تواجه المخابز الأميركية أزمة غير مسبوقة بسبب ارتفاع أسعار البيض إلى مستويات قياسية، ما أجبر العديد منها على رفع الأسعار أو البحث عن بدائل أقل تكلفة، ويرجع هذا الارتفاع الحاد إلى تفشي إنفلونزا الطيور الذي تسبب في نفوق أكثر من 40 مليون دجاجة، ما أدى إلى نقص شديد في الإمدادات، وبينما يكافح أصحاب المخابز للحفاظ على أعمالهم، تبقى الأسئلة قائمة: متى تنخفض الأسعار؟ وهل يمكن للصناعة الصمود أمام هذه الأزمة؟
قال لسكوت أوسلاندر المدير العام لمخبز بريد فورست في واشنطن، إن تقلب أسعار البيض ليس أمراً جديداً، ولكن هذه المرة الأمر مختلف، إذ إن التجار لا يعرفون متى ستنخفض أسعار البيض، أو ما إذا كانت ستنخفض بالفعل، فأسعار البيض باهظة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأوضح أن مخبز بريد فورست يستخدم نحو 150 بيضة يومياً، ويدفع الآن أكثر من ضعف ما كان يدفعه المخبز قبل عام، وفي الأسبوع الماضي رفع المخبز أسعار جميع المعجنات والأطباق التي تحتوي على نسبة عالية من البيض، والتي تمثل نحو ثلث القائمة.
وترتفع أسعار البيض على مستوى العالم بعد أن أدى تفشي إنفلونزا الطيور المستمر إلى إعدام عشرات الملايين من الدجاج العام الماضي، وهذا الارتفاع يجبر العديد من المخابز في أميركا على التفكير في رفع الأسعار، إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل، في حين تحاول معرفة كيفية إدارة أزمة البيض في البلاد.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وفاة أكثر من 40 مليون طائر
وقد أصاب فيروس إنفلونزا الطيور، أسراباً في مختلف أنحاء البلاد العام الماضي، ما أدى إلى وفاة أكثر من 40 مليون طائر من الطيور التي تضع البيض، وهذا هو السبب وراء نقص البيض اليوم، والذي تسبب في ارتفاع الأسعار، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية.
وكانت أسعار البيض الطازج بالجملة أعلى بنسبة 186 في المئة في يناير مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، وكان هذا رابع أكبر زيادة سنوية على الإطلاق منذ عام 1992، وفقاً لبيانات الحكومة.
«كوستكو» و«تريدر جو» تحدد حصة للمشترين
قال فيرنر سيمون، مالك مخبز مانهاتن سويتس بوتيك في لونغ آيلاند، نيويورك، إن المخبز يخطط لرفع الأسعار في الأسابيع المقبلة، لكنه يفكر أيضاً في استخدام ما يسمى ببدائل البيض، وهو منتج يحتوي على بعض صفار البيض وفول الصويا، ويحل محل نحو 5 في المئة إلى 10 في المئة من البيض، وحذر من استخدام الكثير منه لتجنب المساس بسلامة معجنات المخبز.
ووفقاً لمؤشر أسعار المستهلك لم ترتفع أسعار منتجات المخابز بشكل ملموس حتى الآن، ولكن هذا قد يتغير إذا لم تحصل المخابز على استراحة من ارتفاع أسعار البيض في أي وقت قريب، وإلى جانب رفع الأسعار، تحاول المخابز إيجاد طرق أخرى للبقاء.
وشهدت شركة إيت جست التي تصنع العديد من منتجات البيض النباتية المصممة لتقليد بيض الدجاج، ارتفاعاً في الطلب في الأسابيع الأخيرة، إذ كانت المبيعات إلى تجار التجزئة أعلى بخمس مرات خلال الشهر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال جوش تيتريك الرئيس التنفيذي لشركة إيت جست إنه عادة ما نتواصل مع الأماكن لتسويق منتجاتهم لتجار التجزئة، مضيفاً أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت الشركة العكس تماماً.
قامت الشركة لتلبية الزيادة في الطلب، بتكثيف وتسريع طلباتها من المكونات ومواد التعبئة والتغليف، إضافة إلى جدولة أيام إضافية للإنتاج.
وقال تيتريك إن هذا يقلل من هوامش الربح الخاصة بهم، ولكن في الوقت الحالي لا ترفع الشركة الأسعار، على أمل أن يساعدهم ذلك في اكتساب المزيد من العملاء الدائمين حتى بعد حل موقف إنفلونزا الطيور.
خسارة العملاء
قال تشارلز ليندسي، أستاذ التسويق في كلية إدارة الأعمال بجامعة بافالو، إن رفع الأسعار عادة ما يكون قراراً صعباً بالنسبة للشركات لأنه يؤدي دائماً تقريباً إلى خسارة العملاء.
وأضاف أن في بعض الحالات، يكون ذلك ضرورياً لبقاء الشركة، ويمكن للشركة الحد من عدد العملاء الذين تخسرهم بعد رفع الأسعار إذا تواصلت بشكل فعال مع المنطق وراء ذلك.
وقالت فرانسيس برادلي، المالكة المشاركة لمقهى ومخبز دي لايت في حي آدامز مورجان في واشنطن العاصمة، إنها وزوجها يتحملان شخصياً تكاليف البيض المتزايدة، موضحة أنه قبل أزمة البيض، كان بإمكان المخبز شراء علبة بيض بها 30 دزينة مقابل 50 دولاراً تقريباً، ولكن الآن تكلف العلبة نفسها أكثر من 200 دولار.
وقالت برادلي إنها ستضطر على الأرجح إلى رفع الأسعار، لكنها أشارت إلى أن التواصل حول أي زيادة مستقبلية في الأسعار سيكون أمراً أساسياً، مشيرة إلى أنها عندما تقوم بأي تغيير في الأسعار، ينزعج الناس بغض النظر عما تفعله، كلما فعلنا ذلك، وربما ننشره على صفحتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ونضع بعض اللافتات حتى يعرف الناس، ونأمل أن يستمر الناس في دعم الشركات الصغيرة.