{{ article.article_title }}

{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
author image clock

{{ article.author_name }}

{{ article.author_info.author_description }}

نادراً ما تبث قنوات العالم أخبار صراعات جزر المحيط الهادئ، لأنها ببساطة نادرة، أو غير موجودة في معظم السنوات.

شهدت الأيام الماضية نزاعاً نادراً بين نيوزيلندا وكيريباتي، الدولة الجزرية الفقيرة والمعزولة في المحيط، ما أعاد تسليط الضوء على التهديد الوجودي الذي تواجهه هذه المنطقة بسبب أزمة المناخ، والصراع بين أكبر قوى العالم على الهيمنة الاقتصادية على الإقليم.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

أعلنت حكومة نيوزيلندا عن مراجعة المساعدات لجارتها في المحيط الهادئ الأسبوع الماضي، ووفقاً لمعهد لوي بأستراليا، شكلت المساعدات الخارجية 18 في المئة من الدخل القومي لكيريباتي في عام 2022، وكانت نيوزيلندا من بين أكبر مانحي الجزيرة التي يقطنها نحو 120 ألف شخص.

ولكن عدد السكان ليس كل شيء، فكيريباتي هي جزء من تقسيم جزر المحيط الهادئ المعروف باسم ميكرونيزيا، وتتكون الدولة من 33 جزيرة مرجانية تمتد على مساحة 3.5 مليون كيلومتر مربع، وهي مساحة أكبر من مساحة الهند.

وتمتلك واحدة من أكبر المناطق الاقتصادية الخالصة في العالم، كما أن قربها النسبي من هاواي يمنحها أهمية استراتيجية حيث تتنافس القوى العظمى على فرض نفوذها على الممرات المائية الشاسعة بين آسيا والأميركتين.


اندلاع الأزمة


قال المتحدث باسم وزير خارجية نيوزيلندا، ونستون بيترز، لشبكة سي إن إن «عشرات الملايين من الدولارات من المساعدات لكيريباتي قيد المراجعة بعد انسحاب رئيس كيربياتي، تانيتي ماماو، من اجتماع مخطط له».

كان الوفد النيوزيلاندي يخطط لتقديم تمويل بقيمة 14 مليون دولار من أجل تمويل مستشفى بالدولة الجزرية الصديقة، لكن قبل أسبوع من وصولهم، أخبرت كيريباتي الوفد أن ماماو، الذي يشغل أيضاً منصب وزير خارجية البلاد، «لم يعد متاحاً» لاستقبالهم.

وبين عامي 2021 و2024، بلغ إجمالي التزامات نيوزيلندا التنموية لكيريباتي 57 مليون دولار، مع استثمارات في الصحة والتعليم ومصايد الأسماك والتنمية الاقتصادية وتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ.

ويرى الخبراء أن الرفض الغريب للزيارة يعكس تراجع سيطرة تحالف «الولايات المتحدة- وأستراليا- ونيوزيلندا» على المحيط الهادئ بسبب التواصل الدبلوماسي والاقتصادي المركز للصين مع حكومات جزر المحيط.

قال المتحدث باسم وزير خارجية نيوزيلندا «أوضحت كيريباتي من هم شركاؤها المفضلون في المنطقة، فيجي وناورو ثم بالطبع الصين»، وأضاف «تواجه نيوزيلندا وأستراليا صعوبة في الوصول إلى حكومة كيريباتي على عكس الصين التي تتواصل بسهولة».

وأقامت العديد من دول المحيط الهادئ علاقات أوثق مع بكين في السنوات الأخيرة، ووقعت كيريباتي بالذات 10 اتفاقيات مع الصين في عام 2022.

وأعلن رئيس وزراء جزر كوك، مارك براون، عن زيارة إلى الصين الأسبوع المقبل لمناقشة اتفاقية شراكة استراتيجية.

ويحمل مواطنو جزر كوك الجنسية النيوزيلندية، ما يظهر مدى تضخم الدور الصيني.


ترامب لا يبالي


تهدد إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتعطيل العلاقات الأميركية مع دول المنطقة، بالإضافة إلى الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، فضلاً عن تجميد المساعدات الموجهة للمجتمعات الأفقر لمدة 90 يوماً على الأقل.

لم يكن الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، سخياً أيضاً مع دول المحيط الهادئ لمواجهة النفوذ الإقليمي المتزايد للصين، فالمساعدات الأميركية للمحيط الهادئ لم تمثل سوى 7 في المئة من التمويل الخارجي للمنطقة في عام 2022، وفقاً لخريطة المساعدات للمحيط الهادئ التي نشرها معهد لوي.

وقالت آنا باولز، الأستاذة المساعدة في مركز دراسات الدفاع والأمن في جامعة ماسي في نيوزيلندا «مع عودة ترامب إلى السلطة ستتراجع سمعة الولايات المتحدة في المنطقة بشكل أكبر، لأن استراتيجيته تعطي الأولوية للأمن على أشكال أخرى من المساعدة والتعاون، وهناك مخاوف من أن جزر المحيط الهادئ قد تضطر إلى الاختيار بين الصين وأميركا».

وتعد أزمة المناخ واحدة من أكبر المخاوف الأمنية في المنطقة، حيث تعد جزر المحيط الهادئ من بين أكثر الأماكن عرضة لتأثير تغير المناخ على الرغم من أنها تسهم بأقل قدر من الانبعاثات العالمية.

وقال رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة، جيمس مارابي، الشهر الماضي، إن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ كان «تصرف غير مسؤول، فالقادة الجيدون يتحملون المسؤولية ليس فقط عن بلدانهم، بل وأيضاً عن الكوكب».