزة زايد للأخوة الإنسانية 2025: «السلام العالمي لن يتحقق إلا من خلال أفعالنا، ومن الضروري أن يتّحد جميع المؤمنين بالأخوة الإنسانية للعمل بإصرار وعزيمة».
تكريم المبدعين في خدمة الإنسانية
شهد الحفل تكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات الرائدة في مجال العمل الإنساني، من بينهم: هيمان بيكيلي، المبتكر والباحث الإثيوبي-الأميركي البالغ من العمر 15 عاماً، لاختراعه صابوناً عشبياً لعلاج سرطان الجلد، وإيرين غور، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة وورلد سنترال كيتشن الأميركية، عن جهودها في الإغاثة الغذائية حول العالم.
وتعكس مبادئ الأخوة الإنسانية جوهر التعايش السلمي، حيث يُصبح التضامن نهجاً عالمياً لمواجهة التحديات وتحقيق الازدهار، فكما قال تشارلز ميشيل، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي: «الدبلوماسية الثقافية أصبحت اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لتحقيق العدالة والإنصاف».