الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السيارات قد ترفع الأسعار

الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السيارات قد ترفع الأسعار (شترستوك)
الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السيارات قد ترفع الأسعار
الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السيارات قد ترفع الأسعار (شترستوك)

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنحو 25 في المئة على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة، وهي سياسة يمكن أن ترفع أسعار السيارات من معظم شركات الصناعة، بما في ذلك العلامات التجارية للسيارات الأميركية.

وقال خبراء السيارات إن الرسوم الجمركية يمكن أن تضيف آلاف الدولارات إلى تكلفة السيارات، ويؤدي ذلك إلى رفع الأسعار التي تقترب بالفعل من مستويات قياسية مرتفعة، بعيداً عن متناول العديد من المشترين.

قال ترامب، يوم الثلاثاء، إن التعريفات الجمركية من المرجح أن تُفرض في الثاني من أبريل نيسان 2025 بعد فترة مراجعة تنتهي في الأول من ذات الشهر.

وأضاف أن التعريفات الجمركية سترتفع تدريجياً، ما يعاقب شركات صناعة السيارات التي تصدر السيارات إلى الولايات المتحدة بدلاً من تصنيعها في الولايات المتحدة، مضيفاً أن التعريفات الجمركية ستتأخر جزئياً لإعطاء شركات صناعة السيارات الوقت لنقل عملياتها إلى أميركا.

ولم يذكر ترامب ما إذا كانت الرسوم الجمركية ستطبق على أجزاء السيارات، رغم أنه قال إنه ستكون هناك رسوم جمركية على أشباه الموصلات، وهي مكون مهم للسيارات الحديثة.

وتسبب نقص أشباه الموصلات الناتج عن ضعف الإنتاج خلال جائحة كورونا في ارتفاع أسعار السيارات وانخفاض إنتاج السيارات وكان الطلب أقوى من المتوقع.

الكثير من التكاليف والفوضى

لم يقدم ترامب أي تفاصيل بشأن الدول التي ستتضمنها التعريفات وما إذا كانت ضرائب الاستيراد ستشمل الإعفاءات، مثل الشركات التي تصنع السيارات عبر منطقة التجارة الحرة لأميركا الشمالية بموجب اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي وقعها ترامب خلال ولايته الأولى.

وقد يضر توقف الإنتاج أو التباطؤ في شركات صناعة السيارات التي لديها مصانع في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بمصانع قطع الغيار الأميركية لأنها تحصل على كمية كبيرة من تلك الأجزاء المستوردة من الولايات المتحدة.

وكان ترامب قد أعلن في فبراير شباط 2025 عن تعريفة جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع السلع من المكسيك وكندا، بخلاف واردات الطاقة من كندا، والتي كان من المقرر أن تخضع لتعريفات جمركية بنسبة 10 في المئة، لكنه سرعان ما أوقف تلك التعريفات حتى الأول من مارس بعد أن وافقت حكومات تلك البلدان على اتخاذ خطوات للسيطرة على الهجرة غير الشرعية والمخدرات التي تنتقل عبر حدودها الأميركية، وهي الخطوات التي أعلنت عنها سابقاً في كثير من الحالات.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم فارلي، في تعليقات للمستثمرين في وقت سابق، إن الذي نراه حتى الآن هو الكثير من التكلفة والكثير من الفوضى.

وأضاف فارلي، في تلك التعليقات للمستثمرين، أن الرسوم الجمركية بنسبة 25 في المئة عبر حدود المكسيك وكندا من شأنها أن تفجر حفرة في الصناعة الأميركية لم نشهدها من قبل.

لا يوجد شيء اسمه سيارة أميركية بالكامل

يمكن أن تؤثر زيادات الأسعار على السيارات المصنعة في مصانع السيارات الأميركية، والتي تحتوي جميعها على أجزاء كندية ومكسيكية لا يمكن استبدالها بسهولة.

وعملت شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك كسوق موحدة نسبياً لسنوات بسبب اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية ومعاهدة الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي حلت مكانها.

وتحصل شاحنة البيك أب فورد إف 150 -وهي الأكثر مبيعاً في أميركا منذ أكثر من 40 عاماً- على أقل من نصف أجزائها من المصانع الأميركية.

وتصنع العديد من شركات صناعة السيارات الأجنبية في أميركا الشمالية، بما في ذلك تويوتا وهوندا وفولكس فاغن وسوبارو وكيا وهيونداي والعديد من الشركات الأخرى، على الرغم من أنها تصدر أيضاً بعض الموديلات إلى الولايات المتحدة، لذلك إذا لم تُعفَ كندا والمكسيك من التعريفات الجمركية الجديدة فإن بعض السيارات المصنوعة في الخارج ستصبح أكثر تكلفة.

وقد تقوم شركات صناعة السيارات المتأثرة بالتعريفات الجمركية بخفض إنتاج بعض الموديلات لمعرفة كيف سينتهي شأن التعريفات الجمركية، ما يؤدي إلى قلة المعروض من السيارات والشاحنات الموجودة بالفعل في صالات وكلاء السيارات وصالات العرض، ويؤدي هذا العرض المحدود إلى ارتفاع الأسعار بسرعة.

واردات السيارات بمئات المليارات من الدولار

أنتجت مصانع السيارات الأميركية 10.4 مليون مركبة، ما يقرب من نصف إنتاج السيارات والشاحنات مخصص للعلامات التجارية الأوروبية أو الآسيوية، مثل تويوتا وهوندا وبي إم دبليو ومرسيدس، وتصدر بعض هذه المركبات إلى المشترين في كندا والمكسيك، بحسب بيانات إس آند بي.

واستوردت الولايات المتحدة مركبات بقيمة 269 مليار دولار، وجاء أكثر من ثلث السيارات التي استوردتها الولايات المتحدة العام الماضي من المكسيك متقدمة على اليابان وكوريا الجنوبية وكندا وألمانيا.

وصدرت الولايات المتحدة الأميركية سيارات بقيمة 72 مليار دولار في جميع أنحاء العالم بالعام الماضي، وهو انخفاض عن عام 2023 عندما صدرت الولايات المتحدة سيارات بقيمة 79 مليار دولار.

وأظهرت وزارة التجارة الأميركية أن قيمة السيارات الأميركية المبيعة إلى كندا خلال أول 11 شهراً من عام 2024 بلغت 13.8 مليار دولار أميركي و26.5 مليار دولار أميركي من قطع الغيار.

وشحنت المصانع الأميركية مركبات بقيمة 4.2 مليار دولار أميركي إلى المكسيك في الفترة نفسها، و33.7 مليار دولار أميركي من قطع الغيار.

(كريس إيزيدور- CNN)