بريطانيا تحوّل أنفاق الحرب العالمية الثانية السرية إلى معلم سياحي

صحفي في جولة داخل الأنفاق التي استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية كملاجئ أثناء الغارات الجوية والتي من المقرر الآن تطويرها إلى منطقة جذب سياحي جديدة تسمى أنفاق لندن، في لندن، بريطانيا، 29 يناير 2025. رويترز
بريطانيا تحوّل أنفاق الحرب العالمية الثانية السرية إلى معلم سياحي
صحفي في جولة داخل الأنفاق التي استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية كملاجئ أثناء الغارات الجوية والتي من المقرر الآن تطويرها إلى منطقة جذب سياحي جديدة تسمى أنفاق لندن، في لندن، بريطانيا، 29 يناير 2025. رويترز

خلف باب أزرق غير مميز في تشانسيري لين في المنطقة الإدارية التاريخية في لندن، حيث عمل تشارلز ديكنز ذات يوم كاتباً، انطلقت سي. إن. إن. في جولة حصرية لمدة ساعة على عمق 30 متراً تحت الأرض لاستكشاف سلسلة من الأنفاق بطول ميل واحد.

الأنفاق سرية لدرجة أنها كانت محمية بموجب قانون الأسرار الرسمية في المملكة المتحدة حتى عام 2007.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

هناك سبب أدبي للزيارة أيضاً، حيث إن هذه الأنفاق هي الإلهام الحقيقي لفرع (كيو) في فيلم جيمس بوند، الفرع المسؤول عن تطوير أدوات يستخدمها عملاء جهاز الاستخبارات السرية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

يستهدف الرئيس التنفيذي لشركة «أنفاق لندن»، أنجوس موراي، أن تصبح الأنفاق إحدى أكثر مناطق الجذب السياحي جرأة في العالم.

تبلغ مساحة متاهة الأنفاق 8 آلاف متر مربع، ومن المقرر أن تخضع لعملية تطوير بقيمة 149 مليون دولار، لتكون مزيجاً من متحف ونصب تذكاري ومعرض فني ومركز ثقافي، وموطناً لأعمق حانة مُرخصة في العالم.

يضم فريق مصممي هذا المشروع الضخم شركة ويلكنسون إير، المهندسين المعماريين الذين يقفون وراء تصميم حدائق الخليج في سنغافورة، ومحطة باترسي للطاقة في لندن.

تاريخ مُشرف

تم بناء هذا المكان ما بين عامي 1940 و1942 (يدوياً) كملجأ عميق من غارات ألمانيا النازية الجوية التي أودت بحياة نحو 30 ألف شخص في لندن وحدها، وتم تصميمه على شكل شارعين متوازيين بطول يزيد على 365 متراً وعرض خمسة أمتار.

يقول الرئيس التنفيذي لشركة «أنفاق لندن»، أنجوس موراي، إن المزار الجديد سيخلّد تضحيات البريطانيين في الحرب.

وفي الحرب الباردة كانت الأنفاق نفسها مقراً لهيئة العمليات الخاصة البريطانية السرية للغاية، وهي فرع من جهاز الاستخبارات البريطاني.

وعمل إيان فلمنغ، مؤلف روايات جيمس بوند، في هذه الأنفاق عام 1944 كضابط اتصال بالبحرية البريطانية.

يقول موراي «لدينا شراكة مع متحف الاستخبارات العسكرية» الذي يقع مقره حالياً في شيفورد، وهي بلدة صغيرة تقع على بُعد 90 دقيقة شمال لندن، لكن الخطة هي أن ينتقل المتحف رسمياً إلى داخل الأنفاق.

في عام 1949، بدأ عصر الأنفاق مركزاً للاتصالات، واستضافت «الخط الساخن» الذي ربط بشكل مباشر بين زعماء الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وتم استخدامه في أثناء أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

وفي ثمانينيات القرن العشرين استحوذت شركة بريتيش تيليكوم على الموقع، وأنشأت أعمق حانة مُرخصة في العالم لاستخدامها من قِبل موظفي الحكومة، مع غرفة ألعاب تحتوي على طاولات بلياردو وحوض أسماك استوائية.

ويتسع المزار الجديد لبضع مئات من الزبائن، ولكن موراي يأمل أن تجذب الأنفاق ثلاثة ملايين زائر سنوياً.

وتتمثل خطة شركة أنفاق لندن في بدء البناء في الربع الثالث من العام المقبل، كما يقول موراي، الذي يأمل في افتتاح المزار للجمهور في النصف الأول من عام 2028.

ثلاثة ملايين زائر سنوياً هو هدف طموح، وهذا من شأنه أن يضعه على قدم المساواة مع المعرض الوطني ويجعله أكثر نجاحاً من برج لندن.

مع ذلك فإن الأنفاق العميقة لديها عامل نجاح قوي سيساعدها على جذب زوار المملكة المتحدة على مدار العام.. يمكنك زيارتها عندما يكون الجو ممطراً.