«اشترِ الكندي».. حراك شعبي شرس ضد رسوم ترامب في مونتريال

موظف يعمل على خط تجميع في مصنع السيارات الكهربائية لشركة ريفيان أوتوموتيف الناشئة في إلينوي، الولايات المتحدة، 11 أبريل 2022. رويترز.
«اشترِ الكندي».. حراك شعبي شرس ضد رسوم ترامب في مونتريال
موظف يعمل على خط تجميع في مصنع السيارات الكهربائية لشركة ريفيان أوتوموتيف الناشئة في إلينوي، الولايات المتحدة، 11 أبريل 2022. رويترز.

أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عن وقف مؤقت لمدة 30 يوماً للتعريفات الجمركية التي هدد بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بنسبة 25 في المئة على السلع الكندية.

وهدد ترودو بفرض رسوم جمركية على السلع الأميركية رداً على رسوم ترامب، والأسوأ أن عدة مقاطعات كندية سحبت المنتجات الكحولية الأميركية من متاجر الخمور المملوكة للحكومة، وكان إيلون ماسك هدفاً واضحاً، حيث مزق رئيس وزراء أونتاريو، دوج فورد، عقد المقاطعة مع شركة ماسك، ستارلينك.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

كما نشطت حركة «اشترِ الكندي» في الأوساط الشعبية مع التأكيد على مقاطعة المنتجات الأميركية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وتوقع ناتيك جاريوالا، الذي عمل في مارتينريا لمدة ثلاث سنوات، أن الخلاف «الجمركي» لن يختفي في أي وقت قريب، وقال «يجب على كندا أن تقف في وجه الولايات المتحدة، حتى لو كان ذلك مؤلماً بعض الشيء»، وأضاف في تصريحات لشبكة سي إن إن «قد يستغرق الأمر عاماً أو عامين حتى تستقر الأمور، لكن هذا هو الوقت المناسب لكندا للوقوف على قدميها والتوقف عن الاعتماد على دولة أخرى، لو حدث هذا أعتقد أن كندا يمكن أن تنمو».

سأل روب ويلديبوير، الرئيس التنفيذي لشركة مارتنيرا إنترناشونال، لشبكة سي إن إن «لماذا تفجر الأمر؟ لا أعرف أي شخص في شركتنا التي تعمل في كندا والمكسيك وأميركا يريد تعريفات جمركية داخل القارة».

تصنع مارتنيرا مجموعة واسعة من الأجزاء لشركات السيارات الكبيرة بما في ذلك فولفو وستيلانتس وفورد، وتوظف الشركة نحو 19 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، ولكن معظم قوتها العاملة في كندا والولايات المتحدة والمكسيك.

وتعتمد صناعة السيارات في القارة على سلاسل إنتاج مُعقدة تعتمد في الأساس على حرية التجارة، حيث تعبر أجزاء السيارات حدود الثلاث دول أكثر من مرة قبل الوصول إلى المُستهلك.

 

مبالغات العجز

 

تعد كندا الشريك الأهم للولايات المتحدة، بقيمة تبادل تجاري تقترب من تريليون دولار سنوياً، ويبلغ الفائض التجاري نحو 40 مليار دولار لصالح كندا، وفقاً لدائرة أبحاث الكونغرس الأميركي.

بالغ ترامب في تقدير هذا الفائض في دافوس الشهر الماضي، مدعياً بشكل غير صحيح أن الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري يتراوح بين 200 و250 مليار دولار مع كندا.

قال ويلدبوير «فيما يتعلق بالعجز التجاري، إذا استبعدت النفط الرخيص، الذي تقوم مصافي التكرير الأميركية بتكريره وجني الكثير من المال بسببه، فإن الولايات المتحدة لديها في الواقع فائض تجاري مع كندا».

وأوضح ويلدبوير أن التبادل التجاري فيما يخص قطع غيار السيارات بين البلدين متساوٍ إلى حد كبير، مع زيادة أو نقصان بضعة ملايين من الدولارات، «كندا هي أكبر مشترٍ للسلع الأميركية، نحن عميل مهم، وأعتقد أن أميركا تريد الاحتفاظ بهذا العميل المهم».

 الولايات المتحدة الخاسر الأكبر

 

على الرغم من الأعلام الكندية المُعلقة على جدران المصنع، فإن مارتينريا هي في بعض النواحي شركة أميركية جداً.

يبلغ عدد موظفي الشركة في الولايات المتحدة ضعف عدد الموظفين في كندا، وتتركز أعمال الشركة في ولاية ميشيغان، حيث فاز ترامب بأغلبية ضئيلة في عام 2024، «الكثير من موظفينا يحبون الرئيس ترامب ويحبون حديثه عن خفض التضخم وخلق المزيد من الوظائف لجعل الاقتصاد أقوى، ولكن مع التعريفات الجمركية ستحصل على تضخم أعلى ووظائف أقل واقتصاد أضعف».

وتوقع المدير التنفيذي أن موظفي شركته قد يغيرون رأيهم بشأن أجندة الرئيس عند حلول انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بعد عامين.

ولو خسر ترامب دعم الأغلبية التشريعية البسيطة في الكونغرس سينتهي عصر القرارات السريعة، وإعادة توزيع التمويل الفيدرالي التي يقوم بها ترامب دون رادع تشريعي حتى الآن، ما يعني أن فترة «الرئيس القوي» ستنتهي وسيعود عصر «التوازن بين السلطات» مرة أخرى.  

مع ذلك يعترف ويلدبوير بأنه يتفهم الكثير من مطالب ترامب من كندا فيما يخص زيادة الإنفاق على أمن الحدود ومنع وصول الفنتانيل (مادة مُخدرة) إلى الولايات المتحدة.

ولا يمانع ترودو في زيادة الإنفاق على تأمين الحدود.

ورغم أن أقل من 1 في المئة من الفنتانيل الذي يتم تهريبه إلى الولايات المتحدة يأتي من كندا، فقد ركز ترامب على احتمال تدفق المواد الأفيونية عبر الحدود الشمالية، حيث تدعي إدارة ترامب أن هناك «وجوداً متزايداً لعصابات مكسيكية تدير مختبرات تصنيع الفنتانيل والنيتازين في كندا».