من السفن البخارية إلى البواخر العملاقة، شهدت صناعة الرحلات البحرية تحولات هائلة عبر العقود، وأصبحت سوقاً مزدهرة.
في عام 1970، كان هناك ما يقارب 500 ألف شخص يذهبون في رحلات بحرية سياحية، لكن هذا العدد قفز إلى خمسة ملايين بحلول عام 1997.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ما الذي أدى إلى هذا الارتفاع المفاجئ في شعبية الرحلات البحرية؟ وفقاً لخبراء الصناعة، يعود السبب بشكل أساسي إلى مسلسل تلفزيوني شهير مصحوب بأغنية افتتاحية جذابة: «تعالوا على متن السفينة، نحن في انتظاركم!».
عُرض مسلسل سفينة الحب (The Love Boat)، من إنتاج أسطورة التلفزيون آرون سبيلنغ، لأول مرة في عام 1977، وحقق نجاحاً هائلاً استمر عقداً كاملاً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
كان المسلسل متعاوناً مع شركة برينسيس كروزيس (Princess Cruises)، وتم تصوير حلقاته على متن سفنها الشهيرة، مثل Pacific Princess وIsland Princess.
أعظم إعلان تجاري في التاريخ
استند المسلسل إلى كتاب غير روائي للكاتبة ومديرة الرحلات السابقة جيرالدين سوندرز، وتدور أحداثه حول القبطان ميريل ستوبينغ (لعب دوره جافين ماكلاود) وطاقمه، بينما ظهر في كل حلقة ضيوف جدد في أدوار الركاب.
وُصف المسلسل بأنه «أعظم إعلان تجاري على الإطلاق»، حيث قدَّم للناس فكرة شاملة عن الرحلات البحرية وجعلها حلماً للعديد من المشاهدين.
يقول مايكل إل. غريس الذي عمل كاتب سيناريو للمسلسل في الثمانينيات، لـCNN في عام 2022: «مسلسل (سفينة الحب) هو الذي خلق صناعة الرحلات البحرية كما نعرفها اليوم، فقد كان هناك 50 مليون مشاهد، وكلهم أرادوا الذهاب في رحلة بحرية».
ثورة في بناء السفن السياحية
حين بدأ عرض المسلسل، كانت معظم السفن السياحية في الخدمة عبارة عن سفن ركاب قديمة جرى تحويلها، وكان بناء سفن جديدة أمراً نادراً.
لكن النجاح الساحق للمسلسل دفع الطلب على الرحلات البحرية إلى مستويات غير مسبوقة؛ ما أدى إلى طفرة في بناء السفن السياحية الجديدة في أوائل الثمانينيات.
يقول مؤرخ الرحلات البحرية بيتر كنيغو: «حقَّق المسلسل نجاحاً كبيراً لدرجة أن شركة (برينسس كروزس) كانت تبيع جميع مقاعدها بالكامل؛ ما أدى إلى طفرة في بناء السفن الجديدة».
بين عامي 1980 و1990، تم بناء ما يقرب من 40 سفينة سياحية جديدة، من بينها Tropicale لشركة Carnival Cruise Line وRoyal Princess، أول سفينة تم بناؤها خصيصاً لشركة Princess Cruises.
أسهم المسلسل أيضاً في تعزيز فكرة الترفيه على متن السفن، حيث أصبحت العروض الموسيقية والمسرحية عنصراً أساسياً في تجربة الرحلات البحرية، وتم تصميم المسارح والعروض بناءً على ما شاهده الناس في الحلقات.
الرومانسية على متن السفن
لطالما كان الجانب الرومانسي عنصراً أساسياً في «سفينة الحب»، حيث ساعد المسلسل في ترسيخ فكرة أن الرحلات البحرية تجربة رومانسية مثالية للأزواج والمخطوبين.
يقول غريس: «الناس كانوا يحلمون بالإبحار إلى أجمل وجهات العالم، والوقوع في الحب، والعيش نهايات سعيدة، وهذا هو السبب في أن المسلسل كان مؤثراً للغاية».
إرث لا يزال مستمراً
حتى بعد انتهاء المسلسل، استمرت علاقته الوثيقة بشركة Princess Cruises التي تنظم رحلات خاصة يشارك فيها نجوم العمل حتى يومنا هذا.
يقول كنيغو الذي حضر بعض هذه الرحلات: «لا يزال المعجبون يصطفون ساعات من أجل التقاط الصور مع نجوم المسلسل والحصول على توقيعاتهم».
واليوم، أصبحت صناعة الرحلات البحرية سوقاً بمليارات الدولارات، حيث يوجد أكثر من 2000 ميناء سياحي حول العالم، فيما تحمل أكبر السفن الحديثة أكثر من 5000 راكب؛ ما يعكس التطور الهائل الذي شهدته هذه الصناعة منذ أيام سفينة الحب.