أمضى العاملون الفيدراليون، أمس الاثنين، في محاولات حثيثة لمعرفة مدى إلزامية الرد، وكيفية الرد، على رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها إيلون ماسك في نهاية الأسبوع الماضي، والتي طالبهم فيها بشرح عملهم الأسبوع الماضي، وفي حالة عدم الرد فهم "يخاطرون بفقدان وظائفهم".
تسببت التوجيهات المربكة والمتناقضة في اضطراب حياة العاملين الفيدراليين، فقد طُلب من البعض الامتثال، ونُصح آخرون بعدم الامتثال، وانتظر آخرون تعليمات من قادة وكالاتهم حتى وقت متأخر من اليوم.
في حديثه من المكتب البيضاوي بعد ظهر أمس الاثنين، وصف الرئيس دونالد ترامب طلب ماسك عبر البريد الإلكتروني بأنه "مبتكر" وقال إن أي شخص لا يرد "مفصول مؤقتاً أو نهائياً"، ثم بعد بضع ساعات أخطر مكتب إدارة الموظفين الوكالات الفيدرالية رسمياً بأن الاستجابة طوعية، وأن أي فشل في الاستجابة "لن يعادل الاستقالة".
انتهى الأمر ببعض الوكالات الفيدرالية الأكثر أهمية إلى مقاومة مطالب ماسك بصراحة، حيث أمرت وزارات العدل والخارجية والأمن الداخلي والطاقة والبنتاغون ومكتب التحقيقات الفيدرالي جميع الموظفين بعدم الرد على البريد الإلكتروني لماسك، بينما قررت وزارة النقل الامتثال لطلبات ماسك، ولكن وزارة التجارة طلبت من الموظفين إرسال المعلومات إلى مشرفيهم وليس إلى إيلون ماسك.
تحدثت شبكة سي إن إن إلى موظفين فيدراليين في وكالات متعددة أمس الاثنين، طلب الجميع عدم استخدام أسمائهم خوفاً من انتقام الإدارة الأميركية.
قال أحد الموظفين في وزارة شؤون المحاربين القدامى "قال الرئيس الأميركي إنه إلزامي، ثم أخبرنا مكتب إدارة الموظفين بأنه أصبح طوعياً، ثم أخبرنا ترامب أنه إلزامي مرة أخرى، لا أحد يعرف من هو المسؤول".
وقال موظف آخر في وزارة شؤون المحاربين القدامى لشبكة سي إن إن "هذا كله وقت ضائع من رعاية المرضى".
وأضاف أحد موظفي مصلحة الضرائب "إنها فوضى".
وفي يوم السبت ندد اتحاد الرابطة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية، بالخطوة التي اتخذها ماسك باعتبارها "إلهاء" للمراقبين في وقت يعتبر فيه نظام السلامة الجوية "هشاً".
وسبب هذه الهشاشة أن وكالة مراقبة الحركة الجوية في إدارة الطيران الفيدرالية، تعاني بالفعل من نقص مزمن في الموظفين، ويعمل العديد من المراقبين ساعات إضافية إلزامية بجانب دوامهم الذي يستمر لعشر ساعات لمدة ستة أيام في الأسبوع.
ولا يحتاج هؤلاء لاستعراض جهودهم، ولا يملكون الوقت الكافي للرد على ماسك.
ومن عجيب المفارقات أن الموظفين في مكتب إدارة الموظفين، الوكالة التي أرسلت البريد الإلكتروني الذي سبب كل هذه الفوضى، تُركوا دون تعليمات واضحة حول كيفية التعامل مع التعليمات بأنفسهم حتى نحو الساعة 6 مساءً من مساء أمس عندما حصلوا أخيراً على إرشادات تفيد بأن الاستجابة طوعية ولكنها مُشجعة بشدة، وفقاً لرسالة بريد إلكتروني حصلت عليها سي إن إن.
في إحدى المنشآت الحكومية أنشأ المسؤولون غرفة مخصصة للرد على رسائل ماسك، لأن ليس لكل العاملين إمكانية للوصول إلى الإنترنت، بمن في ذلك عمال النظافة، الذين يحتاجون إلى إرسال إنجازاتهم خلال الأسبوع السابق، وفقاً لما قاله أحد العاملين الفيدراليين لشبكة سي إن إن.
وفي الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، قال أحد العاملين لشبكة سي إن إن إنهم "لم يقوموا بأي من واجباتهم الفعلية بسبب البريد الإلكتروني، فهم مضطرون إلى إرشاد من هم دونهم، والاستيضاح من رؤسائهم".
في وكالة حماية البيئة طُلب من الموظفين الامتثال لمطالب ماسك، "دون الكشف عن معلومات حساسة"، قال أحد العاملين "لا أحد لديه الشجاعة للاعتراض لأن وكالة حماية البيئة مُستهدفة من قبل الإدارة الأميركية، نحن نحاول اللعب بلطف معتقدين أن هذا سيمنعهم من إجراء تخفيضات أعمق في أعداد الموظفين، ولكن عندما تسترضي المتنمر، فإنك تمنحه تصريحاً بملاحقتك أكثر".
في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، قيل للموظفين إنه (إذا كانوا سيستجيبون) لبريد ماسك الإلكتروني، فيجب عليهم الامتناع عن الوصف والحفاظ على الإجابات عامة قدر الإمكان "افترض أن ما تكتبه ستقرأه جهات أجنبية خبيثة، وصمم ردك وفقاً لذلك"، هذا ما جاء في رسالة بريد إلكتروني من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية حصلت عليها شبكة سي إن إن.
تبنى بعض العاملين الفيدراليين نهجاً أكثر سخرية، على الأقل في ما بينهم.
في مصلحة الضرائب، توصلت مجموعة من الزملاء إلى أنشطة قاموا بها الأسبوع الماضي كاستجابة مزيفة لرسالة ماسك الإلكترونية، وتضمنت القائمة "محاربة الهراء الذي بدأته، ومنع الموظفين من ضرب مديريهم، والحفاظ على معداتك في حالة صالحة للعمل دون إلقائها على الحائط اللعين، ومساعدة الموظفين على فهم أن هذا كان قرار الإدارة الأميركية الجديدة ولا علاقة له بالإدارة"، والأهم "محاولة تقليل الخوف والارتباك والغضب الذي تسببتم فيه دون داعٍ.. هذا أثناء موسم تلقي الإقرارات الضريبية!".
وعرضت شاشات الفيديو في وزارة الإسكان والتنمية الحضرية في واشنطن العاصمة، أمس الاثنين، مقطع فيديو مزيفاً لترامب وهو يقبل قدم ماسك، مع عبارة "عاش الملك الحقيقي"، وقالت الوكالة في بيان لها إنه تمت إزالته لاحقاً واستبداله بمعلومات "تبرز انتصارات إدارة ترامب".