قطعت تايلاند إمدادات الكهرباء، أمس الأربعاء، عن عدة مناطق في ميانمار المجاورة التي تعد موطناً لأهم مراكز صناعة الاحتيال عبر الإنترنت، والتي استولت على مليارات الدولارات من المواطنين حول العالم.
انتشرت مجمعات الاحتيال عبر الإنترنت في ميانمار التي مزقتها حرب أهلية دامية منذ عام 2021.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
غالباً ما يتم إغراء العاملين بهذه المواقع بوعود الوظائف ذات الأجر الجيد ثم يتم احتجازهم ضد إرادتهم وإجبارهم على تنفيذ مخططات الاحتيال عبر الإنترنت في مجمعات شديدة الحراسة، حيث يقول المعتقلون السابقون إن الضرب والتعذيب شائعان في هذه الأماكن.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
سحب وزير الداخلية التايلاندي، أنوتين تشارنفيراكول، أمس الأربعاء القابس ليعطل إمدادات الكهرباء إلى خمسة مواقع عبر الحدود، في حدث تم بثه مباشرةً على شاشة التلفزيون.
وقال إن "إمدادات الكهرباء لم تتوقف لأن الشركات انتهكت التعاقد، ولكن لأن الكهرباء يُساء استخدامها في عمليات احتيال وتجارة المخدرات".
وتقع العديد من مجمعات الاحتيال بالقرب من الحدود، حيث يمكنهم الاستفادة من خدمات الكهرباء والاتصالات الأكثر استقراراً من تايلاند.
الشهر الماضي احتال أحد هذه المواقع على الممثل الصيني، وانغ شينغ، وأقنعوه بالسفر جواً إلى تايلاند لتصوير فيلم، وفي مطار بانكوك تم اختطافه ونقله عبر الحدود إلى ميانمار وإجباره على العمل في مركز احتيال هناك، وبعد أيام قليلة من الإبلاغ عن اختفائه قالت الشرطة التايلاندية إنها حددت مكانه في مياوادي في ميانمار وأعادته إلى تايلاند.
وقد حفزت عودة الممثل آمناً إلى الصين مئات العائلات الصينية على مطالبة حكومتهم بالمساعدة في العثور على أحبائهم وتحريرهم، الذين يعتقدون أنهم ما زالوا محاصرين في مجمعات الاحتيال منذ أشهر أو حتى سنوات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، أمس الأربعاء، إن بكين "قلقة للغاية" بشأن عمليات الاحتيال الأخيرة عبر الإنترنت التي تتم عن طريق تجمعات العصابات على الحدود بين تايلاند وميانمار.
ومجمعات الاحتيال في ميانمار تشبه المدن الصغيرة، حيث توجد مطاعم ومحلات بقالة ومراكز رعاية أطفال، وفقاً لعمال سابقين أجرت معهم شبكة سي إن إن مقابلات سابقة، وبالإضافة إلى عمليات الاحتيال تضم المجمعات مراكز للعمليات المشبوهة الأخرى مثل المقامرة والدعارة.
تعد مدينة مياوادي وحدها موطناً لنحو 6500 ضحية من 23 دولة محتجزين تحت الإكراه في مجمعات احتيال، بما في ذلك نحو 4500 مواطن صيني، وفقاً لتقديرات من شبكة المجتمع المدني لمساعدة ضحايا الاتجار بالبشر، وهي منظمة غير حكومية تايلاندية تقاتل ضد الإتجار بالبشر.
سبق لتايلاند أن قطعت إمدادات الكهرباء عن مواقع الاحتيال بالقرب من حدودها مع ميانمار في السنوات الأخيرة، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه التحركات قد أثرت على عمليات الاحتيال، ففي حالة انقطاع الكهرباء، يمكن لرؤساء المجمعات التحول إلى مولدات تعمل بالديزل للحصول على الطاقة، والاعتماد على شبكة ستارلينك التابعة لإيلون ماسك للاتصال بالإنترنت.